بقلم:- شريف صعب- أبوسنان

عزيزي القارئ!
 إذا أردنا أن نحسب معادلة الربح والخسارة عند الدروز في الانتخابات الاخيرة، بالارقام، نجد أننا كنّا أكبر الخاسرين!!
 ففي الكنيست الحالية كان عندنا ستة أعضاء كنيست، أمّا اليوم، وبعد الانتخابات، فلم يبق لنا الاّ عضو واحد، هو الأخ حمد عمّار الذي لعب له الحظ بعد أن اندمج حزبه، حزب إسرائيل بيتنا مع حزب الليكود الحاكم.
وهكذا فقد هبط التمثيل الدرزي في الكنيست بنسبة تتعدى الثمانين بالمئة ما يعتبر ضربة عنيفة ليست بالسهلة في طائفة "يحب" أبناؤها الكراسي والمناصب!!
هذه هي المرّة الاولى، ربّما، التي يحصل فيها ما حصل، منذ عشرات السنين ذلك من الناحية الكميّة، أمّا من الناحية النوعية الكيفية فلا أظنّ أنه سيحصل أي تغيير على وضعية الطائفة أو على سياسة الحكومة المقيتة معنا، حيث أن هذه السياسة مبنيّة، في الحقيقة، على التهميش والتجهيل والاستخفاف ومنع الحقوق وعدم الاهتمام وعلى الوعود الزائفة الكاذبة… والظلم الحقيقي، رغم أننا "محسوبون" على الدولة، نعطي جميع واجباتنا بالكامل.
يمكننا القول إن القيادات الدرزية على اختلافها فشلت، حتّى الآن، في إيصال الصوت والمطالبة الفعّالة للطائفة المعروفيّة الى الآذان "الصماء" لحكومات إسرائيل المختلفة، وبالطبع تقع المسؤولية في هذا الفشل على الجانبين. ربما على قيادات هذه الطائفة تغيير اللغة وأساليب التعامل مع السلطة.
عندما تولّى الخليفة سليمان بن عبد الملك الخلافة، ذهبت وفود الامّة العربية لمبايعته ومباركته،  وكان من بينها وفد من الحجاز بزعامة القائد العظيم طلحة بن الزبير ومعه عالم كثير من أهل الحجاز. وفي الطريق الى الشام أصيب طلحة وانكسرت ساق رجله مما أدّى الى تورّم خطير وتلوث حول كسره ثم حدوث الغرغرينا، فأشار عليه أطباؤه بأنه لا مناص من بتر ساقه… إذا أراد ان يسلم!! فقال لهم طلحة:"إبتروا!"  وراح الطبيب يبتر ساق طلحة (دون تخدير) وطلحة ينظر اليه متصبّراً- متجبّراً وهو يقول:- الحمدلله، الحمدلله، أشكرك ربّي إذ أخذت مني عضواً واحداً… وأبقيت عليّ بقيّة أعضائي… إبتروا!!"
 ونحن نقول، الحمدلله الذي أبقى لنا عضواً واحداً ولم يأخذ جميع اعضائنا…! فربّ عضوِ واحدٍ أفضل من ستة أعضاء… والله أعلم!!
والمثل العربي يقول:" إذا كثر الطباخون، أفسد الطعام!" فربما كثرة أعضاء الكنيست الدروز قد أفسد نجاعة المطالبة بحقوق هذه الطائفة الدرزية العربية الكريمة…الحقوق الكاملة التي لا مساومة عليها والتي لا مجال لذكرها في هذا السياق لأنها واضحة كعين الشمس والتي ملّت منّا لكثرة تكرارها…. ككلمة السلام!
والان اعتقد أنه يجب ان تتظافر الجهود وان تُرسم خطّة حكيمة واعية يتغيّر بها النهج الذي إتبعناه حتى الان والسير بخطىً ثابتة مع هذا العضو الواحد، مدعوماً بقيادة دينيّة ودنيوية راشدة، واعية وصادقة، دون حسابات شخصية ومنافع آنية زائفة واهية… تزول كزوال أوراق الخريف، حتى نصل في النهاية الى نيل حقوقنا المستحقة البديهيّة، دون مِنّة!!
كفى إجحافاً وظلماً فقد ذاب الثلج وبان المرج، وما عليك أيها العضو الواحد إلا أن تفعل بوعي تام وبإصرار كبير، فمن خلفك طائفة هُضم حقّها وأنت حارسها وحارس شؤونها في أروقة السلطة وفي البرلمان، والمعركة في هذه المرّة حاسمة، أمام مؤسسة لا أعنف ولا أصعب ولا أظلم، وما علينا هنا ألاّ أن نحقق وصية شيخنا الجليل المرحوم محمد أبو شقرا، شيخ عقل الطائفة الاسبق في لبنان الذي أوصى بالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة….. وذلك من أجل الوقوف على كرامتنا ونيل حقوقنا والاّ، فإننا ذاهبون الى متاهة كبيرة والى ضياع…!!!