السادس من كانون اول ذكرى ميلاد المعلم كمال جنبلاط
2008-12-12 15:39:35

السادس من كانون اول ذكرى ميلاد المعلم كمال جنبلاط

في ذكرى ميلادك أيها المعلم الخالد نعاهدك أن نبقى أوفياء للأمانة التي من أجلها استشهدت..

امجد المن- طالب دكتوراة

 



تقف الكلمة صامتة اندهاشاً عن تعمقها في شخص المعلم كمال جنبلاط خلال اطلاعها على معالم هذا الأسطورة التاريخية المتألقة , تخال نفسها برهةً انها امام سياسي من الطراز الأول الذي اخذ المقولة فعلاً فكان بها يرقو ليخدم ابناء جلدته ووطنه , فكانت مقولة ارسطو حول السياسة بأنها اشرف عمل يمكن ان يمتهنه الأنسان حالاً يتألق خلاله يبعثه رسالة للأخرين ..
تارةً اخرى يتجلى ليكن فيلسوفاً يلبس الصوفية زيناً, مضيفاً له اناقةً وانسجاماً مما يتماشى مع العصرنة الفكرية والروحية , باعثاً بها تجلي فكري معروفي من خلال اطلاعه على المعاني الروحية في الحكمة بعد ان درس وزاد في تعمقه بالقرأن الكريم والأنجيل المقدس , محيي بذلك عقيدته التوحيدية ومذهبه الأسلامي ومسلكه الأنجيلي ...
طال انتظارك ما عودتنا سفرا ,31سنة والاغنية تنشد نفسها صوب ابا المساكين ليرجع لكن جبل الباروك المتألم لن يعود , ذكراه كانت تمر كل عام من دون ان تتجرأ على البوح بأسرارها , كانت الوصاية تخنق الحقيقة وترد الاتهامات على اعقابها , وكان المعلم يطوق كل سنة الى اعلان يتوجه شهيداً ويفصح عن اليد العابثة بجسده.

اليوم كمال جنبلاط حرُ ممن فرضوا الموت عليه الموت باكراً وعدم البوح بالوجع هو الذي رفع من شأن الاغتيال السياسي وأخذه الى مصافي المفكرين والزعماء والصوفيين والحالمين بوطن عادل , كان أدمياً في حرب قذرة , متصوف في وطن الطوائف المتنازعة , وطنياً في بلاد الكونتونات وصاحب رسائل في زمن البريد الجاهز , كان يرى للبنان ما هو اتٍ وحين رفض هذا الاتي على صهوة الوصاية , آزر عودوه ان لا يسقيه سائراً أنما جسداً نحيلاً منحياً لا يقوى الا على قول الحقيقة  . غاب المفكر الغائر , الشاعر , الصوفي , المربي والموسوعي بعد ما طرق ابواب متعددة في الابداع الادبي والسياسي , ولأن هذا المعمر من نسج الخيال ترك كمال جنبلاط أرثاً لمناصريه هو عبارة عن حزمة أحلام عليهم ان يحققوها ,لكن شيئاً من تلك الاحلام المتكومة لم يتحقق وظل الوطن على مدى سنوات غياب في زاوية التفتت السياسي وحروب الزواريب الضيقة والحرب الباردة بعد تلك الساخنة ,أغتيل وهو على مفرق "ان يكون او لا يكون".
حاول المجرمون اغتيال  "الفكرة" لكنهم لم يدركوا ان بفعلتهم احيوا في داخل مناصري المعلم ألف كمال جنبلاط, أنهم لم يدركوا ما في في غياهب الأمور , ألم يقرؤوا قوله  " دعوا الأمور تجري كما تجري الأحلام, دعوني أموت ودعوني أولد , لأنني في كل لحظة أموت وأولد في هذا الكون",  وكذلك شعره الصوفي ذو  الاحساس والمعاني التوحيدية العميقة , " أموت ولا أموت فلا أبالي هي الايام تجري في دمانا فهذا العمر من نسج الخيال".

هؤلاء المجرمون ما لهم وللأعمال الشعرية والثقافية فالدماء والقتل  ما يغذيهم وحده ,  فأنهم لا يقوون على محاربة الفكر النير بالندية بفكر اخر.

كم كنت تنقصنا في هذه الأيام ايها المعلم ولكن الحمدالله ان نورك يبقى ذلك الذي يهدينا الى غايتنا وهدفنا , فأذ كان معلم واحد , في هذه الأيام هناك تلاميذ عدة يحالون ان يكونوا امثاله.
فكمال جنبلاط باقٍ شعلة منيرة لكل الذين يؤمنون "ان الحياة انتصاراً للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق