صَديقةٌ.. بقلم الطالبة حلا مرزوق من يركا
2013-04-18 00:52:47

أراها تقترب مني
أَهيّ غريبة ؟ لا !
تلمس قلبي ,
وكأن يديها بُلِّلَت بالنهر الجارف المخلوط بالأنسانية
كأن دمّها خالي من فيروس الغدر
كأن عيونها تُفيض حب ! تقول :
مالي اراكِ هكذا ؟ يائسة خلف ابواب الامل
ارى فيك سرّاً غير معروف , لا يفسّرُهُ ملاك ملاك وتعجز العلوم عن تحليله ! ..
لم يَبْقَ فيك سوى فضلات انفاس , وما هذا الاسود الذي يخفي روحاً طاهرة ؟ لا , هذا لا يليق بكِ , انزعيه !
أّتَشعٌرين بأنّ لم تثيرني شقاوة كلامك
تغوصين محيط شحوب , أناديك فلا اجدك !
تتكحلين برماد مدعوس
تتزيّنين بلآلئ , أَهي دموعك تجمّدت وتوّلت الى لآلئ ؟
تتراقصين على لحن بيانو تعزفه أصابع مكسورة ,بربّي !
اضحكي وكوني الأقوى , خذي القدر الى حيث تشائين ولا تستسلمي لهُ فيأخُذك الى حيث يشاء ويضحك لأنتصاره عليك ..
اضحكي لروحي فهي تكتمل حين ترسلين اليها تلك الضحكة ..
أتعلمين ؟ ارى فيك السعادة نفسها عندما تقومين للتمايل مع الزهور ,تستنشقين عبيرها , وتسرقين رحيقها ..

هذا مجرّد حلم ! نعم ..
صديقتي جائت الي بحلم بعد ان وقفت خلفي
دمها مريض بفيروس الغدر , عيونها ..
عيونها التي تملأها النذالة .. ويديها المبلّلتين بمياه كان قد اغتسل فيها المنافقين , تحمل خنجر مزخرف بالسموم
فأحس بثمة شيء يدب في ظهري شيئاً يمنعني من الحراك
انه الخنجر, تطعنني به , فيختلط دمي مع السموم وأقع تحت تأثير صدمة وينزل دمّي وكأنّ طعنتني بكل جسدي !
تلك هي صديقتي نفسها التي سرت برفقتها سبيل طويل ..
صديقتي التي يملئ قلبها الحب القوي العظيم ويمتلك انفاسها
التي ايقظيت بي عواطف جميلة لم يسبق ان بُحت بها لمخلوق قبلها
كانت هي شمسي وتبعث بأذيالها الى نفسي دفئ,وفاء,اخلاص وورود ..
كانت هي  قمري تنير دربي تضيء ظلام ايامي وتبعث نور البراءة ..

لطالما اهلكتني تلك حقيقة الطعنة , فحاولت مراراً التهرٌّب والتجرٌّد بعيداً لطالما أهلكتني تلك حقيقة أن صديقتي مثّلت دور الصديقة ببراعة مطلقة لكن ..  

أتَعلمين ؟ تستحقّين التصفيق .. هذا الجمهور يصفّق لك وأنا اصفق بحرارة فلقد ابدعتِ في طعني !
سأصفّق لك صديقتي ,حتى مماتي ..                                                                   
أسأل نفسي أينفع الأنتقام ؟ ب
فترد نفسي بكل كبرياء : الانتقام يعيش في النفوس الضعيفة فالمنتقم يعتبر عديم أحساس وأنسانية تماماً كالغدار فهو نزل من رحم ساقطة ودمّه كَدَم أبيه الذي يمزقه الجبن ولو لم يكن جباناً كأبيه لم يطعنك من الخلف ويهرب ! يطعنك من المقدمة لتعرفين وجهه, فأنت نزلت من رحم امٌّ عظيمة تاجها وعنوانها الأنسانية وأبيك الشجاعة تُملئ دمّه والرحمة تلبس جسده..
فلا تجعلي في نفسك الشر وتؤذي خلق الله بل كثّري فيها الخير وأجعلي منها البلسم المخفف لآلام البشر  
أنبتي فيها وروداً تفوح بعبيرها لكل عابر في حياتك
لا تسمحي لقلبك بأن تتوسطه الحقارة والنفاق بل حطي فيه عطاء بلا حدود  وحُب الدنيا بأكملها ونور الكواكب والشموس
كوني ذلك الجندي الذي يسهر الليالي ليرعى قلوب احبائك من غدر الوحوش الليلية .. 
لا تخجلي فهذا ليس ضعفاً كما تعتبره العقول الصغيرة بل هو قوة وجرأة لم يمتلكها احد بعد , تلك هي النفوس الكبيرة وهي نفسها ثقتك بالله بأنه سينتقم ويجعل من كل بشري حط في نفسه الشر والحقارة قذارة يداس عليها !                                   
حلا مرزوق الحادي عشر "أ"                                   

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق