نور فلسطين بقلم عمر رزوق ابوسنان
2013-04-01 23:09:49

لماذا النورُ يغريني
وفي أعماقِ أضلاعي
بريقُ السيفِ والقرطاسِ والعينِ
لماذا تقتلُ الغربانُ أُمسيتي
هديلُ الروضِ سوسنتي
ونورُ الكونِ نرجستي
وملحُ الأرضِ
في آياتِ تكويني
أُعرّى في بلادِ الجوز
والزيتونِ التّينِ
وهل في عُريي من عارٍ
إنَّ العارَ في ذُلٍّ وفي جُبنٍ
في عَربٍ بلا حجرٍ ولا سيفٍ
بلا غارٍ ولا دينِ
تُغاضي الغرقدَ الملعونَ
عدوٌ من بني صهيون
في بلواي تتركُني
تسلّمُني
لغدرِ البحرِ
لا بيتاً ألوذُ به
ولا سِملاً يغطّيني


لماذا النورُ يغريني
غريبٌ أسألُ الأوطانَ عن نورٍ
وعن إشراقِ طلّتها
أجوبُ الأرضَ مندفعاً
إلى شمسٍ مضرّجةِ
بلونِ الجمرِ والطّينِ
وبدرُ الليلِ ما جفّتْ مآقيهِ
تنادي العاشقَ المكلومِ
لا ترحلْ
فرُبَّ النورُ يأتيكَ
أضاميم الشذا الحاني
وتطفئُ نارَ أشواقي
بنرجسةٍ
فلسطينيةِ الملمحْ
مخضّبةٌ بدمعِ القدسِ
وعطرِ العُرسِ
بالياسمين تنسجهُ
بحبّاتِ الندى الماسي
في طولِ كرمٍ
في حيفا وسخنينِ

لماذا النورُ يغريني
وطيفٌ يلهمُ الأشعارَ
شعاعُ النّورِ
يعيدُ الشهدَ
وأحلاماً مجرّحةً إلى ريقي
فأقضي في لهيبِ الوجد
تقيّدُني شراييني
وفي زنزانةِ الأضلاع
خيالٌ واسعُ الأصقاع
يناديني
رُضابُ القُبلةِ الأولى
من شفتيكِ نرجستي
ألا فلتنسجُ الأصداءُ
من شعاعِ النّورِ أسيافا
ألا فلتُطرَقُ الأصفادُ
لدمعِ العينِ مجدافا
في عكا وفي يافا
وفي أقصى فلسطينِ
أمُدُّ اليد
أُعيدُ العهد
هو التاريخُ مركبُنا
وهذا الدينُ صهوتُنا
وأمجادٌ
شعاعُ النّورِ في دمِنا
وذاكَ الثلجُ ملحمةٌ
تدثّرُكم وتكفيكُم
تمنعكُم وتكفيني

لماذا النورُ يغريني
وفي بلدي يُدانُ اللوز
وإعدامُ الردى تموز
عشتارُ التي قامت
غِوئً بالخبزِ والزعتر
غدتْ خُنثى لمّا شرتْ
حليلُ الحِضنِ والبيدر
وأشعاري التي حفظتْ
جميلُ الطلِّ والأنهُر
تقيمُ اليومَ أفراحاً
وتبعثُ في سماءِ الكونِ
شعاعُ النورِ
من التامورِ والأبهر
وفي الأرجاءِ نرجسةٌ
ونعنعةٌ وأنباتٌ من الزعتر
وأطياباً من العنبر
فألماسُ الندى آتٍ
فتاةٌ لؤلؤُ الأصدافِ والأبحُر
تُقِلُّ الغيمَ في يدها
بخورٌ دمعُ عينيها
فتَحرِقُهٌ بمبخرَةٍ
وفي عطفَيها أسيافٌ وأغداقٌ
وأرماحٌ وأقواسٌ وأشواقٌ
وفي نظراتِ عينيها
لنارِ العشقِ ترياقُ
نشيدٌ عاصفٌ دهراً
ككدحِ الفجرِ لا تُقهر
حبيبةُ قلبيَ الذاوي
وزيتُ الحبِ في مشكاةِ أيامي
أنا عَطِشٌ
وأجُّ الكونِ في صدري
وفي حلقي
مياهُ الأرضِ إنْ حَلِيَتْ
بلا روحٍ
وسرُّ الرَّيِ  للروحِ
عيناكِ التي ذرفَتْ
فُراتأ صافياً رقراق
وذاكَ نبعُ حَطّينِ
فلا تبقينَ صامتةً وهادئةً
ألا هُبّي
وصُبّي الحبَّ من شفتيكِ
واسقيني

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق