ثانوية شفاعمرو الأولى والاخيرة
2013-03-22 23:16:46

نسمات شفاعمرية زايد خنيفس
ثانوية شفاعمرو الأولى والاخيرة
اسراب الطيور المهاجرة تعرف مواعيد عودتها لأعشاشها الأولى وأسراب الزنبق تعرف مواعيدها في البر الناعس على كتف تلة تشتاق لمشهدها الأخير, والعودة هذا الاسبوع الى مدرستي الثانوية  البلدية الأولى لم يولد صدفة بل لأن الأجراس القريبة من الحي القديم تبشرك في حدث مع الفرح أحيانا والحزن أحيانا, والعودة لأيام الشباب والصبا ورحيلنا باتجاه السوق القديم   والمرور بين حوانيتة واقواس العمارات القديمة نزهة في الذاكرة ومحفورة في خطى طفولة عرفت بيادر الهو, والعودة الى الثانوية البلدية  الأولى  هذا الاسبوع لأن ناقوس الخطر دق اجراسه واصبحت الكلمة الجريئة سيدة الموقف فلا مجال ان نلعب في مستقبل أولادنا فلذات أكبدنا ولا مجال لمساحة أخرى  نغفر لمن أتخذ من مؤسسة تربوية وتعليمية صانعة الأجيال وادراجها الاولى نحو شاطئ مستقبل لا يعرف الحدود محطة لأحلامه .
اعلنت بلدية شفاعمرو قبل أسبوع عن مناقصة لإدارة المدرسة الجديدة في ثانوية شفاعمرو البلدية وعلى الصعيد الشخصي أعتبر قرار البلدية جريئا بقدر تحمل المربي الاول قرار خروجه للتقاعد المبكر تاركا الساحة لمربين من الصف الاول والثاني والثالث , وقرار البلدية والمسؤلون في الدوائر الأولى يحتاج في هذه المرحلة الحساسة والعناوين معروفة للجميع لوقفة تريث واصدار القرار الصائب لأن المدرسة الأولى لا تتحمل كبوه جديدة ومستقبل أولادنا ليس محطة لتجارب الاخرين .
عودة لسنوات ماضيه وعندما كانت مدرسة المكتب في نهاية المنحدر وبدايته تعلم الأحرف الاولى لأجيال صاعده وعندما كان الحاكم العسكري يبحث عن غرف جديدة لإصدار أوامره وتصاريحه لأبناء بلد بحثوا عن نصفهم الأخر في الحدود القريبة , وعندما كان صوت المدير يهدر في اروقة البناية التي لا تنتهي جدرانها وعرف النسيم والهواء دخول نوافذها وكانت الاجراس وقوافل الناس على موعد مع إقامة أول مدرسة ثانوية بلدية عرف عميدها ورجلها الاول مسؤولية اقامة صرحا تعليمي من اجل ابناء بلده فخرجت عشرات الإسراب من اعشاش مدرسة نحو اتجاهات الدنيا وحفرت على ابواب معاهدها اسماء ابناء البلدي فكانوا اطباء ومهندسين ومعلمين ومربين ورجال اعمال ومهنا على اختلافها وارتفعت ثانوية شفاعمرو الاولى بين اسماء المدارس الاولى في البلاد وما اجمل واروع مؤسسة تكون في العناوين وتبقى فيه .
المدرسة الناجحة بكل المعاني التي تحملها تحتاج لمربي يعرف حجم المسؤوليات على اكتافه ويعرف بان الرسالة واحرفها تحتاج لضمير حي ومستقبل الجالسين على المقاعد في الغرف والصفوف  امانة في عنقه والطلاب في زيهم المدرسي مستقبل امه لم تعد تملك غير شمعة العلم ونورها فهؤلاء عمدة البناء واساسه .
تزدحم الافكار وتنحصر في روافدها وتعلوا الافكار في بقاعها وتتغرب الكلمات في هوامشها وتبقى مدرستي هي الاولى رغم كبوه الأخرين وسقطوهم في المصالح الضيقة فليس كل من دخل صفا اصبح مربيا وليس من كانت بطاقة " واسطته " نحو مدرسة كل حلمها حلم طالب بحجم سمائها اصبح مربيا وليس كل من هدد صندوق الانتخابات ولوح فيه اصبح مربيا بكل المعاني ومدرستي الاولى امانة في اعناق وضمير من بقيا بأعماقهم شيئا منه .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق