ألعبرة، قبل فوات الأوان/الهوية الأبوسنانية على المحكّ! بقلم:-شريف صعب
2013-10-26 21:33:03
ألعبرة، قبل فوات الأوان/الهوية الأبوسنانية على المحكّ!
أيّها القارئ الكريم!
كل الأمم والشعوب تتحدث وتحاور حول هويّتها أو قوميّتها أو وطنيّتها... ودينها وأمور أخرى هامّة، تهم المرء والمجتمع .
وفي الهوية تسجّل أو لا تسجّل، عادة، جميع التفاصيل الدقيقة المتعلقة بحامل الهوية وإنتماءاته. إن هذا الامر هام، مع أنّ الأهمّ منه هو إنسانيّة المرء وآدميّته وطريقة تفكيره، وكل ما يصدر عنه من خير أو شر.
وقد قال الله تعالى:"إنّا جعلناكم أمماً وقبائل لتعارفوا"! صدق الله العظيم. فالتعارف سُنّة ومنها حماية حقوق الغير واحترامه وعدم المسّ بمشاعره وبمعتقداته وبقيَمه وهذه هي من أهم أسس الإعتبار المتبادل.
والكل يعرف ويعلم حديث العاقل الذي قال:"رحم الله من كان يجبّر المكسورة"! حيث أجابه الحكيم:" رحم الله من كان يجبّرها قبل أن تنكسر"! وبما أننا في هذه ألأيام في خضمّ حديث ثاقب حول رئاسة المجلس المحلي في قريتنا أبوسنان وحول من يحق له أن يترأس أو لا، فمن الجدير أن نتطرق لهذا الموضوع الذي يُشغل فئات مختلفة في أطياف المجتمع الابوسناني... وداخل البيوت!!
واليوم، وقد ترشّح لرئاسة المجلس المحلي مرشحان واحد من إخواننا المسلمين وآخر من إخواننا المسيحيين، إضافة إلى المرشحين الدروز، وبعد أن آلت الامور ألى ما آلت إليه، حيث نحن أمام جولة ثانية، بدأت الاسئلة تُطرح بجديّة عظيمة ومن ألأفضل أن تتوضّح الأمور بجرأة تامّة وذلك حتى نتحايد المخاطر المحدقة بالسّلم الابوسناني قبل فوات الأوان!!
كلنا يعلم ان السلطات الاسرائيلية قد أحيَت سياسة "فرّق تسد" بشكل مكثّف ونجحت في ذلك إلى حدّ كبير... مع أن الفوارق الدينية والاجتماعية والطبقية كانت قائمة قبل قيام الدولة، وستبقى الى الأبد بين أبناء الشعب الواحد.
 لقد أُدرجت أبوسنان تحت قائمة القرى الدرزية وليس العربية ومن هنا ومن منطلق الحقائق الاخرى المتعلقة باعتبارات الدولة فقد حظيت بنظرة سلطوية مختلفة وبمعاملة تختلف... وبميزانيات أكبر، مما عاد على مواطنيها بفائدة أكبر. فلو أدرجت أبوسنان في قائمة البلدان العربية، لاختلف الأمر.
إننا نعلم أن التطرف هو من  أخطر أعداء البشر وعلى كل مواطن في قريتنا أن يضع السلم ألأهلي الابوسناني فوق كل إعتبار ومن هنا يجب التفكير بعقلانية تامة وبفهم كامل لواقعنا الذي نعيشه ويجب أن لا ننسى ماضينا مهما كان من أمر والعبرة قبل فوات الاوان. فالمصلحة العامة فوق كل شيء شخصي .وأبوسنان هي حالة خاصة ولا مفر لنا الاّ أن نعيش بكل طوائفنا باحترام متبادل وان نحافظ على نسيج بلدنا الذي تفاعل حتى اليوم ، بعقلانية . وما علينا اليوم الا أن نعتمد عقلاءنا وحكماءنا لتسيير السفينة الابوسنانية بحكمة وبدراية، لأنه في إعتقادي، لا شيء ينفعنا إذا لم نتدارئ الاخطار المحدقة بنا... وحريّ بنا. أن نتعلم من أخطاء الاخرين.... والنظر الى ما يجري من حولنا، فلا يجوز أبداً ان نقطع الفرع الذي نقف عليه جميعنا بأمن وأمان .
أبوسنان فوق الجميع، وحتى نكفل مستقبلاً جيداً يجب أن نمتنع عن المساس بالامور الثابتة التي تعودنا عليها والتفكير بوضع دستور أبوسناني متفق عليه من جميع الاطراف حيث يعترف بالوضعية الخاصة لهذه القرية مع الاعتبار الكامل لمشاعر الاخرين. إن الزمن يحتّم علينا أن نكون واعين متفهمين لوجودنا وأصولنا ومفاصل مكونات مجتمعنا الخاصة.
هذا الدستور من شأنه أن يكون منصفاً وبإمكانه أن يكون مشابهاً للدستور اللبناني وبإستطاعته أن يرد عنا أموراً صعبة وحالات مقيتة، نحن في غنىً عنها وأن يحدد الصلاحيات والمسؤوليات.
وتحضرني هنا كلمة قالها الرئيس أنور السادات ، رحمه الله ، فقد قال:" إن الديمقراطية هي وحش كاسر مفترس نستطيع أن نتعايش معه مدى الحياة، ما دمنا نجيد التعامل معه؛ إلاّ أنه يمكن أن يتحول الى وحش خطير شرس إذا لم نحسن التعامل معه ؛ عندها سيفترس كل من سيقف في طريقه !" وما يحدث في مصر يؤكد قول ذلك الرجل العظيم. فتعالوا نحافظ على هذه الشجرة الابوسنانية ونتفيّء بظلالها.... حتى نكفل مستقبلاً زاهراً لجميع أبنائنا!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق