افكار الى "القاعدة" ان نفعت الافكار
هي اقتراحات وتوضيحات نقدية جذرية .. هي توسيع وتعميق وانسنة للقاعدة .. فالقاعدة قاعدة ابن لادن ، قامت وبرزت في جوهرها كرد فعل على واقع متطرف .. فليس تطرفها وعنفها الا رد فعل نشأ في اجواء معقدة ، وواضحة في آن ، حيال الصراعات والقضايا الوجودية والحضارية والسياسية .. الثقافات التي تداخلت وتشابكت في كل بيت عربي ومسلم كما في كل بيت آخر في العالم ، هي علة التعقيد الفكري النفسي في حياة كل فرد، قد اضحى عرضة لضربات الامواج الغربية الثقافية المتلاحقة المنفتحة على كل شيء ( حلال وحرام ) هو ما جعل هذه الفئة – القاعدة – ان ترجع للوراء تاريخيا ( للفطرة والبساطة ) وللعقيدة في نشأتها الاؤولى وفي اثواب اتباعها القدامى فكريا وحسيا ..
هذا من الناحية الاجتماعية ، ومن الناحية السياسية كان يكفي من الوضوح لكي تتخذ هذه الفئة موقفها وسلوكها الجهادي ، ان تستمع كل صباح للاخبار التي تبثها وترسلها محطات مختلف الدول بالصوت والصورة ، عما يجري في المنطقة وفي العالم ، وما يتعرض له العالمين العربي والاسلامي من قبل الغرب ..
ودوري هنا ان اقول التالي : لا يوجد في نظري اي اختلال واي جور في السياسة وفي السلوك السياسي ، وفي اي شيء .. في الاعلام ، في الفن في الاقتصاد الخ الا وعلته الاساسية في الاخلاق .. الاخلاق والطبائع الخلقية – اذا صح – هي التي تدفع الى هذا السلوك او ذاك .. ولا تصح عقيدة - سواء دينية ، فنية ثقافية ايديلوجية سياسيه فلسفية وما تشاء - الا بأخلاق سليمة ، بغض النظر عن امور اخرى كالمفاهيم الميتافيزيقية والاعتبارات اللاهوتية والالهية .. والقاعدة إذ انطلقت لتحارب الفساد وتعيد الاسلام لاصوله الحنيفة السليمة ، قبل كل شيء ،هي عمليا وجوهريا لا تفعل ذلك للمسلمين فقط ، فالانحلال والجور والشر ( الغربي) يصيب العالم ويطغى على الجميع ، وكلنا ضحاياه شرقا وغربا في الواقع .. لكن واذ تقصر القاعدة نضالها حتى ليس لكل المسلمين عقائديا بل لجماعتها ،وان صرحت غير ذلك احيانا وذكرت فلسطين في ادبياتها، فسلوكها يدينها ، وهي مستعدة لمحاربة حتى اطفال فلسطين اذا اقتضى ( حفاظا على نقاء العقيدة واصولها وتعاليمها ) .. واذ هي تنحصر في فكرها وفي نضالها الى هذا الحد ، هي تستعدي حتى المسلمين المعتدلين عليها وهم الكثرة ربما .. ولو نشأت القاعدة لتحارب الفساد الاخلاقي ، الذي هو مرض يصيب البشرية جمعاء .. اولا كانت تخلت عن فكرة الجهاد المسلح ،لان العمل على التغيير الاخلاقي كأساس للتغيير السياسي ، لا يمكن ولا يجوز ولا يصح بقوة السلاح العسكري ، ثم لكانت بادرت في اقامة شركة اعلامية وميدانية تنويرية روحية مع كل متنوري الشعوب والاديان لمحاربة الفساد والانحراف الحضاري العالمي الحاصل .. هكذا كانت اكتسبت قاعدة انسانية وسيعة ، وتأييدا جارفا من مختلف الاطياف والجهات والمجتمعات . فالمشاكل التي تصيب العالم كله ، تحتاج الى رد عالمي يمثل الجميع لا فئة محددة ..
نقول هذا فيما يتعلق ب"القاعدة" دون ان نغض عما يتعرض له الشعب المصري " الاخوان" تحديدا اليوم من اضطهاد ( عربي عربي اسلامي اسلامي ،بنوايا وخفايا خبيثة غربية ) وباسم الاصلاح والدّمَقرَطة الاجتماعية . وفي هذا حديث آخر .