لجان أولياء الأمور لطلاب المدارس على اختلافها أقيمت بالأساس للعمل مع الإدارات وأُلي الأمر في المدارس والأجهزة الفاعلة في حقل التربية والتعليم من أجل نجاعة العمل المدرسي وضمان الفائدة القصوى لهؤلاء الطلبة من المدارس الابتدائية الإعدادية والثانوية , ومما لا شك فيه بأنّ هذه اللجان التي تتبع للجنة القطرية لأولياء الأمور تستند على دستور صريح وواضح يضمن الكثير من الركائز التي تصب كلها في نظري في صالح الأبناء في المدارس , ومما يزيد هذه اللجان قوة وفعالية مدى القيام بواجبها في ظل دستورها من حيث انتخابها , فعالياتها ومهامها .
   ومع إطلالة كل عام دراسي جديد تطرح نفسها أسئلة كثيرة , أسئلة تبحث عن أجوبة صريحة , تبحث عن توضيحات كاملة , تبحث عن حقيقة وعن تقارير ينبغي على هذه اللجان تقديمها قبيل نهاية كل عام دراسي وعند إطلالة العام الدراسي الجديد لتؤخذ بالحسبان مستقبلاً.
وإذا  أمعنا النظر قليلاً في المدارس وفي عمل هذه اللجان لوجدنا بدون عناء يذكر انّ هناك لا مبالاة لدى القيام بالواجب من قبل هذه اللجان طبعاً ليس جميعها بل الأغلبية الساحقة منها , فالكل يعرف ويعلم علم اليقين أنّ حضور الجلسات يفتقر كثيراً إلى أعضاء هذه اللجان وربما يميل إلى نسبة ضئيلة جداً , فإذا كان الحضور يميل إلى نسبة  منخفضة , فما هي المبادرات ؟؟ وما هي مواضيع البحث؟ وما هي المباحثات؟ وما هي التوصيات حول مواضيع تخص المدرسة وطلابها؟ وإذا كانت حقاً توصيات فما هي نوعية مواكبة تطبيق هذه التوصيات ؟ وإذا فعلاً طبقت توصيات فما هي الاستنتاجات المحلية بالتعاون بين اللجنة والإدارة المحلية ؟
   وهل سمعنا يوماً من الأيام هنا وهناك عن تدخل صارم بموجب دستور لجان الأولياء الأساسي ؟ وإذا كان انتخاب هذه اللجان في فترة انتخابية, هل كان لها استمرارية أو أنها أقيمت لغرض في نفس يعقوب فقط !!! أو لمدة محدودة في ظل التغاضي عن ركائز دستورها ؟   لتؤثر  هنا وهناك في هذه المعركة أو تلك ؟ وهل تفحصت هذه اللجان بدون استثناء مدى تفاعل دستورها مع الإدارة وقامت بواجبها في مجال نجاعة ووضع المعلم المناسب حسب مؤهلاته واختصاصاته في المكان المناسب ؟ أو أنها وقفت عند واجبها ولم توافق أن يدَرّس المعلم المختص بالرياضيات لغة عربية أو غيرها , أو انّ المعلم المختص بالتاريخ والمدنيات يتوقف عن تعليم مواضيع أخرى لم يتخصص بها ؟ ولماذا تبقى مثل هذه الظواهر منتشرة في أطر التربية والتعليم  ؟
    وأود أن أهمس دون المس أو أي قصد للمس بأي كان من الزملاء المربين والمربيات  أو من الإخوة والأخوات أعضاء لجان أولياء الأمور وأستوضحهم قائلاً : هل بادروا بعقد جلسة في أعقاب نشر نتائج امتحانات معينة تجريها الوزارة للوقوف عن كثب على أوضاع النتائج وللعمل معاً على تفهّم الأسباب وإعداد خطة لمقاومة هذه الظاهرة ؟ وأخص بالذكر نتائج البجروت مثلاً , فإذا كان الأمر كذلك فما هي الخطط التي اتخذتها أو تتخذها في هذا المضمار مختلف اللجان والإدارات والمجالس المحلية إذا وجدت حقاً ؟ ؟ ؟  
   هذه التساؤلات  والمساءَلات لا تأتي لا سمح الله من باب الانتقاد أو التجريح وإنما تأتي بدون ريب من أجل مصلحة فلذات الأكباد , هؤلاء الأبناء الذين هم عماد المستقبل ومن أجل العمل على استقبال السنة الدراسية الجديدة في كل عام بروح ملؤها الحيوية , ملؤها النشاط , ملؤها العمل الدؤوب ملؤها الموضوعية والمسؤولية الحقة لمصلحة الأبناء .
   وأخيراً أعزائي القراء مع إطلالة العام الجديد يترتب أن تكون اللجان قد خططت من خلال معالجتها للأمور في السنة الماضية لتحسين الأوضاع في العام الدراسي الجديد , وينبغي عليها إلا تقرن ذلك لا بمعركة انتخابية ولا بأجواء وأهواء سياسية مطلقاً وإنما تضع نصب أعينها الموضوعية 
وفقط الموضوعية , بعيدة كل البعد عن الحساسيات الأخرى والتي لا تعود على الأبناء بالفائدة , عليها أن تكون نزيهة مترفعة عن أية شائبة أو غاية خاصة , لانّ مصلحة الأبناء ورفع مستواهم وتوفير اللازم في الصرح التعليمي في نظري واجب مقدّس , والكل يجب أن يقدّس هذا الواجب وضرب عرض الحائط كل المسببات الأخرى وخاصةً تلك التي لا تمت إلى التربية والتعليم بأية صلة مطلقاً.
عندها يمكننا جميعاً أن نرى على ارض الواقع نتائج مرضية على طريق تحسين المستويات ونجاعة العملية التربوية بمسؤولية تامة وشفافية متناهية وبتظافر جميع الأطر الفاعلة في هذا المجال .
وأخيراً كلي أمل أن تبدأ الأمور بالتحول إلى الأفضل قبيل افتتاح السنة الدراسية ليحظى الأبناء بمزيد من العناية الصحيحة التي تستند على الصراحة والعمل الدؤوب والجاد والأمين .