مجادلة الأحمق تتطلب تحمل الرد بقلم د.نجيب صعب ابو-سنان
2013-09-13 10:51:36

 الجدل بحد ذاته أو الحوار ينبغي أن يكون مبنياً على أصول قبول الأخر , وأن يرتكز أيضاً على الاحترام المتبادل , بغية الوصول إلى نتائج في موضوع الجدل والحوار , وقد يكون هذا الجدل أو الحوار دائراً حول موضوع أو شأن ربما  يكون غامضاً أو يقف عند تضارب الآراء فيه , والجدوى المرجوة من هذا الجدل التوصل إلى حل وسط أو تفاهم أو تفهّم للأمر عن طريق الأخذ والعطاء في ملابسات هذا الأمر أو ذاك بروح موضوعية أخوية في ظل احترام متبادل .
    ومما لا ريب فيه أنّ الجدل قد يكون وسيلة أكيدة وكذلك الحوار بغية توضيح أمور غامضة أو
 عرض ما هو غير واضح وكذلك قد يكون تبادل آراء ووجهات نظر ربما تؤدي في النهاية إلى تقريب
 في وجهات النظر أو الرسو عند صحة الآراء أو عكس ذلك .
    وكما يعلم الكثيرون أنّ الجدل والحوار ربما يكون سهلاً هادئاً. يتميز بحسن الأخلاق وطريقة التعامل من خلال الجدل أو النقاش والحوار وربما يؤدي بالتالي إلى الوصول إلى الهدف المنشود , الذي من أجله بدء فيه الجدل بالأساس , وفي هذه الظروف بدون شك فإنّ الشركاء في الجدل حول أي موضوع كان على قدر المسؤولية والممارسة في الحديث وتبادل وجهات النظر والتفتيش عن السبل المثلى للوصول إلى شاطئ الأمان في هذه المشكلة أو تلك , وعندها سيصل المجادلون أو المحاورون إلى نتيجة موفقة ليس من باب المفروض وإنما من باب التوافق والجدل الموضوعي , فطوبى لهؤلاء الذين يحسنون الجدل والحوار على أسس خلاّقة , على أسس الاحترام المتبادل وقبول الآخر والحوار لتحقيق الهدف بنوايا نظيفة دون خفايا خبيثة .
    وفي الناحية الأخرى قد يكون الجدل أو الحوار عقيماً وخاصةً عندما يشارك في هذا الجدل أناس من الذين أعماهم الحمق, وخيم على عقولهم وجعلهم في عقم حتى ولو طال هذا الجدل واستعرض خلاله الناس الكثير من الأساليب الصريحة والهادئة, إلا أنّ طرفاً لم يقبل ولم يؤل ولم يرض تفهم الآخرين من الشركاء في هذا الجدل , وفي كثير من الأحيان يكون هذا الأحمق في جداله شرساً وقد يؤدي به الأمر
 إلى السفاهة, وقد يتعدى ذلك إلى طول اللسان وقلة الأدب دون أن يعمل حساباً لمثل هذه التصرفات وما قد يتمخض عنها, وخير ما يمكن تقديمه في هذا السياق ما يلي:
إذا نطق السفيه فلا تجبه    فخير من إجابته السكوت
إذ أنّ المشاركون يتبعون المثل القائل "الذي يعاشر القط عليه أن يتحمل خراميشه" .    
وفي هذه الحالة ربما يتوقف الجدل والحوار فيما بين الأصدقاء والمشاركين ولا يؤدي إلى أية نتيجة مرجوة , وقد يقتنع المشاركون ألّا فائدة ولا جدوى باستمرار الجدل بهذا الشكل وربما يمكن أن يسفر ذلك عن خلافات أو مشاحنات الكل بغنى عنها ! ! !   
    وهنا أود أن أنوه إلى أنه ينبغي على المرء أو المجموعة الترفع عن كل الشوائب وعن الحمق والسفاهة من جميع الأطراف, لأنّ ذلك حتماً يقود إلى تفهُّم الأمور والعمل المشترك من أجل الأفضل في كل أمر أو موضوع قد يستوجب الحوار والمواضيع والمشاكل والأطر كثيرة ولا حصر لها , إما التوصل إلى حل يرضي الأطراف فليس في كل مرة يؤدي إلى حل معين , ولذا من الأفضل للإنسان أن يكون خلوقاً , متسامحاً , متعقلاً , مجرد عن الأنانيات مقدِّراً
ومحترماً للشركاء , يتطلع بعين المودة والموضوعية , وأن يكون على قسط وافر من محاسبة النفس وواقعياً في نوعية الجدل والحوار وفحواه , عندها حسب رأيي يمكن التوصل إلى نتيجة أو حل أو توافق دون اللجوء إلى السلبيات والحمق الذي لا يوصل صاحبه إلى أية جهة ايجابية بل العكس هو الصحيح في ظل احترام متبادل , كلام موزون وتعامل لائق دون المس الواحد بالآخر , تصرّف كهذا حتماً سيأتي ثماره بشكل ايجابي بإذن الله , وأملي أن يتفهم
المحاورون والمجادلون ما بين السطور حرصاً على الموضوعية وتحقيق الهدف المنشود من الحوار.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق