شعيب .. ولقاء الحبيب بقلم زايد خنيفس
2013-04-25 18:42:28

يأخُذُني يمامُ البر لمدائِنِكَ، ويَبعَثني مِسكُ عِطرِ مقامِكَ نحو مُنحَدَرِكَ المُقابِل لبُحيرةٍ زَرقاء، نامَت وخبّأت أسرارها بأعماقِها .. ويأخُذُني صَهيلُ خيولَكِ " الخمسة " بِكَفِّ اليَد، يُبرِقُ ألوانهم باتِّجاه الرّيح والشَّمس الغاربَة... ويُرسلُني لرحابِكِ سَيِّدي ونَبِي غيرَةٍ، مُوحِّدٍ، جَلسَ على أعتابِكِ باكِيًا، طالِبًا عَفْوَكِ وسَماحَكِ، مُقَبِّلاً ظِلالَ قَدَمَيكِ المُقدَّسَة، مُلامِسًا قُدرِتَكِ على جَذب الأشياء وغيرها... وهروب الثّعابين لتتَسلَّل بين السّلاسل القَريبة، واسرابُ  "الصَّفير" النَّاعِسَةِ على أكُفِّها، وصخورٌ ومُغُرٍ شاهدةٍ على المُعجزات، والسَّيفُ المَسحور بقدرة العليّ القدير الواحد، وانشِقاقُ الجَبَلْ إلى شَقَين، وجلوس البحيرة بحضنٍهٍ، واشتياقها للأنبياءِ المارُّون بِسفوحِها...
تأخُذُني مشاعِري للعَهد، والدَّمُ المُنتَفِضَ في شراييني يقودَني إلى ميثاقِكِ، في الخامس والعشرين من كل عام، ومواعيدٌ نُقِشَت في ذاكرةِ المَولود، ومواعيدٌ لا تُمحى من  "الرزنامة "، كما الشَجَر لا يتساقط عنها نُوار اللوزِ في  "المقاثي" الممتدةِ في حُلُمِ العيون المُشتاقةِ...
مقامُك سيِّدي محفوظٌ في القلوب المرتعشة، وفي جُرحِ الخاصرةِ، وقوسُ القزح بألوانِ اخوتِهِ، يبقى رَسمًا باقِيًا في الدماء الزكية .. لا يُغادر مَنفاه، ومن بلاد عَرَفَت وجوهُ الدُّعاة الصالحين من مصر، حتى وادي التيم... لبلاد الشّام وريفها، وجَبلُ المُحافظات، ورؤوس جبالها، لوديان احتضتْ دُعاءَ شيخٍ حَفظَ في دعائِهِ، أُمَّةٍ حَفرَتْ ميثاقُها في قلوبِها الخاشعة، وفي أركانها الثابتة... غادَرَت الوجوه منازلها، باحثةً عنكَ في الميادين الرَّحْبةِ، لتُعانِقَ مزارك لقلبها ولحُضنها،
فشوقُ الحبيب  إليكَ هو وَلَهٌ في العُلى وعلى الأرض، والمدائن والسهولِ الجالسةِ على عرشِها، تتضرَّعُ اليكَ، وتنحني لتُقبِّل مزارك، ولكي تبكي اسراب الحَمَام في الفضاء، ورسائل الصالحين تُسطِّر حنينها إلى الأهل في جبل العرب وقمة الباروك، واشتياقٌ لملاقاةِ الحبيب في المشهد الأول والأخير .
ليتني يا سيِّدي سنبلةً في مرجِكَ الزّاهر، وليتني يا سيِّدي فراشةً تُحلِّقُ في مرجك العامر، وريشةٌ تتأرجَحُ في خِلةٍ من خِلاّتِكَ المُقدَّسة وليتني يا سيِّدي عَتَبَةً على أدراجِ مزارِكَ، أتمنّى أن أكونَ رشفةً من غدرانك المنسابةِ رويدًا بخاصرةِ الجبل، وسَربُ نخيل يُضيء مزارك، والثقوب القديمة شاهدة على أنفاسك الزكية فأنت في مقامك خطيب الانبياء ولسانهم ورسائل الله للخلائق المنتشرين ومسالك التّوحيد وأسطُر الإيمان، وأسرارُ النُّجوم الشاردة مع فَرَحِ المُؤمنين، القادِمينَ في مَوسِمِ الحصاد، ونَيْسان يَعرفُ الوجوه والبيادر القديمة، نورٌ وأنوارٌ، وعِطرٌ من فصولٍ ماضيةٍ، استرسَلَت فرحَها بظلالكَ، ونشيدٌ من تُراث أجدادي: يا سيدي شعيب يا مُختارًا، يا نورَ الأنوار.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق