يرتجف ولا يثبت قلمي بين أصابعي بين الحين والآخر.. وتتشتت الأفكار من أسبوع لآخر.. ولكن بما ان حياتنا مليئة بالأحداث فانها تعود وتثبته ليقف على عوده من جديد لينزف بحبره وليمخر بزورق أفكاري عباب بحر أوراقي..
عبارة أسمعها منذ زمن طويل وأدرك معناها في نفس اللحظة واحياناً نتيجتها في كل الأوقات والأزمان.. خاصة عندما يقوم المرء بفعل خير أو يكون سنداً لأخيه الإنسان أو لصديقه العزيز ولعائلته وأحبائه وأهل بيته.. فعندها نشعر بالمحبة والعزة، فنقول هذه العبارة، نصيغها ونتداولها ونرددها بيننا، ممزوجة بالشكر والعرفان والامتنان : "لا تحرمنا من هذه  الأعمال والدعوات" أو لا تحرمني منك....
نقول في قلوبنا: يا رب لا تحرمنا من محبتك ومحبة الرسول عليه الصلاة والسلام ومن دعوة الوالدين.. ولا تحرمنا من العائلة والسعادة ومحبة الأحباب والأصدقاء، ومحبة التواضع والتسامح.. لا تحرمنا من الرزق والعافية.. ولا تحرمنا من العمل وابعدنا عن الكسل وزرع فينا الأمل..
عزيزي القارئ.. تذكر ان إرضاء النفس غاية لا تدرك.. راجع نفسك دائماً وحاسب نفسك ولا تهتم بعدها بمن كرهك أو أحبك.. لا تندم على نية صادقة نويتها او فعلتها ومنحتها لأحد ولم يستنشقها أو لم يقدرها.. بل أفتخر بنفسك أنك كنت وفياً ومحباً وقلبك لا يصدأ مثل الذهب..
صحيح هنالك بشر لا يتغيرون كبركة ماء حدودها واضحة لا منفذ للماء منها واليها، ولكن ليس سراً أن بإمكاننا أن نحول البركة الى بحيرة وحتى محيط ليتسع للمحبة والعطاء، وهذا بحاجة الى الرغبة في داخلنا وتغيير مفتاح رؤيتنا وفكرتنا  لأن تلك المحبة لا تحتاج الى وساطة من شخص لآخر إنما هي محبة من الخالق .
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس، فيقول: ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)..
أخيراً الدعاء نعمة بحاجة الى قلب كالمغناطيس يحول الدعاء الى أفعال.. وكما ذكرت سابقا في إحدى المقالات حتى الصداقة تحتاج الى موهبة كي تحافظ عليها.. اتمنى أن لا نحرم من الدعاء الصالح ونبقى شجرة أغصانها المحبة وندعو لأحبتنا بالخير والصحة والعافية.