أكلمكِ بآلامي
أخاطب فيكِ آمالي
من فوق موج البحر
عبر الصحاري والهضابْ

أناجيكِ بأشعاري
أصارع فيكِ أقداري
أصارع فيكِ النفسَ
أصارع فيكِ القلبَ
وتذهبين صامتةً
من غير لومٍ أو عتابْ

الصمت قد دام طويلا
والقلب قد أمسى عليلا
والروح تنزفُ سرّها
والعين تذرفُ دمعها
والنفس في جسمٍ يبابْ

الشمسُ في غيبوبةٍ
والروح باتت في خواءْ
والقلب يخفق خافتا
والنفس تندب للجفاء
ردّي إلى قلبي الحياةَ
من غير قولٍ أو حسابْ
فالنفس تحيا في عذابْ

ملّت الأوراق حرفي
ملّت الأصباح خوفي
أنقذيني من هلاكي
أنتِ حبي أنتِ لحني
ملّت النفس الحياةِ
في التياع واضطرابْ

طرقتُ باب الاكتئابْ
ولّيت وجهي شطر
آيات العذابْ
ما كان نُضْحُ الرِّي
من ثغر الحبيبة
من رضابْ
بل كان أُجٌّ من شرابْ
خبّريني عن أمورٍ

فيها قد حار الخطاب
تقبلين السُّخبَ
من غيري ومنّي
ترفضين الماسَ
أو عطر السَّخاب
تُسمعين الليل ألحاني ونبضي
ترسمين آلامي خيوطا من شهاب
تخضبين الشيب في رأسي وقلبي
من دمائي من ورودي
فوق عرش من حرابْ

ألا ترين الدمعَ من عيني سَدوحِ
أناجي الليل في القمراء
والقلب قروحِ
والطّيف يبعث الأنفاس
في جسمي وروحي
يئنُّ حَبابُ الماء
من شوقي إليكِ
وجُناحيُّ ثغركِ تنطق بالجوابْ

لست أدري
كيف أمضي العمر إن طال الأمد
بين جيءٍ أو ذهاب
أو بين شدٍّ واجتذاب
بين إيمان وكفرٍ بالهوى
وقد أحثو على وجهي الترابْ

كيف أمضي العمرَ
وأرْجُ أنفاس الحبيبة
في خيالي في دمائي
كيف أمضي العمر
وأنّات الحبيبة
تقطع الأوداج منّي
وينزف القلب
ويختفي الطيّف
في صحارٍ من سرابْ

كيف أمضي العمر
وأستار الحبيبة
بين قلبي وحبّها
سوء الحجابْ
كيف أمضي العمر
إن طال السكوتْ
قد أُجنُّ أو أموتْ
أو تسقط الأيام من عمري
من غير حبٍّ أو جوابْ

تلوّح الأشجار لي مودعة
والريح تدفعني
والأرض تجذبني
وتنزفُ الأقلامُ شعرَ الحبِّ
وترسم وردةً
من نُجْثِ قلبي
وتلفّني بأكفان السحابْ
وتدفنُ الأشلاءَ
في قبرٍ ضبابْ 
عمر رزوق أبوسنان