نمر مرقس يا ناكر الذات والأنا ويا مانح الثقة والأمل ويا أعز الرفاق
2013-02-12 15:17:35

نهضنا .. بعد أن ودعنا رفيقنا المعلم الأول ابو نرجس نمر مرقس بالدموع ولوعة الفراق على قريب وعزيز وغالي , وادراكنا لحجم الخسارة الفادحة للقوى الوطنية والتقدمية عامة ولنا نحن رفاقه وتلاميذه خاصة, والتي كان هذا الرفيق المعلم في طليعة كل هؤلاء, وايضاً لمعرفتنا حجم الفراغ الذي سيتركه هذا القائد المنارة بعد هذا الفراق الحتميّ والأبديّ ( كاس وداير على الجميع)في قيادة حزبنا الشيوعي وجبهتنا الديمقراطية للسلام والمساواة ولجنتنا – لجنة المبادرة العربية الدرزية وغيرها من الأطر والتنظيمات التقدمية والوطنية  التي ستفقد, المعلم ومُوجِه البوصلة, والذي يستأهل أن نرد ونردد له بيت العتابا الذي غنته شيخة العبدالله الكفرساوية على الشهيد نوح ابراهيم شاعر ثورة شعبنا الفلسطيني على المستعمر الإنجليزي عام 1936 بعد استشهاده في وعرة طمرة 
                      ثلاث غزلان في الصافح رَعِناّ
                      ورد وحواح   وقرنفل    رَعِناّ
                      يا حيف   الدود عزنودك رَعِناّ
                      يا   حيف  الخد نايم    عالوطّا
في هذه الحقبة ما بين مراسيم وداع هذا الغالي إلى أن بدأت أخُط هذا الرثاء , قُمتُ بواجب العودة لقراءة مذكراتتعليماتوصيةكتاب معلمنا ابونرجس - " أقوى من النسيان", ولعدة اعتبارات وأهمها أننا رفاقه وتلاميذه الكثار,  من واجبنا ومن مصلحتنا , المرتبطة بمصلحة شعبنا وطبقتنا, أن نسترشد بهذه التعليماتالوصية, في الشاردة والواردة, الصغيرة والكبيرة , فما بالك عندما نأتي لنرد لهذا الناكر للأنا وللذات ولأكثر المُضحين بعض ما يستحقه منا من رثاء وذِكِر لجميله علينا وعلى شعبنا وطبقتنا؟.
نذكرك يا رفيق ونذكر صفاتك الجامعة الأصيلة المُثبتة : أنت قبل كل شيء انسان وعاشق للإنسانية , استقامتك بكل بهائها ونورها, حُبك لشعبك, تحزبك للعمال والفلاحين – طبقتك وحزبهم الثوري الأممي الشيوعي, فكرك الواسع الشامل النقي الراسخ الديالكتيكيالجدلي الأممي والتقدمي القومي منه والوطني, التزامك المطلق ومثابرتك الحثيثة اللي زيّ الوصفة, قدراتك الذهنية العالية والتنظيمية الهائلة , والتي أثارت حقد واعجاب في آن واحد, الأعداء " من الداخل والخارج" ومحبة أكثر الرفاق في صفوفنا, والأكثر شهرة في هذه الصفات نكرانك للذات والأنا وعطائك وتضحياتك الذي والتي لا مثيل له ولها عند الآخرين , لا قبل ولا بعد رحيلك المؤلم.
وقصة فقيدنا مع النقيفة والتنقيف والعصفورة الصغيرة الأم وحبه لبلده وشعبه ووطنه وأمته وطبقته , هم انعكاس صادق لهذه الصفات المطلوب أن تتوفر لكل بني آدم , افقد انسانيتك لا سمح الله عندها لن يبقى منك شيء, ففي ص 23 من كتابه يصف لنا حقيقته وانسانيته المُؤثرة: " أتقنت الصيد بالنقيفة .. كنت قد تجاوزت الثالثة عشرة بقليل ..مددت مطاط نقيفتي وأطلقت بحصة منها نحو العصفور فسقط بلا حراك, فجرت البحصة رأسه.. كانت أماً تذود عن بيتها وصغارها بكل ما وهبتها الطبيعة من وسائل . قُتِلت وهي تدافع .. وعدت إلى البيت حزيناً مكموداً , وكانت آخر طلعة لي لصيد العصافير" , ويتابع في ص 24 بنفس الوصف المؤثر والمُثقِف والمُعبِر:  " وفي عدة أحداث عشتها وواجهتها في قادم السنين, بعد أن كبرت, تذكرت تلك العصفورة الأم, وكان نموذجها يفيفر في فكري وضميري , فلم أخن واجبا" ولا هربت لأسلم بريشي عندما كان الخطر يحدق بمن ورائي" . ليس عظمته فقط بتماهيه مع العصفورة وجلابيطها (صغارها) ايضاً اعجابه بعظمة تضحياتها وتحويلها إلى قدوة يقتدى بها لهي عظمة الإنسان الإنسان الذي كان يحتويه هذا الإنسان.
يحق لي أن أسترسل في هذا الوصف الصادق لهذا الشخص الصادق , لأننا كنا على تواصل ثابت ومنذ انضمامي إلى صفوف حزبنا الشيوعي عام 1983 على يدي معلمي الآخر الرفيق شاعر الفقراء نايف سليم أطال الله بعمره, لم أزعل نه ولا أزعله لرفيقنا الراحل بكثيفه والباقي في لطيفه يؤم وجداننا ووجدان كل حُرْ , سوى مرة واحدة فقط.. رماني خلال حدوثها  وبصراحته وجرأته المعهودتان بكلمة " كول.." , ولم أزعل منه لمعرفتي أنه لم يقصد أو يريد لي أن " أوكل.." , ولم يخطر على باله فحوى الجملة بمعناها المُهين,  بل لإدراكه وبنظرته الثاقبة الشاملة أن الظرف والوضع في حينه لا يتحملان صدامي وكلامي الذي كان, ولكن وبنفس مدى هذه الجرأة والصراحة اللتان تثيران كل الاحترام والتقدير  وبعد أن تكشفت حقائق تتعلق بفحوى الذي صار في حينه وسبب الزعلة,  وطِلِع الحق معي ولأسفنا كلنا, لم يتوانى هذا الرفيق المرحوم البطل الشهم بالاعتراف لي بصحة سلوكي وتقييمي آنذاك, ويشهد على هذا الحدثالعبرة رفيقنا ومعلمي الآخر نايف سليم وآخرون.
ليس سراً وليست فهلوية أن نردد ما هو بديهي وواضح بأن العمل الصحيح والتنظيم الصحيح والناتج الصحيح إذا ما كانوا مبنيين على فكر صحيح, والفكر قبل كل شيء, لم ولن يكونوا لا صح ولا صحة ولا جدوى فيهم, ألم يقولوا اجدادنا " الأعمال بالنيات" وهل تأتي نيات بدون فكر؟. ولكي نقيِّم ونستفيد ونمشي على خُطا رفيقنا معلمنا نمر , علينا العودة لفكره الشفاف الواضح الشامل المُبسّط والنقي في أعلى نسبة ممكنة من النقاوة والصفاء , ونعود إلى كتابه وفي ص 42 لنقرأ : " الظلم هو ظلم يا بنية. ليس للظالم المستبد دين.. ترى متى سيستفيق ضحايا الظلم والاستبداد من خبل تقسيم الناس حسب أديانهم وقومياتهم وأعراقهم ؟ متى سيعرف المظلومون من كل الشعوب والأقوام والديانات أنهم أخوة؟ ومتى سيصلون إلى القناعة بأن لا خلاص لهم ما لم يقيموا بينهم أخوتهم التي توحدهم في وجه أخوة ظالميهم ؟ ! " . ويعود الرفيق نمر على تأكيد هذا الفكر مرات عديدة وبأشكال ابداعية ومحفزة ومجندة حتى النخاع ليقول لنا نحن أبناء طبقته , كونوا سوا ضد مصاصي دمائكم , وهذا اقتباس آخر يؤكد قوة هذا الفكرالصرخة الطبقية العالية برَنِتّها ومضمونها وأهدافها ففي ص 100 يكتب : "وتكونت لدي فكرة عن الشيوعية والشيوعيين.. مظلومون وبالمقابل ظالمون. مُستبَدُّ بهم وبالمقابل مستبِدون, مُظطهَدون وبمقابلهم مُظطهِدون. هذا هو الانقسام الحقيقي بين الناس"  ويتابع فكره وفكرته بالقول : " ولا خلاص للمظلومين والمُظطَهدين إلا بأن يتوحدوا ويكافحوا لتغيير هذا الحال , ولا كفاح ولا ثمار للكفاح بدون تنظيم وتضحية, وعلى المظلومين والمظطهدين أنفسهم أن يفعلوا ذلك , وألا ينتظروا الفرج من الخارج .. الجرأة والاستعداد للتضحية هما رأسملا الذين يريدون تغيير الحال" . وهل فكر أوضح وأنقى من هذا؟.
ومن هذه الرؤيا الشاملة والدقيقة ومع هذا الفكر الذي أقر صدقه العدو الطبقي الرأسمالي قبل غيره , يأتي الفكر المُكمل لرفيقنا نمر عن الآلية أو طريقة العمل المضمونة والافيد والأقصر لتحويل الحال إلى الحال الذي يخدم العمال والفلاحين والمظلومين والمُستبَد بهم وضد ظالميهم ومصاصي دمائهم , ففي ص 113 يستنهض أبناء طبقته ويقول لهم بصريح العبارة : " ويل لنعجة لا تعرف جزارها من راعيها" وفي  ص 115 يحثهم أكثر ويذكرهم بأنه : " فللفرد حياة واحدة يعيشها , فلماذا يقبلها ذليلة مهينة؟" , وبعد هذه المرحلة من تثبيت بوصلة الفكر السليم والتحفيز والدفع نحو الوصول إلى الفكر والطريق والنهج الصحيح  والتوثب نحو التغيير المنشود, يعود هذا الواعي لينبهنا ويحذرنا وليوعينا من عدونا  الطبقي الرأسمالي الشرس هذا فيكتب في  ص 279 : " ..امامكم عدو منظم يحكم الانضباط أجهزته التي يمارس بها ظلمه عليكم" , وهل هناك شك ولو واحد بالمائة بهذه الحقيقة ؟ , وعندما يدخل رفيقنا الراحل لتفاصيل عينية من ممارسات هذا العدو, والذي يبني استغلاله لضحاياه من خلال تضليله لهم بكل الوسائل وأولها الفكرية , ويستغل في سبيل ذلك الدين والعرق والمذهب والجنس والسلاح والإغراءات والرشوات والحاجات وكل ما يخطر ولا يخطر على البال, ورفيقنا نمر يسلسل هذه الأمور بأسلوبه المُبسط الواضح الهادف  ففي ص 218 يكتب : " فنظام أولئك, الطفيلي المُستبِد , يقوم على التفرقة بين ضحاياه وعلى تمزيقهم بالعداوات القومية والدينية والعرقية, وبكل وسيلة أخرى.. حلوا هذه المعضلة فلا يبقى مكان ولا رهبة لأرباب هذا النظام..".
نذكر هذه التفاصيل رغم أن البعض , ويا للعجب, يشكو ويعاتب من طولة المقالات! ويطالب بالتقصير, أمر بالفعل مثير للتعجب والاستغراب, وفي نظري يجب اعطاء كل موضوع استحقاقه بالكامل وهؤلاء الذين بدهم تقصير واختصار بغالبيتهم مساهمين في تكريس سياسة التجهيل والتسطيح والتمسك بالقشور,  ولهم نقول , ما نكتبه نحن الفئة التي تعلن على الملأ عن هويتها الطبقية , وبعكس معظم قيادات التيارات الدينية والقومية , وخاصة المأجورين والمبيوعين من بينهم, ومع كل التفاصيل التي نأتي بها والتعمق والشمولية التي نطمح أن نوفرها في كتاباتنا المختصرة منها والمستوفية أكثر ,  هو الدواء لداء عملية التجهيل المبنية هذه , والتي ليس فقط أن موضوع التطويل أو الملل هي حجج واهية لا بل أنها تخدم عدونا الطبقي, وأكثر هي عملياً رويشتة مضمونة لاستمرار سيطرة مصاصي دماء العمال والفلاحين والفقراء والمظلومين, أوليس هو رفيقنا نمر الذي أشار لنا بأن نهتم كل الاهتمام بتوسيع المعرفة لكي نستطيع أن نقاوم هذا العدو بما هو أقوى من كل قدراته , بكسب المعرفة ورفع راية الحق, ففي  ص 211 يكتب " لتوسيع معرفة شبيبتي الفكرية , لا يكفي أن تحكي لهم عن الوضع السياسي وعن الأحداث الجارية وتحللها, وأن تُطعِمهم شعارات, بل من الضروري أن تسلحهم بمفاتيح المعرفة ليستطيعوا هم أن يحكموا على الأحداث ويحللوها... فنفسية العبد المستسلم لظلم سيده, ونفسية القن الذي استسلم لعسف الإقطاعي ما زالت ملموسة في مجتمعنا وتعيق نمو حركتنا الثورية. والنعرة القبلية التي يعود منشأها إلى عهد المشاعية الأولى, ما زالت تفعل فعلها في المجتمع. وأنانية الفلاح وضيق أفق البرجوازي الصغير ما زالا يفعلان فعلهما. إلى جانب نفسية الإقطاعي المتقزز من التعامل مع " الرعاع" الأقنان, ونفسية القن المستسلم لقدرة " اللي يوخذ أمي بناديلو يا عمي" ! ". ولا نية عندي أن أوجز أو أختصر لا بل التمسك بفكرة اعطاء المزيد من المعلومات لكي نتسلح جميعنا وكما أرادنا النمر بالمعرفة.
ومن هذا الباب أعود لأستعرض مآثر هذا الرفيق الفكرية والتنظيمية والتي هي الخلاص لنا كشعب ولنا كطبقة وللإنسانية عامة ففي (ص 212) يكتب  " ثورية زائدة, ثورية مغامرة, ثورية قصيرة النفس , ثورية القومي المتقوقع داخل شرنقة الشعارات الضفدعية .. ولم نكن نواجه هذه "الثوريات" في مجتمعنا فقط , بل نواجه تأثيراتها داخل صفوفنا بمظاهر مختلفة .. لسنا حركة ثورية لمجموعة أبطال يدكّون امبراطورية الاستبداد  بنفحة من أفواههم أو ببطولاتهم الفردية, فالجماهير , مئات الألوف والملايين هي البطل. هي صانعة التاريخ , هي التي إذا اقتنعت , تصنع التغيير المنشود, رسالتنا بطولتنا الفعلية, هي بإيصال الجماهير إلى الاقتناع. نؤديها- نؤدي هذه الرسالة- بنشاطاتنا المدروسة ضد سياسة وممارسات ظالميها" . وهل يمكن عمل كل هذا بدون التمسك بمفاتيح المعرفة ؟ وهل ممكن الإمساك بهذه المفاتيح ممكن بدون المطالعة وثم المطالعة والمطالعة والدراسة ؟ وهل التسطيح هو مفاتيح المعرفة يا ترى؟ وبعد هل ممكن تنفيذ المطلوب بدون تنظيم ونظام وعمل وتضحيات وأقلها العلم والمعرفة.
صاح شاعرنا الكبير ابومحمد سميح القاسم صيحة شعبنا الفلسطيني البطل في قصيدته " تقدموا":
يصيح كل حجر مغتصب
تصرخ كل ساحة ..
من غضب
يصيح .. كل عصب
الموت .. لا الركوع
موت .. ولا ركوع
ورفيقه , رفيقنا ومعلمنا المرحوم نمر لا يتخلف عن التعبير عن هذا الغضب وعن الثبات والغيرة على مصالح هذا الشعب الرازح والنازح منه, ففي ص 73 يكتب بحرقة العاشق  " وطن في الذاكرة! هكذا كان وطننا , وليس في كل الحواس .. فهل تكفي " عليك مني السلام يا أرض أجدادي ففيك طاب المقام وطاب انشادي" لغرس حب الوطن؟!" هو يريدنا أن نرى ونسمع ونلمس ونضم ونعيش ونشم هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه وبكل حواسنا لتترسخ محبته أكثر في عقولنا ووجداننا. , ونِعمَ الطلب والأرب ولبيك يا صاحب الطلب.
ولا أوهام ولا تلبك أو حواجز دينية أو دنيوية تعيق تطلعات هذا الثوري الحقيقي والذي يفكر عالميا" ويعمل محليا" , لا بل بجدارة يحق له أن نسميه كما كان مربي ومعلم الثوريين الحقيقيين, انه وبكل عزم وصدق وبلا جرد حساب لحجم المجهود والطاقات والتضحيات المطلوبة فهو يريد العدالة وسحق الظلم وتحقيق المساواة , ففي ص 132 يكتب بوضوح : " مع العلم .. أنا يا أمي أتبنى ما تؤمنين به ولا أخونه. ألم تؤمني بالذي صلبوه وتحمل الإهانات والصلب وعذاباته حتى يُخلص الناس من الظلم؟ .. فلماذا لا يحق لعبد مثلي أن يفعل بعض ما فعله؟ .. أن يُضحي في سبيل تخليص الناس من الظلم؟ .. الفرق بين يسوعك يا أمي وبيننا .. أننا لا نكتفي بالتنديد بالأغنياء وبظلم الأغنياء ونترك للرب أن يحاسبهم , وإنما نقول لضحاياهم, للأكثرية الساحقة من البشر الذين على تجويعهم وإفقارهم يشبع الأغنياء ويغتنون, بإمكانكم أن تقتلعوا أنظمتهم المستبدة من شروشها. بل هذا واجبكم الذي لن يقوم به غيركم, ومكانها تقيمون أنظمة عادلة يتمتع فيها جميع الناس بالمساواة والكرامة التي تليق بالإنسان .. يا لأحلام الشباب وعزمه كم يقصران المسافات!".
ويتابع تعليماتهتوصياته ويوصينا هذا المعلم الشهم القادر على توضيح الفضيلة والتمسك بها وتوجيهه للطريق الذي يوصلنا اليها, نحن الفلاحين والعمال وحلفائنا المحتاجين لها , فيكتب في ص 229  : " في تنظيم الحزب الثوري الأهداف, لا يصح أن تنتهج اجراءات تنظيمية غير ثورية .. تريد ان تصمُد ؟ أن تتقدم؟ أن تنتصر ؟ لا طريق سوى هذا الطريق – طريق الإنضباط الواعي" وأما كم نحن بحاجة للدقة والتدقيق لكي نتقدم ونصمد وننتصر ففي ص 195  يكتب ويشدد على: " إن تقدير قيمة الوقت, واستثماره بالبرمجة الدقيقة, هما حاجة لا غنى عنها لمحترف العمل الثوري, البرمجة الدقيقة للزمن المقرونة بأهداف للتنفيذ والإنجاز في كل موعد وموعد, تمكنك من تحقيق الأهداف" . وفي نفس الوقت وفي ص 190 يحذرنا من البعض ممن داخل التيار القومي كمثل من الواقع الذي نعيشه : " آه يا ثوب القومية كم أنت فضفاض ! وكم يتستر بك خونة شعوبهم وأعدائها والمستبدون بخيرات كدحها وأوطانها! .. آخ يا شعبي الطيب! إلى متى ستظل تُلدغ من نفس الجحر مرتين؟ بل مرات ومرات". وفي نفس الوقت الذي يُشخِّص فيه رافد من روافد المرض للحالات التي على الثوريين أن ينتبهوا لها , لا يبخل بأن يأتي لنا بالدواء الشافي لهذه الحالات البائسة وبرؤيا وطنية صافية وثورية صادقة , ففي ص 192 يقول : " وهل يمكن للثوريين أن يحقدوا على الجماهير التي هم أبناؤها وخدامها؟! وماذا يبقى للثوري إذا فعل ذلك ؟ وما قيمة ما يتشدق به من حرقة على حال هذه الجماهير إذا هو فعل؟ ايها الثوري الحالم بتغيير العالم! أنت لهذه الجماهير وهي مصدر قوتك, وهي القوة القادرة على التغيير الذي تنشده. لا تنسى هذا." .
ويأتي لنا في ص 228 بهذا المثل ليقول لنا ما هو من صميم واقعنا ومؤلم لنا ولكنه حقيقة :  " أناجي ماميش أوغلي الكازاخي الذي علمته الحياة العملية أن قطع الإصبع الذي سممته عضة الأفعى هو ما يُنقذ باقي الجسم من الهلاك.. آه كم مرَّ وكم سيمُر عليك أيها الثوري الحالم بتغيير العالم, من عمليات مُصغرة عن هذه , حتى تربي كتائب الثوريين على الجُرأة والاستعداد للتضحية وقهر الأنا في أحرج اللحظات, قهر الأنا, التي هي مصدر الخلل في الانضباط اللازم في اللحظات الحاسمة .. مُؤلم أن يكون البتر هو الدواء لحماية الجسم".
عدت لهذا الطرح المُطوّل لأقول لهذا الرفيق الراحل الباقي , تخليدا لذكراك ومسيرتك وتضحياتك وتضحيات ام نرجس والبنات اللواتي كل واحدة منهن قد الدنيا, وبالضبط كما أردت أن يكونوا, أبداً سنبقى على هذا الطريق الذي أسهمت اسهاماً كبيراً وجلياً في توسيعه وهندمته وتطويره, ولكتائب الحزب الثوري الأممي الوطني , حزبنا الشيوعي لأقول أن أقصر الطرق لوصولنا لأهدافنا المُخلصة لناسنا وشعبنا وطبقتنا هي التي يقترحها هذا المعلم , وللجبهويين والتنظيمات الوطنية وعامة الناس بأن يقتنعوا بفكر وتنظيم هذا المعلم لما ما فيهما من مصلحة,  أولاً وأخيراً هي لهم , والتضحيات المطلوبة لتحقيق ذلك هي بخيسة الثمن بالقياس لحجم الربح الذي سيأتي بعد التخلص من الظلم ونهب حقوقكمنا, وتضحيات هذا الرفيق هي نور ومنارة , فما قولكم بآخر نهفة من التضحيات التي قام بها هذا الغالي إلى الأبد , في مستشفى نهاريا وهو راقد على فراش الموت وحالته بالفعل كانت حرجة استدعاني للتشاور , وفاجئني عندما عُدت لزيارته ورفيقنا نايف سليم  عندما سألني كيف يمكنا أن نطبع كتاب رفيقنا نايف سليم "مختارات من الشعر الصافي" وكتاب الشيخ نمر نمر  " حرفيش بلدنا" , كتابان لم تحصل طباعتهما لدوافع مالية ؟!. وعد شرف سنطبعهما وبنفس الطريقة التي أرادها هذا المعلم.
أبدا سنذكرك وأبدا سنحبك يا أعز الرفاق
( الكاتب رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية)

عجبت للمالك القنطار من ذهب                     يبغي الزيادة والقيراط    كافيه
سأتبع من يدعو الى الخير جاهدا         وأرحل عنها ما إمامي سوى عقلي
واحنا محكومين
واحنا مظلومين
واحنا منهانين
فاكرنا ولا احنا خلاص منسيين
فاكر المعتقلين
فاكر الجعانين
فاكر المشردين
فاكر اللي ماتو محروقين
فاكر الغرقانين

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق