أبوسنان كانت على المحك وأثبتت أنها من الذهب النقي الخالص بقلم جريس خوري-أبوسنان
2013-10-30 16:46:42

أبوسنان كانت على المحك وأثبتت أنها من الذهب النقي الخالص بقلم جريس خوري-أبوسنان
  قبل 65 سنة عندما حلت نكبة شعبنا العربي الفلسطيني واضطر أهالي بلدات كثيرة ترك بيوتهم بما فيها والرحيل إلى قرى مجاورة لها. سأركز مقالي هذا على قريتنا أبوسنان لأني أعرف ما حدث فيها وكنت شاهدا على أحداثها مع أنّ ما حدث فيها مشابه إلى حد كبير مع ما جرى في القرى الأخرى.
  لقد لجأ معظم أهالي القريتين عمقا وكويكات وبعض سكان قرى أخرى إلى قريتنا أبوسنان تاركين بلدهم بكل ما فيها بألم وخوف على حياتهم وتقسمت العائلة الواحدة خارج البلاد وداخلها؛ وهذه نكبة من أقسى النكبات
التي يتعرض لها الإنسان في حياته؛ وخاصة لأهالي هاتين القريتين الذين يرون صباحا ومساءا بلدتيهما يهنأ فيها
من لا حق له بذلك.
  لقد استقبل جميع أهالي القرية من دروز ومسيحيين المهجرين والمغلوبين على أمرهم كل حسب إمكانياته ولا ننسى أن أبوسنان كانت قرية فقيرة صغيرة ؛أصغر من كل قرية منهما على حدة!!
 لقد تجلّت إنسانية أهالي أبوسنان الرائعة بشكل لا يمكن وصفه وهنالك من القصص والأحداث المثيرة والتي لا
يزال أبطالها أحياء يرزقون ؛ويجب تسجيلها وتوثيقها وعرضها على أبنائنا في المدارس في حصص التربية أو في لقاءات في المركز الثقافي وتكون مادة ممتازة في الخطاب الديني في معابدنا عل اختلاف أنواعها .
 لقد سكنوا بيننا ومعنا في البيت الواحد وتقاسمنا لقمة العيش ومياه البئر الذي بالكاد كان يكفي أهل البيت.والحق يقال أنهم كانوا نعم الضيوف وتحولت هذه العلاقة إلى صداقة قوية بين الطرفين.
 إن أبوسنان ألتي كانت على المحك في هذا التسونامي في استقبال ضعف عدد سكانها وحتى في استيطانهم فيها
وأثبتت إنسانيتها بشكل رائع لا يوصف ليست بحاجة أن توضع مرة أخرى على المحك؟؟؟
نعم إن هذا سبب تغييرا ديموغرافيا في القرية.ولكن إذا فكرنا نجد أننا في سفينة واحدة لنا نفس الآلام ونفس
الهموم وما يوحدنا أكثر بكثير مما يفرقنا!
 إن هوية رئيس المجلس ليست بالقضية المهمة والمهم أنه أبوسناني ما دام إنسانا يهتم بالمصلحة العامة وليس بمصلحته الخاصة والكسب الخاص.
  إن ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو مقال تلميذي وصديقي العزيز الأستاذ شريف صعب حول هذا الموضوع لأنني لا أتفق مع وجهة نظره والتي دعنا نعتبرها وجهة نظر خاصة به ومطروحة للحوار الحضاري

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق