* دِيك الدّجاج كُنيته أبو منذر، أو أبو اليقظان، أو أبو نبهان، ويسمّى الأنيس. لا يحنو على أبنائه، ولا يألف زوجة واحدة، ويوصَف بالبلاهة. لكنّه يعرف السّاعات الّتي يصيح بها ليلا وفجرا. والغريب أنّه عندما يلتقط حَبّة قمح، أو ذرة، أو كِرسِنّة، أو حِبّة من بزور العشب والبقول البرّيّة، يسير مغتبطا رافعًا عُرفه الأحمر الورديّ، ويضعها في مِنقار أوّل دجاجة يصادفها من مَحظِيّاته! فمن يفسّر هذا الحبّ؟

*  الغراب طير معروف، يغلب عليه اللّون الأسوَد الفاحم. وهو صديق الفلّاح، إذْ يتغذّى على الحشرات، شأنه في ذلك شأن الهدهد. الأزواج تعيش مع بعضها طوال عمرها، مثل البشر! ويمكنه التّعرف على وجوه النّاس، ويصنّفهم إلى حسَن ورديئ!
وعندما يصعب عليه كسر ثمرة، كالجوز أو اللّوز، يلقي بها إلى الشّارع، فتكسرها السّيّارات، وعندها يتناولها! فكم نتعلّم من حكمته الغريزيّة! كما وتحاكم جماعة الغِربان أيّ فرد يخرج عن نظامها، ولكلّ جريمة عقوبتها! فإذا اغتصب أحدهم طعام فراخ، تنتف جماعة من الغربان ريشه، حتّى يعجَزعن الطّيران! وإذا هدم عشًا، تُلزمه محكمة الغربان ببناء عشّ جديد للمُعتدَى عليه! وإذا اعتدى على أنثى غراب آخر، يُقتل ضريًا بمناقير الغِربان. والمحكمة تنعقد في حقل أو أرض واسعة! فهل نتعلم الجزء الأيجابيّ من سلوك الغراب؟

* الحمام الزّاجل طير عجيب! يرَبّى كي ينقل رسائل. ويُتّخذ كرمز للبريد المصريّ. لقد رأيته عن بعد سنتيمترات أمامي على الشُباك، فهو ليس بعيدًا عنّا، إذْ نجده على السّطوح، والأسلاك، والأعمدة. ونقدر أن نميّزه. فلونه رماديّ باهت هادئ. يوجد قوسان سوداوان قبل الذّيل الأسوَد الباهت المَشوب بالرّماديّ الخافت. عنُقه بلون الطّيف الشّمسيّ. يبرز فيه الأخضر واللّيلكيّ المُوَنّسان. الرّأس رماديّ باهت. العين سوداء بشكل حبّة الفول. حوْلها شبه دائرة عُنّابيّة، وشبه دائرة بيضاء كبيرة! أسفل المِنقار رماديّ مَشوب بالأسوَد والأبيض، وأعلاه أبيض. الرِّجل فيها أربع أصابعَ برتقاليّة بمخالبَ سوداء حادّة مائلة إلى الأسفل! والحمام بصورة، عامّة، يعلّمنا الهدوء والمسالمة! والحمامة البيضاء هي رمزالسّلام، كما هو معروف.

* النّمل السّفاح يقوم بشنّ حرب على مستعمرات النّمل الأخرى. يقتل الملكة، وينهب مخزونها، ثمّ يأسر باقي النّمل، ويستعبده! فمن تعلّم البطش من الآخر، النّمل ، أم الإنسان؟

* طائر (الشَبْنَم) ثاني أكبر طائر في العالم بعد النّعامة، وهو سبّاح ماهر. له لُغْد أحمر برتقاليّ، يتدلّى من عنُقه. يهاجم الحيوانات، ويحارب بشراسة. يظهر جميلًا وخجولًا، لكنّها الضّدّيّة! يفضّل العيش في الغابات، وعلى انفراد، ولا يسمح لشيئ، أو لأحد أن يقترب إلى مملكته! فمَنِ المتأثّر بالآخر، هو أمِ الإنسان؟