ظاهر النظافة وباطنها!! بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو
2013-05-05 18:48:49

قبل أيام قليلة أثلج صدري مشهد لمجموعة من الطلاب وهم منهمكون في حملة كنس وتنظيف أماكن في وسط المدينة رافعين عدة يافطات مكتوب فيها شعارات بناءة مثل: "مدينة نظيفة = مواطن نظيف" وغيرها.. وهذه فوق انها لفتة جميلة فهي خطوة مهمة وليست سهلة في انعاش الإرادة الداخلية الطيبة في داخلهم، ضمن يوم النظافة العالمي..
كلنا شاهدنا أمواجاً من الفعاليات تلاطم مدارسنا وشوارع قرانا ومدننا العربية.. وفي الواقع وليس سراً فاننا نصبو الى بيئة نظيفة من حولنا وبيتنا وبلدتنا وشوارعنا.. وللأسف فان البعض ينسى نظافة النفس ونقاء الضمير والقلب والعقل، وينسى أن يحافظ على نظافة الأيدي ونظافة اللسان..وو..
باعتقادي الإنسان النظيف والصالح هو الإنسان المستقيم الذي يحافظ على النظام والنظافة معاً والمحافظة على كل شيء، إذ يجب على كل إنسان أن يحافظ على نظافة بيئته، والمحافظة على الحدائق العامة، التي تعطي موقع سكناك والأرض التي تعيش عليها صورة جميلة، كما علينا المحافظة على نظافة المدرسة وعدم إلقاء المخلفات إلا في الأماكن المخصصة لذلك.
أعجبتني مقولة تقول: "ليس الجناحان هما سبب بقاء الطير محلقا" !! إنما نقاء الضمير هو الذي يجعله ثابتا في السماء وباعتقادي متى امتلكنا ضميرا نقيا نحن البشر، أجزم بأننا سنحلق مع الطيور .
ودعتني هذه المقولة الى سبر معنى "النظافة من الإيمان".. فبدأت أتأمل وأقرأ في هذا الشعار محاولا استجلاء المفهوم من منطوق هذا الحديث .. وخلال ابحاري في امواجه بدأت أستشف وأشعر بأن هناك معاني أسمى.. ومفاهيم أعلى.. ومقاصدا أرفع.. ألا وهي "نظافة القلوب".. نظافة تزيح الهموم وتزيل الغموم.. وتريح الخاطر.. وتحفظ القلب، وتقوي رباط المحبة في الله، لتبقى هذه المضغة التي يتوقف على صلاحها صلاح الجسد كله.. في أمان واطمئنان. وما لحفظ القلب وصلاحه شيء مثل "حسن الخلق" فهو كالماء للزرع..
ثم إن الله تعالى قبل ذلك كله (جميل يحب الجمال..)، وقد قال سبحانه في كتابه الحكيم: { وثيابك فطهر}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة..). ففي هذا الحديث الشريف يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى طيب في صفاته وأقواله وأفعاله، فالله تعالى يحب من عباده أن يطيعوه بالطيبات من الأقوال والأفعال، فيحب لعباده أن يتناولوا من طيبات الطعام والشراب والزينة.. ويعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك ان الله نظيف يحب المؤمن النظيف في جسمه وقلبه وثيابه وبيته ومسجده وبلده..
عزيزي القارئ.. أعرف أن مغارف الكلام تحتاج الى مصفاة، والظروف في حياتنا تتسابق الى الهلاك.. ولكن اذا قررنا أن نقوم بتجربة بسيطة، كل منا ان  ينظف قاموسه من اللعن والشتم والقذف وكل كلمة نابية، فكن طاهر اللسان مهذب الألفاظ تختار كلماتك بعناية، احترم نفسك وجليسك، لا تنطق الزور ولا الكذب ولا السخرية والاستهزاء بأحد، وكن حيَّ الضمير، محبوباً عند الله وعند خَلقه، ثم اخنق الظن ! – فإن بعض الظن إثم – واقتل الحسد.. واذبح الحقد وكن سامـيا.. شامخا.. مثل النسور..
حاول أن تكون رزينا، وكل واحد منا يحمل في قاموسه خصالا حميدة متنوعة والخصال الطيبة توفيق ورزق من الله ! وتخيل نفسك على ما انت عليه الآن.. فقرر أن تكون قريباً أكثر من الله.. فاذا نجحت فقد اصطفاك مقسِّم الأرزاق.. تأكل طيبا وتضع طيبا.. عندها لا تفعل كل ما تشاء.. لأنك ستستحي..!! وغـيرك (إذا لم يستح.. فليصنع ما شاء)!!.. هذا هو محور نظافة الإنسان وبالتالي مضمار الكلام.. وفي هذا الزمن نحن في ميدان السباق.. وفيه تركض النفوس.. فسابق  عزيزي القارىء واربح نظافة النفس والعقل والضمير واللسان وتوجها بمكارم الأخلاق، لتبقى ايامنا ايام نظافة للظاهر والباطن، وفي كل لحظة وأي مكان..

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق