انطون نصري عبود وجيرة سمت بقلم زايد خنيفس
2013-02-15 11:54:17

نسمات شفاعمرية زايد خنيفس انطون نصري عبود وجيرة سمت  ..
كثيرة هي المشاهد والصور التي تبقى تحلق فوق افكارنا وتنطبع في مساحتها ,وقبل ايام رحل الى جوار ربه جارنا وابن حارتنا المرحوم  انطون نصري عبود وهو ابن المربي بل ابن عائلة جذورها هناك عميقة في ارضنا وصخيرات لامست اسراب الندى .
يذكرني احد الاصدقاء دائما بعنوان مقال سجلته في نسماتي على هامش الاحداث المؤسفة التي عصفت بلدتنا قبل سنوات وعندما حمل عنوان " شفاعمرو لن ترفع الراية البيضاء" وهي اشارة للاستسلام , وفي العودة لمشهد رحيل المربي ومن الساعات الاولى للخبر المشؤوم تسابق الاهل والجيران لبيت العزاء , وكان الحشد والوجوه من الطوائف الثلاث بل لون واحد لوجه بلد واحد , وحصار الدمعة على فراق عزيز غادر الدنيا نحو سماءها وارضها فمن هناك اتينا والى حضنه المقدس وتراتيله واجراسه نعود .
المشهد المؤثر والذي لا يفارق ذهني هو التعبير الحقيقي لاصالة ابن البلد  لجوهرة ابن البلد عندما تجمع المشيعون ومنهم الاتون خلف الجنازة وامامها ودائرة الاكاليل وبنفسجها , وتجمع اهل البلد امام اهل الفقيد لتقديم العزاء فكانت شفاعمرو في تلك اللحظة المؤلمة   تبحث عن وجهها الحقيقي فوجدته في دائرة الحزن ودائرة الفرح ,والجار انطون عبود يبقى سرب من مطرنا واسم يدلنا على انتماء ظلنا في حصار الكلمات ومعانيها .
المشهد عندما قام الجار" ابو نديم سليم خنيفس " بواجب الجار نحو جاره وتقديم لقمة العشاء على روح الفقيد فكانت المسافة قريبة في المصاب والدمعة الصادقة وشفاعمرو ترفع رايتها البيضاء في القلوب الصافية  لان زهر اللوز يبقى مع فصوله وشفاعمرو تبقى مع ابناءها والمصاب واحد والفرح واحد واسم المدينة في القلب الواحد.

رغم المصاب تبقى عبلين اكبر
تسكن قرية علبين باهلها الاطياب على اكثر من سفح وهضبة وامامك ومن نافذة المجلس المحلي تسقط عيناك في السهل الاخضر حتى البحر الازرق بالسفن الراسية على محطاته الاولى , وعبلين كانت في الماضي رسالة لكل القرى المحيطة بمرجها عنوانا للمحبة بين ابنائها وكاد الناس يتوهون في طائفة ابنائها , وكانت الرسالة من الماضي البعيد بساطة فلاح يبحث عن قوته في السهل المقابل للسفح المرتكي على خد الجبال وكانت عبلين عاصمة القرى وقبلتها .
في الاسابيع الاخيرة بل وفي عودة للسنوات الثلاث الاخيرة تغير الحال  واصبحت القرية مثل كل القرى تبحث عن هدوئها وسكينتها فقد كثر حسادها وفقدت اروع شبابها في ليلة قاتمة كان اخرها مقتل الشاب ربيع لؤي  طوقان وسبقه مقتل شاب في مقتبل العمر من عائلة مريسات كلهم ربيعا باعمارهم وسنونهم , وراية بيضاء معقودة في الزوايا لا تسير بأمة لسواحل النهضة والنجاح بل تبقينا رافعين الجثث على اكتافنا نذرف الدمع في كل ذكرى ونرسل التحيات للسجون وقرية عبلين ورغم مصابها تبقى اكبر والمطلوب نشر المحبة في قلوبنا والتسامح والحوار في عقولنا فالقرية باقية بسفحها والبلاد والقرى  تشتاق لأسمائها .

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق