اياك من.. "ضربة الحظ" !! بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو
2013-01-20 11:38:23

بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو
 
عجبت لأحد زملائي وهو يشكل نموذجا للعشرات وربما المئات من الذين ينتظرون وهم قابعون في البيوت "ضربة حظ" قد تفرج عنهم الهم والغم وتفتح السماء ابوابها وتمطر عليهم أعمالاً ومالاً.. وكأن سنة الحياة ضربة حظ !!
"الحظ" والتوفيق، وهو مقدّر، قد يزور الجميع ولكن كثير من الأحيان لا يصل الى الكسالى وعديمي الحيلة ومن لا يتقنون الا فن الرقاد في البيت وفي الغرف المغلقة..
"الحظ" الطيب قد يأتي، اذا كان مقدرا، ولكن باعتقادي هو يحتاج اولا الى ايمان حقيقي بان الله هو الرازق المتفضل والموفق ومن ثم الى استعداد داخلي وجوهري في نفسية كل فرد منا لاستقباله واستغلاله بالشكل المناسب..
عجبت الى حد الضحك من الذين "ينتظرون" حظهم يومياً او اسبوعياً، بل و"يقرأونه" في صفحات الأبراج هنا وهناك ويربطون مستقبلهم وبرامجهم حسب هوى برجهم الذي يختلف من صفحة الى اخرى حسب الفلكي الذي يبني لهؤلاء حياتهم بما تمليه عليه تلك الابراج في السماء والتي هي نفسها تسير بنظام رباني دقيق { ..وكل في فلك يسبحون }.
الإنسان الواعي والعاقل يدرك تمام المعرفة ان يدا واحدة لا تصفق، ولكن يدان اثنتان معاً تستطيعان ان تصفقا وتغسلا الوجه ايضا.. لذلك على الإنسان اولا وقبل كل شيء أن  يتوكل أولاً على الله القائل سبحانه في كتابه العزيز: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].. كما على الإنسان أن يقوم بواجبه على أكمل وجه متسلحاً بما يلزمه من قدرات وإمكانيات، وعليه ايضا أن يكون متشبعاً بروح العمل والكفاح والانتباه ليحقق مراده .
لا بد من الاشارة الى ان هذا المصطلح "الحظ" ارتضاه بعض الناس بدلا من المصطلح الحقيقي وهو "القدر" و"المكتوب".. ولو نظرنا الى المجتمع فسوف نرى البعض يندب "حظه" في الحياة، ومنهم من استغل "الحظ" من حيث لا يدري وارتفع به درجات وهو لا يعرف ان التوفيق من عند الله..
عزيزي القارئ.. تغذى جيداً من التأملات والأحلام وخذ جرعة كافية من الطموحات كي ترتوي أفكارك وينشط ذهنك بالمنطق لأن حياتنا جميلة ولا ترتوي سوى بعرق الجبين...و"الحظ" الذي ربما تقعد تنتظره طويلا لن يجلب لك الا العبء النفسي والتعب البدني ليس أكثر.
علينا ان نبادر أن نفكر ونخطط.. ومعاً سيكون "الحظ" بانتظارنا بذن الله على الطريق لأن العمل والجد والعزيمة والإرادة القوية لا بد أن يكون حظها الفلاح وحصد الثمار وليس بالجلوس امام التلفاز لساعات طويلة وعلى صفحة الفيسبوك وغيرها في إضاعة الوقت كما حال الكثيرين اليوم للأسف الشديد.. ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خلق له ).
والى اؤلئك الذين يجلسون طويلا وهم ينتظرون قطار الحظ.. ربما قد لا يقف في محطتك التي انت قابع فيها، وربما تتحول الى ضحية لهذا " القطار" فتجد نفسك تحت عجلاته يدهسك ويحطمك لانك مغيب عن الواقع منسجم في عالم آخر.. وكم من الناس " ضربهم" قطار الحظ بدلا من ان يستقلوه..
وأخيراً، ليكن في ذهنك وخلدك ووجدانك التفاءل دوما، وتوقع ان الفرص الجميلة لم تأت وهي قادمة بمشيئة الله، ولذلك انهض وغيّر تفكيرك عن نفسك أولاً، وأغتنم الوقت بالعمل والرؤية الثاقبة نحو المستقبل لأن من لا يفكر بالمستقبل القريب وثم البعيد.. فلا مستقبل له في المستقبل، وسيبقى ذاهلا وقاعدا متقوقعا.. فهناك من يصابون بـ "ضربة الشمس" لطول قعودهم تحت اشعتها.. وهناك ايضا من يصابون بـ "ضربة الحظ".. فاياك اياك !!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق