وقفة.. والى اللقاء!! حسين الشاعر – شفاعمرو
2013-03-29 10:12:13

من طبيعة الكلام وما بين السطور والحروف قد تعرف مغزى الهدف، ومن الطبيعي ان كلمة "وقفة " تعني الكثير في قاموس حياتنا وذاكرتنا، فمن الممكن ان تكون وقفة مع النفس، مع صديق، ووقفة أخرى مغايرة مع الله ومع الرسول عليه الصلاة والسلام.
أولاً الحمد لله على ما مضى، والحمد لله ما أنا عليه الآن، والحمد لله على ما سيأتي، والحمد لله على كل حال.
ما أسعده من عبد عندما يدرك الرشد، وما أبركها من نعمة عندما يدرك الهداية، وما أحسن أثرهما عليه عندما يتزينان بتتويج التوفيق من الله.
ان من علامات سعادة المرء أن يعكس فكره ونظره على نفسه فينشغل بها وبإصلاحها بالتوبة والرجوع والانابة والاستقامة..{ قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها }، بل ان الله يتولى نصرته والدفاع عنه.. وما احسن ما قاله الشاعر:
سبحان من يعفو ونهفـو دائما        ولا يزل مهما هفا العبد عفـا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه        جلاله عن العطا لذي الخطا
وعن ابن مسعود قال: "ان للجنة ثمانية أبواب، كلها تفتح وتغلق إلا باب التوبة، عليه ملك موكل لا يغلق حتى تقوم الساعة فأعمل ولاتيأس".
وفي أيامنا نترك أنفسنا ونترك التوبة ونشتغل بالآخرين، نترك العمل الصالح ونلهث وراء العمل الطالح في كسب المصالح الضيقة والمؤقتة.. في الكثير من المواقف الحياتية نحتاج الى تجاهل أحداث وتجاهل كلام وتجاهل أشخاص وأفعال.. وتأكد عزيزي القارئ ليس كل شيء يستحق وقفة!! قد تضيع وقتاً ثميناً وخاصةً عندما يشاركك الشيطان فيها.
وصدق القول بما معناه أن كلام الناس ممكن ان يكون مثل الصخور وتبني فيه البروج وتعلو.. وكلام آخر قد تحمله على ظهرك رغماً عنك وتنكسر..!!
لذلك وظيفة الغربال ليس فقط تنقية وتنظيف حبات العدس من الحب الأسود والحجارة، وهذا ينطبق على حياتنا، فمن الممكن من اليوم استعمال غربال لنغربل أفكارنا، ونغربل نوايانا، ونغربل أصدقائنا، وهنا نحتاج إلى وقفة جريئة..
وذلك - عزيزي القارئ - لأن اليد التي تنهضك في هذه الأيام أفضل من ألف يد تصافحك عند اللقاء!!.
ان أجمل شيء في الحياة إيمانك الصادق مع الله ومع نفسك لأنه بوابة كل شيء، ومن الجميل أن تقرأ عقول وعيون الناس بدون حروف وتفهمهم بدون حركة أو كلام وأن تحبهم بدون مقابل..
فهذه وقفة بحد ذاتها لأن الأصدقاء الأوفياء مثل العملة النادرة!! فأعمل ان تكون مميزاً وعملة نادرة وناجحة، ولا تكن جاهلاً أو منتقماً لأن ضرر المنتقم يعود عليه بشكل أعظم لأنه يفقد الصبر والراحة وهداة البال والطمأنينة...
وأخيراً.. ليس صدفة اني وضعت لمقالتي عنوان: " وقفة.. والى اللقاء" وذلك بعد أن وقفت مع نفسي.. ولكي أحقق أحد أهدافي لهذا العام وانتم تقرأون هذا المقال.. سأكون بمشيئة الله قد انطلقت في رحلة مباركة لشد الرحال الى الديار الحجازية لأداء مناسك العمرة.. فأتمنى من الله أن تكون عمرة إيمانية ومباركة، وأنتم أعزائي القراء والأحباب سامحوني إن أسأت لأحدكم.. ولن أنساكم بالدعاء..
وحتى أعود إلى أحضان أهلي وبلدي مني أجمل محبة ودعاء.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. والى اللقاء بوقفة جديدة بمشيئة المولى عز وجل.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق