ظاهرة العنف في الوسط العربي مرة اخرى بقلم عزت فرح -كفرياسيف
2013-03-27 09:35:00

ان ظاهرة العنف في وسطنا العربي ظاهرة مقلقة جدا وجديرة بالاهتمام. بودي ان اقف عند الاسباب بل العوامل التي تغذي هذه الظاهرة السيئة والمقرفة  في اّن واحد ومن العوامل التي يجب ان تراعى في هذا الشاّن:
1 -
المدارس والمؤسسات التعليمية بالمجمل
كانت المدارس فيما مضى مؤسسات تربوية وليست تعليمية فقط, كان المربي اذا لاحظ ظاهرة غريبة وتستحق الاهتمام  لايعلم الاهل فقط في الموضوع وانما يبادر الى زيارة الطالب واهله في البيت ويصارح الفتى يالظاهرة المقلقة التي لفتت نظر الاستاذ والادارة والمعلمين وحتى لفتت انتبا ه بعض الزملاء والزميلات.
اين هذه الزيارات اليوم , لقد اثقلت ادارة المعارف حمل المعلمين فلا وقت لديهم للاهتمام بالامور التربوية , فاضحى الاهتمام جله بالتدريس, في رايي المتواضع التدريس مهم جدا ولكن التربية التي لايتمكن المعلم –ة ان يهتم بها كثيرا لان المسؤولين يطالبونه- ها ان يقضي جل وقته في التدريس اكثر بكثير من الريارات البيتية والشؤون التربوية التي هي في غاية الاهمية في العملية التعليمية.
وبالتالي نشاّت قضايا اخلاقية وتربوية لايتمكن المعلم- ة من ادائها بشكل متقن وجيد, مما اوجد فراغا وكوّة يمكن لهذا الفتى ان يتاّذى منها.
لذا انصح المسؤولين ان يدرسوا هذه القضية دراسة مستفيضة وان يوجدوا لها حلا وبسرعة فائقة.
2-
البيوت – بسبب الضعف الاقتصادي المزري للعائلات الفقيرة والمعوزة تجد الاهل مشغولين في الركض وراء لقمة العيش وتحسين ظروف الحياة لان المعيشة اصبحت مكلفة جدا, والمنافسة في تحصيل النقود وحطب العيش صارت شديدة ولا تطاق, مما جعل الابناء والبنات صباحا لا يجدون امهاتهم واّباءهم في البيت مما يفسح المجال امامهم للكسل والهروب من المسؤوليات المدرسية وهذا الاهمال الناتج من انشغال الاهل في الاعمال قد يجد التلاميذ امام ظاهرة عدم وجود الوالدين الاثنين في البيت لا في الصباح ولا في العصر وحتى لا في المساء وهو امر مرعب قد يؤدي الى ضباع الابناء والبنات, لان الولد والبنت يشعر ان اهله ومعلميه لا يهتمون بمراقبته
لانهم غير موجودين ولانهم مشغولون يلقمة العيش وهذا ليس ذنبهم.
وكيف تعالج هذه القضية الماّساوية, في راّيي وحسب نصيحتي:
الالتقاء بالاهل في المدرسة اذا لم يكن اسبوعيا فكل اسبوعين, ان طريقة التواصل مع البيت بوسيلة الحاسوب جيدة ولكن لبس في كل الحالات, هناك اهل   لا يجيدون استخدام الحاسوب, ولذلك لا يمكن للاهل الاطّلاع على نتائج وسلوك فلذات اكبادهم باي شكل من الاشكال.
ان كلامي يدور عن شريحة لا باّس بها من الفقراء والمسحوقين الذين لا يستخدمون الحاسوب وقد لا يملكون حاسوبا في بيوتهم.
ويهذه الطريقة نكون قد اوجدنا فوارق عظيمة في امكانية اهتمام الاهل بالاولاد والبنات وعمقنا الهوّة بين الفقراء والاغنياء وهذا خطاّ يجب ان يراعى ولا اريد ان ابالغ بالقول بان هذه جريمة لاتغتفر, وعلينا ان نتشاور ونتعاون لحلها.
3-دور السلطات: المحليّة والمركزية
اني احمّل الحكومات المتعاقبة مسؤولية المشاكل التي تخص الميزانيات المعطاة للتجمعات العربية لا تفي     بالمطلوب ولا بالحد الادنى لاحتياجات التجمعات السكنية العربية, وعليه اطالب المسؤولين بالنهوض بمسؤوليتهم لزيادة الميزانيات كي تستطيع السلطات المحلية ان تقي بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها.
واما عن دور السطات المحلية فحدّث ولا حرج: ان المراكز الثقافية الموجودة فهي ذات برامج تكاد تكون خالية من مضامين تربوية , فيما عدا الرقص والباليه واللعب
وهذا الامر ناتج من ضحالة تفكير المسؤولين وقلة تجربتهم الا من الرقص واللعب واللهو وانني لا اعني هنا واحدا بعينه,ان هؤلاء المسؤولين يطمحون بتلبية رغبات من عّينهم  نادرا ما تجد برامج تفيد التربية والاخلاق الحمبدة, وهنا يجب وضع حد لهذه المسخرة وبسرعة فائقة .
اذا تجوّلت صديقي القارئ في تجمعاتنا العربية دون استثناء في المقاهي واماكن اللهو اما يشربون النرجيلة وما ادراك ما ضررها على الشباب, واما في المطاعم امام كاّس من البيرة او   ما شابه.
هل تستطيع  صديقي ان تلفت انتباه احدهم الى خطاّ في السواقة او ارتفاع صوت المسجل او اي شيء من هذه , كلا لانه قد يؤدي بك ان يعتدي عليك بالكلام او بالجسد , او حتى القتل كما حدث مؤخرا وكثيرا.
ان ظاهرة العنف قد استفحلت ويجب على المسؤولين جميعا الاهتمام بها لانها اصبحت في سلّم المسؤوليات والاهتمامات.
انني اقترح  تاّسيس جمعية اوجهة عليا جدّية جدا مع كادر مستشارين موضوعيين ومختصين بقضايا الشباب من اجل العمل على حل هذه القضية المنغصة التي تقض مضاجعنا
وللعنف اسباب كثيرة مجلجلة اخرىمنها: دور الاعلام وخاصة بث روح العنف,
فترى الفضائيات تركّز على نشر العنف والمشاهد الجنسية والاباحية.
ناهيك عن التطرف الديتي والصراع الطائفي, ولا شك ان التفكك الاسري والثقافة الذكورية وانماط التربية وتراجع الرقابة داخل المدارس بسبب السياسات العليا للوزارات المتعاقبة التي اشغلت المعلمين بالتدريس لا بالتثقيف كما اسلفت اعلاه.
كما ان ترك الابناء والبنات امام شاشات الحاسوب وتركهم يجلسون ساعات طويلة امام الفيسبوك دون حسيب ولا رقيب.
ان كثيرا من المسؤولين في البيوت والمؤسسات يقمعون الافكار والاّراء ويصادرون الحريات الشخصية, ولا توجد في مجتمعاتنا قيم ديموقراطية حقيقية كما في مجتمعات اخرى. وهناك حاجة لايجاد حلول للمشاكل الاقتصلدية المزرية ومشاكل السكن المستعصية , وتوفير اماكن محترمة للعمل الملائم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق