رحل عنا أمس الثلاثاء، رفيقنا الغالي نمر مرقس، مناضلا شيوعيا أمميا عنيدا، مربيا للأجيال، على درب الوطنية والتضحية، ومن اجل العدالة الانسانية، إن كان في جهاز التعليم الذي فُصل منه في العام 1958 بسبب مواقفه الوطنية، أو في صفوف الحزب الشيوعي وصحافته، على مر عشرات السنين.
لقد كان رفيقنا أبو نرجس، من اصحاب الاقلام الذين سطروا مجد صحيفتنا "الاتحاد" الحيفاوية، يوم كانت الكتابة فيها وتوزيعها وحتى شراؤها وقراءتها، سببا للملاحقة السياسية في أيام الحكم العسكري البغيض وما بعده بسنوات طوال. وكان واضحا وبعيد الرؤية في مواقفه، متمسكا، كالتمسك بالروح، بالمبادئ الوطنية والأممية الراسخة، مناهضا لكل أشكال الاستغلال والاستبداد الطبقي والقومي.
كان رفيقنا الغالي على مدى 15 عاما،  محررا لمجلة "الغد" الشبابية التي صدرت على مدى عشرات السنين عن الشبيبة الشيوعية، وكان من خلال كتاباته واشرافه على المجلة، موجها ومثقفا وطنيا للأجيال الناشئة، لتتربى على الروح الثورية الكفاحية.
عرفنا في "الاتحاد" أبا نرجس، الكاتب والقارئ والمراقب، الذي لا يسكت على اي خطأ أو خلل، يجاهر بدافع التصحيح، حرصا على سلامة الموقف.
وعرفت جماهيرنا رفيقنا ابو نرجس، الشخصية القيادية الصادقة والمخلصة، في رئاسة مجلس كفر ياسيف المحلي على مدى عشرين عاما، نال فيها ثقة أهل القرية، الذين اعتزوا بالشخصية التي تضحي، وتعمل بنزاهة ونظافة اليد، خدمة للقرية والمجتمع بأسره.
كان ابو نرجس الوجه القيادي في الصف الطليعي لمعارك شعبنا، من أجل البقاء والحفاظ على الهوية والانتماء، ودفاعا عن الأرض، ومن اجل نيل الحقوق، ولم يحد عن درب النضال يوما، وأنشأ مع رفيقة دربه، رفيقتنا الغالية نبيهة مرقس، أم نرجس، عائلة مناضلة، أنشأت عائلات وأحفاد، على درب الكفاح الوطني الأممي.
فكما أحببت يا ابا نرجس شجرة الزيتون، كنت مثلها، ضاربا جذورك في الارض شامخا، وتثمر ثمرا رائعا، فأنت إن رحلت تبقى ذكراك في نفوسنا، كبقاء الزيتون المعمّر في الضمير الانساني.