أيا صديقة َالعمر ِ...
أيا صديقة َالعمر ِ
يا رفيقة َ الذكرياتْ
وقسيمتي بالبسماتْ
يا سندَ الروح ِ
في الأحزان والمسرات
أيتها النادية ُ النديـَّة
الطيبة ُ الأبيـَّة
يا منْ كنتِ أشدَّنا ألماً
وأكثرَنا تحملاً وصبراً
كنتِ أحوجَنا للأخذِ
وأكثرَنا عطاءً
صارعتِ الموتَ
وأنتِ تعانقينَ الحياةَ
أبيتِ الرحيلَ
رغمَ الوَهَن ِ والوجع ِ والعناءْ
أخبرتِني أنـَّك تودينَ البقاءْ
قدَّستِ الوصالَ
تحدَّيتِ المحالَ
وركلتِ أشباحَ الموتِ
منْ حقائبِ الترحال ِ
أيتها المبتسمة ُ الحامدة ُ
بكلِّ عزم ٍ كنتِ تؤجلينَ الوداعَ
إلى أنْ نزلتْ بكِ سهامُ القدرْ
وحملتكِ فوقَ الأكتافِ
ملائكة ُ السفرْ
بهدوءٍ وسَكينةٍ
فارقتِ المكانَ والزمانَ والبشرْ
وتركتِـني
مسلوبة َ الأثيرْ
مؤنـَّبةِ الضميرْ
أسترجع الذكرى وأعاتبُ القدرْ
أيتها القريبة ُ البعيدةُ
وقفتُ فوق لحدكِ
وقفة َ دهرٍ من الصَّمتِ
خائرةَ القوى
مسَّـلمة ً بما جرى
أيتها المستلقية ُ تحتَ الثرى
أموحشٌ قبركِ أيتها الحبيبة ؟
أباردٌ مرقدكِ أيتها الأريبة ؟
أتشعرينَ بحُرقةِ النداءْ ؟
أترينَ دموعَ المهدي دونَ البكاءْ ؟
أيتها الروحُ السابحة ُ بالفناءْ
يا رمزَ الطيبةِ والنقاءْ
أيتها المرضيـَّة ُ من ربِّ السماءْ
يا رفيقة َ الأحلام ِ والصَّمتِ والكلام
ِارقدي بسلام ٍ أيتها النديـَّة
اغفِ بهدوءٍ على فراش ِ الأبديـَّة
سامحينا أيتها النقيـَّة ُ الوفيـَّة
سامحينا
حين قصَّرنا
وحين تأخـَّرنا
وحين احتجْـتـِنا وما كنـَّا
لكِ الرحمة كلـَّما لاحت شمسٌ
وتلألأتْ كواكبٌ وأقمارٌ
لكِ الرحمة كلـَّما رَمَشَ جفنٌ
ونَبَضَ قلبٌ بالليل ِ والنهارْ
لكِ الرحمة كلـَّما سَبّحَ مؤمنٌ
ورُفعتْ للعلياءِ أكـُّفٌ وأنظارْ
!!!!