ستبقى ذكراك حيّةً في ذاكرتنا، رحمك الله بقلم: دنيا نعراني
هاتفني صديق مقرب وكان الحزن يعتصره، ولم يتوقّف انهمار الدموع من عينيه، حتّى غطّت وجنتيه، لوفاة محبوبته، اسمها ملاك علي طه، تبلغ من العمرأربعة والعشرين عامًا من دير الأسد، توفيت في الثامن والعشرين من شهر تشرين ثاني الماضي، وكان هذا يومها المشؤوم للأسف الشّديد، وطلب مني بدافع الإخلاص أن اكتب عن المأساة التي عاشها بفقدانها، تأثرت كثيرًا وسالت دموعي سهوة، وبدأت اللحظات تستدرجني رويدًا رويدًا.
مهداه إلى روح التي تَشَوّقت لمعرفتها
كلما تذكرتك تطلق صراخات الوداع مكفّنة بالذعر في أعماقي...!!
وتحفر قبرًا يتسلله الاشباح، أخيرًا تغلب الموت الحتمي على طريدته، وأوقعك بفخّه الخبيث والمميت كالفريسة الضعيفة.
لا تغربي يا شمسي عني هناك من ينتظرك كالحبيب المشتاق..!!
ولا تطعن فارسك بخنجر الشقاء ولا تحكمي عليه بالعذاب...
لقد كنا البارحة سويًا واليوم رحلت!!! ما أصعب الفُراق... لكني لم أرضَ بتوديعك
اه كم موحش فراقك وكم قاتل رحيلك
رحلتِ بدون سابق انذار ولم تُبقِ لي سوى بحر من الحسرات ...فغرقت به وتشتت هنا وهناك...!!
فأموت من الذكرى باليوم آلاف المرات، وأشهد بأني عن حبك لن استقيل يوما
وأشهد بأن الاشتياق لن يكفي بحر حنيني إليك...!!
وأشهد بانهيارات صبت في جوفي وصراخات وصراعات بين عقلي وقلبي
كم كانت أليمة حين زرعت في ذاكرتي، ودست في أعماقي ولم تغفر دموعي لعَينَيّ...
فتهيج كأمواج البحر غاضبة متمردة وتشتد الآلام على شاطئي، فرحت أحتمي بذكراك... رغم موتك الخبيث الذي سطا عليكِ وتغلب على ضعفك وحرمك من احباءك، فإنّي أعي أنك حاضرة خفيتة، وأعي أنّك بجانبي حتى لو فاقت أي حقيقة..!! فإنّي أومن بما ينتابني
فأنت كالشمعة بأحشائي لن يتجرأ وحش النسيان أن يطفئها!
إني أتوّجك أميرتي في مملكة الذاكرة، ستبقى حتى يأمر الله أنفاسي بالتوقف
فليرحمك الله ويجعل بيتك الجنة
رحمك الله.