انت هو الشخص المطلوب بقلم انعام اشقر ابو رزق
2013-03-27 11:05:26

أنت هو الشخص الوحيد المطلوب كان رجلاً مسافراً من أورشليم لأريحا قابلوه لصوص اعتدو عليه،ضربوه ،خلعوا عنه ثيابه وتركوه بين حيّ وميّت بعد ان سرقوا ماله وهربوا مر عليه اثنان من عشيرته،كل منهما تجاهله واكمل طريقه ،لكن سامرياًَ كان مسافراً تحرك ضميره فاقترب منه وداوى جراحه ونقله الى اقرب فندف واوصى عليه متكفلاً بدفع النفقه كامله ،هل خسر ذلك الشخص؟لا لم يخسر ،ذلك ما لا تعرفه اغلب الناس ،أن صنع الخير للغير يقابله خير قادم ،الأغلب يتجاهل ويبتعد أو يتحجج بحجج غير مقنعه فذلك لا يعلم انه سياتي عليه أيضاً ما صنعه وسوف يعطي حساباً عن تجاهله لأنه ليس هنالك شخصاً يستطيع أن يختفي بعمله امام الله وجبروته ،هنالك كثير من الناس لا تعرف غير مصالحها وتركيزها على نفسها الى الحد الذي تكون فيه معتديه على غيرها ومجرحه او تاركه أحدهم في الألم وهو يعلم أو لا يعلم أن هنالك شخص يستطيع انقاذه والشخص الذي يعرف نفسه أنه مطلوب وليس غيره يحل مكانه وليس غيره يعرف فيهرب من مسؤوليته لكنه لا يستطيع أن يهرب من الله فالتجاهل يقابله تجاهل من الله في المستقبل عندما تكون في مأزق وفي ظلم وانت بامس الحاجه لاحد يقف معك فمن لا يسأل عن مصير الضحيه بل عن راحته الشخصيه سوف ياتي الوقت الذي يحتاج من يسأل عنه ولم يجد احد فيتذكر ما صنع بالماضي وكيف تجاهل شخصاً كان بامس الحاجه له ،فعندما الكل يساند الشخص الخطأ والكل يقف مع الطرف الظالم الله لا ينساه بل يجد واحداً على الأقل فربما أنت هو فأن هنالك قوه كبيره قوى كبيره تساند الخطأ وأنت تدرك الحقيقه ولا أحد يتحرك ليعاكس الموقف الخطأ ويمنعه من الاستمرار فكيف أسمح لنفسي بالسكوت فلو كان السكوت من ذهب أغلب الوقت لكن في هذا الموقف الكلام يكون ذهب وربما يكون بلسماً شافياً فالزرع يأتي بعده الحصاد والبذره التي تزرع تحصد مئه حبه فازرع الخير تحصده فأنت هو المطلوب ،فان زرعت التجاهل تحصده وان زرعت الموقف الحيادي ترى نفسك وحيداً وأنت في أمس الجاجه لمن يقف معك ويساندك ،فكن انت ولا تعطي المهمه لغيرك ،فأن دعاك الله لمثل تلك الدعوه قل هائنذا ولا تهرب لأن لديك العلاج لتقدمه وليس لتخبئه فتحصد ثمار ما فعلت اعلم أن التجاهل يزيد فوق الجراح جراح ،أفترض انسان كان بالصحراء بدون ماء أو طعام وانت تبعد عنه مسافه تحتاج ان تتعب قليلاً لتصله ومعك الطعام والماء فهل تقف بعيداً وهو يعلم انك أنت الوحيد من معه ذلك الأحتياج؟! فتكون زدت على تعبه وجوعه وعطشه جراح في القلب وأصعب الجراح تأتي من الناس وما اصعبها عندما تبدأ بانسان وتزيد بتجاهل الآخر أو بالموقف الحيادي الأناني ،فمن جرب كل الجراح يعلم ان أصعبها يأتي من البشر وما أكثرها ،وليس طبعاً من أناس فاضلين بل من أناس بهم كل الخطأ وخالين من المحبه ،فلا تعد المسافه لتصل ذلك الشخص بل عد البركات التي سوف تجنيها مقابل تقديم هذه الخدمه التي سوف تكون نتيجتها ايجابيه ،فذلك السامري أصبح مطلوب كثيراً في تلك الأيام الحالكه