اتهموني...!!! بقلم (دنيا نعراني)
2013-11-03 12:04:28

يجب ألاّ يتخلّى الإنسان عن عرش صمته، يجب ألاّ يبوح بمشاعره لأحَد، لأنه يحب أن يحتفظ بأسراره في خزينة حياته، لتبقى غير مكشوفة للعَلَن.
حقا لقد حاولت جاهدًا أن أتحدّث، وأن أعبّر آرائي بتلهف، وأن أحاور الناس، بمن فيهم الفتيات، إلاّ أنّني لم أجتمع يومًا ما بشخصٍ وحيد منعزل عن عالمه الخارجي مثلي أنا.
أنا شخص غير اجتماعي، أفكاري شريدة، أُهمِل مجتمعي وناسي عمدًا، أتعامل معهم عن بُعد، حتّى أبقى منفيًا عن عالمهم ومعتقداتهم، كي أعيش في عالمي الخاص بي.
انسانيتي صريحة وأحيانًا جارحة، فلست خبير كَذبٍ، ولا أحترف سرد أقوال ملفّقة
حين ألتقي بفتاةٍ ما، لا تطفو الابتسامة فوق شفتاي، وإن ابتسمت لي لا أعيرها انتباهي، ولو احمرت وجنتيها خجلا، أتجاهلها حقًا!
اتّهموني بالمتعجرف، متشنّج الأعصاب، بارد وحازم، عديم الرّحمة. هل لأنني لست بدبلوماسي، ولا أتمتّع بشعبية كبيرة، ولا أقوم بصيانة تصرّفاتي في ورشة اللباقة؟!
لقّبوني بسيد الانطواء على النفس، نعتوني بالعاجز، لكن في معتقداتي أسمّي نفسي رائدًا لعزة النفس، ولا أبالِغ إذا كانت جرأتي صريحة!
نظرات النّاس تعنّفني باتهاماتها المزعومة، يُعذّبني أسلوبها في التعبير، يهلعون من ظهوري أمامهم... كم تحرَّقت من قسوة البشر، لكنّي كنت وما زلت مرفوع الرأس صامدًا، رغم ذلك لم تتظاهر مشاعرهم أمامي بالكراهيّة لهُم يومًا ما، لمدى تصلُّب تعاملهم معي، لأنّهم شوّهوا صورتي.
عفوا أنا لا أحاول أن أحطّم معنوياتي، ولا حتّى أحبس أنفاسي... لكنّي سئمتُ حقًّا من استمرار التخلف الفكري للبَشَر.
فهل أنا فعلاً عاجزًا اجتماعيًا، وشخصيتي ضعيفة؟!!

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق