فتحت صحف الاسبوع الماضي لكن الصور في براويزها بقيت عالقة في ذهني والصور التي شاهدتها امتلأت وجوه اصحابها في الابتسامات العريضة وكانت مساحتها تعبر عن نشوة الانتصار فقد فاز مرشح العائلة على منافسه وفي بعض الحالات كان المرشح وحيدا وفوزه كان بتزكية الحضور ولم تحمله قمة الكرمل فقد جلس العريس الجديد وسط اهله يمسح دموع الفرح ويتلقى برقيات القبل الساقطة عليه من كل الاتجاهات ، ولا يخرج العريس المنتصر نحو عرشه الجديد الا على الاكتاف في انتظاره جولة كبيرة ، والذي يبحث عن القمة وخدمة عائلته اولا عليه اقناع الاخرين بأفكاره الجديدة واقناع جيوبه لان الامور تحتاج لأموال نقدية تصرف على صور الاعلانات بحجمها ، والابتسامة في نصف الاعلان تكلف صاحبها بضع دولارات خضراء ولا بأس على العملة الجديدة برسم شعرائها العبريين الغربيين كذلك هذه المرة .
 فتحت صحف الاسبوع الماضي وقبله وشاهدت صور العائلة مجتمعة في احدى القاعات الجميلة ولم ينسى الحضور  بدلاتهم الرسمية وربطة العنق وتعزيز الصور بكل افراد العائلة صبايا وشباب وفي وسط القاعة نصب مكبر الصوت لسماع انشاء الانتصار  وارتفعت اهازيج القبيلة فرحا وسعادة فقد انتصر ابن العائلة على ابن العائلة وتسلم الفائز المعروف مسبقا  مقاليد الحكم وعباء مزركشة تمنحه مفاتيح العائلة وختمها وبصمتها ، ومختارها الجديد كانت فرحته اكبر بل اعلى من جبل الكرمل وبحره المقابل وحيث لا يرى اخره ونهايته .
البقاء في القاع وفشل الارتفاع في مستوى المنحدر مأساة .. وتغيير الافكار وانتخاب الانسان المناسب في المكان المناسب انتصار لفكرنا ومستقبلنا ، لان الشمس في مدارها لا تنتظر الكواكب الصغيرة بفلكها ، واحتفالات العائلة بانتصار ابنها على ابنها بقاء في القاع لان النهوض في المجتمع الواحد يحتاج لكل الحناجر وسيله واندفاع الافكار من مكانها نحو مجتمع خلاق مبدع يعرف مصلحة ابنائه في خطواتهم الاولى بعيد عن عصر الجاهلية بأفكارنا المتحجرة والابناء المولودون لا ذنب لهم بعصور القبائل وافكارها ورماحهم نحو الغيم والمطر الساقط على بشر اختاروا العائلة مساحتهم الصغيرة ونسوا بلد يبحث عن احلامه والفارس المغوار لا ينتصر على القبائل المجاورة الا اذا كانت حوله فرسان بلده وسيوف تلمع بوجه الشمس ، والقبائل الجدد في عصرنا وبدل تربية اولادهم على الانتماء للبلد الكبير وقعوا في خطأ جديد لا تغفر لهم ابنائهم اولا.