عيد وحب هاي السّنة ، العيد بعيدين ...! بقلم : شريف صعب – أبو سنان
2013-10-07 17:53:30

عيد وحب هاي السّنة ، العيد بعيدين ...! "" بقلم : شريف صعب – أبو سنان
دعونا نعيّد هذه السّنة ، نفرح ونغنّي ونطرب على أنغام المطرب الكبير كاظم الساهر ، وبهدوءٍ نفساني كبير ؛ فعيد الأضحى المقبل سيأتي علينا باليُمن والبركة، إنشاء الله ، والمحبّة تغمر قلوبنا وساحاتنا حيث أنّه يحمل على جانبه عيدًا آخر ، جاءَنا ليدبَّ الأمل في قلوبنا وبيوتنا ألا وهو العيد الدّيمقراطي ... عيد الشعب بانتخاب رئيس جديد لرئاسة المجلس المحليّ في بلدنا العزيز أبو سنان وفي باقي القرى والمدن ، على مستوى الدّولة !
فسبحان ربّ العباد كيف جاء عيد الأضحى متقدمًاً بضعة أيام على العيد الديمقراطي ، ولم يأتِ بعده ... إرادة إلهيّة ... حتى تكون فرحة عيد الأضحى كاملة ، غير منقوصة !! فلو أتى عيد الإنتخاب قبل عيد الأضحى لاختلف الأمر كثيرًا... عندها سوف لا يكون عيد الأضحى عيدًا زاهيًا ... عند من سوف لا يحالفهم الحظّ بالفوز ، فكُلّنا بشر وعندنا مشاعر ، فتلك هي نعمة من ربّ العالمين .
أبناء شعبي الكرام ، أيّها الأبوسنانيّون المحترمون : كل يوم سعيد عندنا ، هو يوم عيد وقد كان أكبر أعياد حياتي عندما شاهدت في الأمس القريب مرشّحي الرّئاسة لمجلس أبو سنان المحليّ وهم يتصافحون ثمَّ يوقّعون على عهد شرف لجعل العيد الدّيمقراطيّ مثلًا يُضرب به في المحبّة والتّآخي والاحترام . يا له من يوم عظيم مُقبل علينا سيجعل العيد عيدًا ديمقراطيًّا سعيدًا قولًا وفعلًا .. فعلى نمط تحرُّك الكبار يتحرّك الصّغار وعادة ما يتوّجه الشّعب كما يتوجّه القائد . كلّي أمل ، كما كلّ أبوسنانيّ شريف ، أن يكون ذلك العهد أبديًّا ، فنحن لسنا بحاجة إلى عهود مكتوبة فقط ، وإنّما نحن بحاجة أكبر إلى قلوب نظيفة ، صافية ، وفيَّة ومؤمنة بالله ، فأبو سنان فوق الجميع وسلامة أي  أبوسناني أهمّ من كلّ شيء ...وهي لجميع أهلها على اختلاف عقائدهم ومعتقداتهم وما يجب أن يربطنا هو الإحترام والوفاء لضمائرنا ولأبناء بلدنا حتى يصبح بالفعل ، لا بالقول ، بلد المُثل العليا والكرامة والمحبّة ، فقبل أن نكون نحن ، بني البشر ،تابعين لديانات مختلفة ، كُنا آدميين، نَحِنُّ على بعضنا بحكم كوننا أبناء آدم وحواء ، فضّلنا الله على جميع مخلوقاته حيث منحنا العقلَ وقوَّةَ التّمييز ، والقدرة على التميُّز .
قال الشّاعر العظيم ، الشّاعر القروي ، رشيد سليم الخوري :
" ما دمت مُحتَرِمًا حقّي فأنت أخي
                                          آمنتَ بالله أم آمنتَ بالحجرِ !"
إنَّ هذا البيت بمعانيه السّامية هو خلاصة الصّيرورة البشريّة والقيم الإنسانيَّة وكلمة السِّحر فيه هي الاحترام المتبادل والتَّواضع وأن لا نُحبَّ لهم ما لا نحبُّهُ لأنفسنا !!
وقال الله في كتابه العزيز :" إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم " . صدق الله العظيم ولم يقل إنّ أكرمكم ...مُسلمًاً أو مسيحيًّاً أو درزيًّاً .. أو يهوديًّاً ...أو بوذيًّاً ... وإنّما قال : أتقاكم ، فالتّقوى هي الأقوى وهي تحمل معان ٍ عظيمة وكثيرة ، يجب أن نتعلمها من قلوبنا ومن عقولنا  ومن قِيمنا وأخلاقنا.
تعالوا ، أيّها الأحبّة ، نحترم بعضنا بعضًا ونمتنع عن كلّ ما هو مُزعج وسلبيّ أو مُخرّب لجمال العيدين ! تعالوا نُعيّد على بعضنا بقلوب صافية وأن نزور أكبر عدد ممكن من أقربائنا وأحبّتنا في بيوتهم وأن لا نجعل أيّام العيد العظيم ... رحلة نقاهة بعيدًا عن الأهل والأحبَّة ( ربّما لنهرب منهم أو لنتهرّب من عادة سامية ) فمعكم السّنة كلِّها على طولها وعرضها ... تعالوا نجعله عيدًا للتّضحية والعطاء فهو عيد الأضحى ويرمز للصّفاء وحسن النّوايا ، فادفعوا من حسابكم لإسعاد الآخرين ... والديمقراطيّة تعني الحرّيّة والمُساواة وعدم تفضيل فلان على علان ... إلّا بالتّقوى... مع " حفظ الحقوق"  فالظّلم هو مصدر كلّ بلاءٍ وسيّد الشّرور والشّر ... من شرارة !!
.. مُسلمًاً كنت أم مسيحيًّاً أم درزيًّاً، تعالوا نجعل الفرحة فرحتين فالعيد رمزٌ سامٍ وهو لله تعالى فلنمتنع عن أي خطأ ولنصُمْ عن الخطايا مهما كان نوعها ولنلتزم بكل ما هو طيّب وإيجابي ولنجعل سياقة سياراتنا سياقة هادئة !
 لم أرَ في حياتي أجمل من تلك الأيادي التي تصافحت ثم وقَعت ، في بناية المجلس المحليّ على عهد الشّرف، والشّرف هو كرم الأخلاق .
تعالوا ، إذاً ، نغنّي ونردّد أغنية المطرب الكبير ، فعيدنا بعيدين هذه السنة !!
أسمى آيات الشّكر أقدّمها لكلِّ من سعى ودعا لهذه الخطوة المُباركة وليسجّل التّاريخ ذلك الأمر لكم ، على صفحات من ذهب!
 وأمّا المجلس المحليّ ، فما هو إلا بناية صامتة تسخر من المتنازعين على رئاستها ، فالمجلس دائم والمتنازعون عابرون ... وهذا يُذكّرني بالبيت الشّهير لأبي العتاهية حين قال :
" ربَّ لحدٍ قد صار لحدًا مِرارًا              ضاحكٍ من تزاحم الأضّدادِ ...! "
مع تمنياتي لجميع أبناء شعبنا بعيدين سعيدين مُتمنيًا أن تكون شفاهُ الموقِّعين وقلوبهم مُتطابقة
من أجل صلاحِ النُّفوس والعقول.
وكل عام والجميع بخير !!

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق