الدُّرِّيُّ بقلم د/ منيرموسى
2014-01-05 11:31:02

الدُّرِّيُّ بقلم د/ منيرموسى

 أتنهضُ، يا أخي العربي
         خَدينَ الشّرق والغربِ؟
 فمَن   يغدرْ   بأمّته
           فلا أحسبه من شعبي

تفاؤل بالعام الجديد. هذا شعور السَّواد من النّاس، وهو عين الصّواب، وبدونه لا يتوانى أن يحِلّ اليباب . فجْر مكفهرّ الأهداب، لم نتوجّس منه خِيفة، بل أملًا، وطموحًا، ونصاعة، وهيَمانًا. صباح متلبّدة سماؤه بالسّحُب اليحموميّة المترامية الأطراف، تتخلّلها البيضاء والرّماديّة، تمور، وتثور في الآفاق اللّامتناهية؛ والّتي نعتقد أنّنا قد حصرنا آخر مَدّها، انتشارها، وتشتّتها بعيوننا الكليلة الحسيرة.
أرياح خفيفة باردة تنبعث من الجوّ الشّعِثة هَبّات تضوّعات أزهار السّفوح، والجبال الملاثمة له، والمُتشعّثة غِيامه المسافرة إليها البواشق، فيها مَسَحات من الشّجَىى والتّامّل الّذي يستدني الحبور. هو العالم الصّاخب بجماله الرّومانسيّ الحالم الفتّان مع ضجيجه الّذي لا بدّ منه؛ وهو الّذي يخلق السّجْو والهدوء رائنيْن على المسكونة! أنا ابن الجليل المخضوضرة وديانه، وعوره، وأحراشه موشّاة بالرّقاطي، الهداهد، الحساسين، والشّحارير  دائمًا وأبدًا. فكلّ آهة، وجعة، وجَذْلة فيه تنطق بها الخريطة، والبوصلة، وميزان  حرارة الجوّ الإنسانيّ. تلك الّتي أرمقها خلال االلّيل، والنّهار معلّقة في غرفة مكتبتي الّتي تدفّئها القواميس، والكتب المستلقية بجانبي على السّجادة المزركشة طيلة فصل الشّتاء المِعطاء، والّذي يعلّم النّاس العطاء، والعِبَر الّتي لا تخلو أحيانا من الخوف والرِعدة ماسحِين عَبَراتِهم بمَوارده،  جداوله، وعيون مائه!

 أخضر أنت، جليلي
                  شاغفي  وخليلي
 لا  لغِطريس  وبيلِ
            ساطعٌ جمرالقبيلِ
                                                                         

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق