هذا ابي ... بقلم : حمد اسعد طافش .. بيت جن
2013-09-08 01:05:46

هذا ابي ... بقلم : حمد اسعد طافش .. بيت جن
هذا أبي .... المرحوم الشيخ ابو فوزي سعيد اسعد طافش

هذا أبي الذي ولد في بيت غني بالأخلاق قلعته الكرامه واطيانه أسس الدين، إمكانياته المادية صعبه، قوته من الفلاحة والحلال في زمن كانت البلاد في حالة ضياع والخوف من المجهول يسود على الجميع.

    هذا أبي الذي عمل بجانب المرحوم  جدي منذ نعومة أظفاره، عاش طفولته كمعظم ابناء بلدي آنذاك  بالكد والتعب والعمل الشاق والقله.  
تزوج من المرحومة أمي  ندى فارس طافش  وهما في ريعان شبابهما ورزقهما الله سبعه ابناء.. اشتركوا على تربيتنا أحسن تربيه في اصعب الظروف.  والحمد لله ..... كانوا نعم الاهل والمربين.

    هذا أبي الذي جاب بلاد الله باحثا عن لقمة العيش الحلال لأسرته حتى اقعدته أوجاع الظهر ما يقارب السنتين قبل ان يبلغ الأربعين لكن بإرادة الله وإرادته وقف من جديد ليبني خلال اقل من عشرين سنه بكلتا يديه ومساعده إخوتي الكبار  ما يقارب التسعين دار في بيت جن وخارجها  .
 
هذا أبي صاحب الأيادي البيضاء التي  طوعت عشرات الدونمات من الأرض  في عين النوم وجبل وعرة شرف،  نعم ان اسمها وعرة شرف وأبي جعله اسم على مسمى فحولها من وعره جبليه لواحه خضراء بها كل ما تشتهيه النفس من ما طعم الله من فاكه ..
    هذا أبي الذي حافظ على ما ورثه من المرحوم جدي من أراضي واشترى إضعافها ليورثها لي وأخواتي، وكان نعم المورث العادل.

  هذا أبي الذي قال يا سعد البيت الي بيطلع منو بيت .. فكان يا سعده سبع مرات فقد بنى لنا سبع بيوت وسبع أسر أساسها متين كجذور السنديان وأبوابها وسيعه كرحابه صدر الكريم، جدرانها متماسكة  كتمسك الإخوان بالدين. واسقفها عالية كرؤوس الكرام. وألوانها واضحه كضوء القمر في الظلمة  ودروبها واسعة كحلم الحكيم هذا أبي..
  
   هذا أبي الذي سلمه دينه فضيله شيخنا شيخ الجزيرة المرحوم سيدنا الشيخ أمين طريف شخصياً قائلا له انشالله انك من أهل الخير يا شيخ أبو فوزي.      فما كان له إلا ان اكتفى من الحياه الزمنية  ليصبح شيخ ورع تقي مواظب على بيت الذكر صباح مساء أي ستين مره في الشهر  دون كلل أو ملل .
 
هذا أبي الذي اصبح داعيا لدرب التقى راشداً واعضاً واسع المعرفة صريحاً لينًا في الاقتراح شديداً في المبادئ يقول دائماً لا نقاش ولا مجامله في الدين.

هذا أبي الذي  تمكن ان يكون كما كان بمساندة المرحومة أمي فكانت سيده العفاف وأم الكرامه ومدرسه العطاء والتواضع حافظت على بيته..وساعدته على الهم  دون كلل أو ملل ....فما كان منه  إلا ان  ترك العمل في أواخر الثمانينات بعد ان اتعب المرض المرحومة والدتي ليقف بجانبها ويرعاها وكان نعم الزوج المخلص المعطاء المتفاني  حتى توفت والدتي سنه ١٩٩٤ وكان لها نعم الراعي والمساند وكرس وقته لرفقتها للعلاج.   ولتأديه واجباته الدينية والاجتماعية فيزور المريض ولا يفوته عزاء بفقيد على مستوى القريه  والطائفة ويشارك الناس أفراحهم وجميع مناسباتهم. 

    هذا أبي الذي حافظ على أصدقاء الطفولة حتى يومه الاخير فكان لهم وكانوا له نعم الأصدقاء في السراء والضراء.
 تزوج من خالتي جوهره محمد خطيب سنه ١٩٩٥ فكانت نعم الزوجه ورفيقة الدرب وتميزت علاقتهما بالشراكه الحقيقيه وحب العطاء وحب الناس القريب منهم والبعيد وكانا قدوه للمجتمع بشكل عام ولنا الابناء والاحفاد بشكل خاص. حيث رأينا كيف يتجلى الاحترام والتقدير والعطاء ، وكيف رعت خالتي المرحوم أبي في فترته الأخيرة بعد ان أقعده المرض كيف عاملته كأم لابنها بصدق واخلاص واحترام  حتى يومه الأخير. (أجرها الله ).   
وبدوره كان صابراً شاكراً حامداً لله على ما خصه من مرض (مرض العضال الذي قاومه ما يقارب السنه والنصف الأخيرة ) وكان  راضياً مسلماً بحكمه وقدره. ولم يكف عن حمد الله. 

   هذا أبي ذو الهيبة والوقار وجهه بشوش  ملامحه رجولية يكفي ان تنظر اليه لتعرف ماذا يريد. صريح الإحساس  مستمع كريم متكلم واعظ  مرشد هادي وهادف فهيم، تاجه ومسلكه الدين مبدأه صدق اللسان وحفظ الإخوان واحترام الاديان صالح عادل بين الناس كريم معطاء مما يملك واكثر من ذاك.

هذا أبي لصدق نواياه وحلمه الوسيع ويقين معرفته كان واثق بنفسه يقف شجاع على الحق لا يساوم على المفروض، يجابه بصراحة لا ينجبه من ذي منصب أو جاه ينصر المظلوم ويساند المحتاج ويواجه الظالم.

هذا أبي الذي لم يستوحش طريق الحق والخير لقلة السائرين به بل العكس كان يهدي للسير به ودائما يقول (ان خليت بليت)  فآمن برسالتة وكرس نفسه لها فاصبح مرجعاً وعنواناً ولكنه لم ينغر وينجر. بل بقي ذاك الشيخ الوقور المتواضع لا يتسابق للجلوس على الصف الأول لكن إذا دعت  الحاجة كان يتقدم بشجاعه وثقه ليقف أمام الصف الأول ليصحح ويصلح ويجابه وليرجع الأموار إلى مسارها الصحيح. وبحكمته وشجاعته وأمانه ونصرته للحق استطاع حل قضايا حساسه كانت مستعصيه منذ عشرات السنين (لحساسيتها لا استطيع كتابتها هنا) وله بصماته في كثير من المواقف اهمها دينيه واجتماعية امن بوجوب حلها وسعى لذلك وبعونه تعالى تكللت مساعيه بلنجاح. كان يملك حب التطوع والمبادرة للأعمال الخيرية شارك وتبرع وجمع التبرعات للكثير منها ، وله بصماته في كل مواقف بيت جن المشرفة وهي كثيره. 

  كم انا فخور بك يا أبي    وباسمي واسم إخوتي جميعاً فوزي عصام جمال وهاب زيد وزياد وجميع احفادك وامهاتهم وكما عاهدناك دائماً وبالأخص في لحظاتك الأخيرة سنسير على الدرب الذي وضعتنا عليه وأنرته لنا وسنحاول قدر المستطاع ان نكون مثلك وسنحمل رسالتك لمجتمعنا وسلالتنا ان شاء الله.   وسنستمر بطريقك متماسكين متكاتفين موحدين، تخليداً لذكراك التي ستعيش في قلوبنا وعقولنا ما حيينا.....

وليعذرني جميع آباء العالم....   فهذا أبي.
واحمد الله على كل شئ اهمها انه كان ....
                   هذا أبي...


مع خالص حبي واحترامي  اخوكم: حمد طافش

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق