وأخيراً طلقتها.. !! حسين الشاعر – شفاعمرو
تزوجت قبل عدة سنوات، وأنجبت الأولاد والحمد لله.. حياتنا سعيدة راغدة بتوفيق من رب العالمين، ولكن مع مرور الوقت تزوجت بأخرى اقتداء بأحد زملائي.. لم تمنعني زوجتي الأولى كثيراً، حتى ارتبطت بالثانية لفترة وجيزة ثم قررت أخيراً أن أطلقها..
اقتنعت أن البيت نعمة، وخاصةً بعد مرور العاصفة الثلجية الأخيرة التي مرت ببلادنا وخلفت خسائر مادية فادحة، وجمعتنا العاصفة في البيت أكثر من أي وقت مضى.. نحن نعيش في بيتنا نحوط المدفئة والمواقد النارية الحديدية، بينما أهلنا في الشتات والمخيمات يموتون من البرد القارص وخاصةً الأطفال.. فصحة أطفالي أهم من المال، واهم من المتعة، إن كانت على حساب صحة الإنسان..
فكرت مراراً بطلاق زوجتي الثانية، لأنني كنت أعيش حياة سعيدة بتواضع وتوافق مع زوجتي الأولى أم أبنائي.. مع العلم ان هنالك عوامل خارجية تلاحق الإنسان منذ الصغر وفي الكبر ومن الصعب تركها، وخاصةً بعد الزواج.
يوم الثلاثاء الماضي قررت أن أشاهد مباراة اتحاد سخنين وبيتار القدس عبر شاشة التلفزيون، جلست بجانب أحد الأصدقاء، وفوراً تناول النرجيلة وخلال حديثنا عن تمسكه بها قال: حتى زوجتي تقول أن النرجيلة أصبحت كالزوجة الثانية.. واني أهتم بالنرجيلة والسيجارة أكثر من الأولاد ومنها، وبعد محادثات خلال المباراة نجحت بإقناعه ترك النرجيلة، وقرر أن يطلقها! فقام بالاتصال بزوجته وقال لها: إنني عائد الى البيت، وقبل ان أصل أطلب منك تكسير النرجيلة لأنني قررت أن أطلقها لأحافظ على صحتنا جميعاً وصحتي..
عزيزي القارئ.. النرجيلة هي إحدى العادات السيئة.. وأنا لا أتجرأ على الفتوى بتحريمها فهذا ليس من اختصاصي، ولكن إذا أردنا استعمال النرجيلة فيجب أن يكون في أوقات خاصة وبعيدا عن الأولاد والبيت وفي الأماكن المعدة لذلك!!
مع نهاية العام الحالي وكل عام نكون انا وأنت قد حملنا "جينات" من العادات والصفات السيئة، وهي فرصة لإعادة الحسابات والإقلاع عنها.. ففكر وقرر ان تطلق كافة العادات السيئة.. الكذب، النفاق، النميمة والغيبة.. السرقة.. نعم، هذه فرصة أن تعيد الحسابات وأن تعود نفسك على الحلال وتبتعد عن أعمال الشيطان ومراوغته. النرجيلة يعتبرها البعض، بل ويتعاملون معها ويتولعون بها كأنها الزوجة الثانية.. وكثير من زوجاتنا وأمهاتنا يتمنون لنا ان ترك النرجيلة لما فيها من رائحة وضرر صحي وتبذير الأموال هذا عدا عن السجائر!! ومن المفضل ان تطلقها أيضاً.. لا شيء مستحيل إذا قررت وبإرادة قوية.
أخيراً.. أعجبتني بعض الحكم قد لا تصل للكثيرين منكم، ولكن لا بد أن نعرج عليها لتكون نبراساً في برمجة حياتنا من جديد ببناء عهد جديد مع أنفسنا.. إن جمال الإنسان في هذه الأيام يتوج بجمال العقل بالفكر! وجمال اللسان بالصمت! وجمال الوجه بالعبادة! وجمال الفؤاد بترك الحسد! وجمال الحال بالاستقامة! وجمال الكلام بالصدق!..
ودائماً كن أنت الإنسان الودود والمحبوب والمتواضع، لأن هنالك نوعان من الناس: منهم من يسعد الناس أينما كانوا، وهنالك فئة يسعد الناس عندما يرحلون !.
عزيزي القارئ.. إن جمال الحياة في بساطتها، لذا كن بسيطاً تعش سعيداً، وابتعد عن العادات السيئة التي تؤدي الى طريق الهلاك، حاول ان تطلقها قبل ان تستعبدك وتكون ملكا لها وأنت لا تدري..