التي نحتاج بها لنور شمعه صغيره على الاقل فيكبر النور ويزيد ،فأذا كنت أنت هو تلك الشمعه فلا تضل هارباً ولا تبخل بنورك حتّى لو كان قليل ،فالشمعه تنير في الظلمه حينما تختفي الحقيقه ،وحينما تبنى أبراج عاليه على وهم وأمور تافهه لا تستحق الحديث من اجلها وذلك يحصل بسبب التركيز الزايد على النفس ومراقبة الغير ومن يوقف بناء برج عال يبنى على الكذب ألا صاحب الضمير الذي لا ينتسى أمام الله فأن كنت أنت هو ذلك الشخص أثبت نفسك عملياً فأنت هو المطلوب لأنه لا يوجد غيرك حتى لا تجد ذلك الشخص الهارب بل المضحي لأجلك وأن هرب هو ....أنت لا تهرب فالله في تلك الأيام يبحث عن مثل تلك الانوار التي تكاد أن تختفي فانر أنت فلبك منه وأجعل من نفسك الاناء النافع للخدمه وأجعله يرشدك في الطريق فتحب كما أحبك فيكافئك خير مكافئه ،هو ما زال يبحث ،فكلما زاد العدد أوقف الظلم وقبل ان يكون السامري الصالح كان هنالك سامرياً صالحاً آخر وصلاحه غير محدود وأفضل من الذي ذكرناه بما لا يقاس فهو الشخص الأعظم والأقدر والذي ملأه الحب وملأته الانسانيه فاتى للعالم ليفديه وليس له ذنب ولم يعرف خطيئه فكان مثالنا الاعلى وقدوتنا الوحيده وما كان السامري الصالح الا متعلما منه فهل تتعلم من السامري أم من المصلوب ؟؟ فأن تبعنا خطوات الحبيب لن نخسر فنادرين هم من وضعوا نفوسهم بالتيار المعاكس لينقذوأ شخص هو بأمس الحاجه لهم لأنه أختفى الحق في هذه الأيام وكثر الكذب وكثرت التيارات التي تسير بالأتجاه الخطأ وتجر معها الغالبيه التي تبيع ضمائرها ،لقد ضلم شعب أسرائيل بالماضي عند المصريين وكان واحد هو المنقذ ولو ما تدخّل موسى وأنقذهم كانت نهايتهم صعبه جداً وأيضاً كانت نهاية موسى صعبه لأنه لم يسمع لصوت الرب وهرب ،لكنه عمل المطلوب وكان بطل القصه ودفع مقابل ذلك الطرد من عند فرعون وخسر مكانته (كأبن ملك) لكنه طبعاً لم يخسر لأنه ربح نفسه والله اكرمه بسبب ذلك العمل البطولي الذي سجله التاريخ وصار له اسماً عظيماً وأبن ملك اعظم هو الله نفسه ،أما يونان الذي سمي النبي الهارب لأنه لم يخبر الشعب عن حقيقة شرورهم فالقي بالبحر والله أعد حوتاً ليبتلعه (فالله يستخدم امور فوق الطبيعه ليحيي أنسان او ليأدب أنسان)فصار عبره لغيره فهل تهرب مثل يونان أم تكون مثل السامري الصالح فيكرمك الله لموقفك الشجاع وبطولتك النادره؟!! كن بطلاً ..أنت تختار ما تحصد عندما تختار ما تزرعه فلا تختار غير الافضل بل الأفضل جداً ،ولو ما كان المسيح ذلك المنقذ العظيم لكان الجميع هلكوا ولكن من باب النعمه انه ما زال فاتح بابه ومادد يديه ليقدم لكل واحد يقبله ذلك الانقاذ الاعظم الذي لا يستطيع اي انسان أن يستثني نفسه من ذلك الأحتياج لمثل ذلك السامري الاعظم فالثمن غالي جداً لا يستطيع دفعه آخر والدينونه قاسيه لكل الرافضين ولكن من باب الرحمه كثيرين قبلوه كالسامري المنقذ لحياتهم فنجوا بفضل نعمته المتساميه جداً فكن أنت منهم لو لم تطلبه الى الآن. انعام اشقر _ابو رزق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق