الطفولة المهيئة ضمان للتعامل الأسري السليم بقلم : بشارة يعقوب – كفرياسيف
2013-01-16 12:26:19

لمَ وكيف أصبحنا في زمن مشوب بالإقتتال ؟! اضحينا عاجزين عن التعبير المنطقي , مبتعدين عن اتخاذ القرارات الصائبة وعدم الحزم والإصرار في اتخاذ المواقف والبتٌ بها . فصراع الذات والجمود الفكري أفقدنا القدرة على حسم الأمور ولم نعُد نَع ِ التمييز ما  بين الصواب والخطأ .
يبقى الطفل مركز اهتمام المرء والمجتمع أينما كان وحيثما وُجد , وإن كنا نسعى لتحقيق هدفاً تربوياً تجاه أطفالنا فما علينا أولاً إلًا أن نمنح أطفالنا الحنان , العطف , المحبة والرعاية الصالحة والكافية , فهي أمورٌ فيها من الخُلُق ما يجعل حياتهم سعيدة نابهة كفيلةٌ بأن تقودهم نحو انعكاسات وانفعالات إيجابية فعالة في صقل شخصيتهم المستقبلية . فنزرع في وجدانهم القُدْسية في حُب الحياة وإجلالها .
وقد قيل أنه في داخل كل طفل خزّان من العاطفة جاهزٌ لأن نملأه نحن الكبار بالمحبة , الحنان والعطف . فعندما يشعر الطفل بأنه محبوب حقاً , يكون نموه سليماً . ولكن إذا أبقينا هذا الخزان فارغاً , فربما  يُحدث خللاُ ما  يؤدي الى سوء في تصرُّف الطفل . وسوء السلوك ما هو إلّا إحساس ٌ بفراغ خزان المحبة لديهم . وما علينا إلا أن نملأه مجدداً بالحب والإهتمام الكافي .
الإمتنان والشكر ما هي إلا تعابير وجدانية مرهفة ولطيفة لها تأثيراً كبيراً في نفوس البشر على اختلاف أعمارهم وأوضاعهم الإجتماعية أو الطائفية .
ولكي نعمل على ترسيخ هذه العادات المحببة في أولادنا , لا بد أن نكون نحن الكبار مثلهم الأعلى في كيفية التصرف الراقي , لأنه بذلك نكون قد شددنا أوصار التقارب والإلفة بين أبناء البيت الواحد . فتنمو لديهم روح الجوار ويدركون قيمة إلتزامهم بالمبادئ الأخلاقية وغربلة العادات الإجتماعية المقيتة , بهذا نكون قد أبعدناهم عن العوز , الفقر أو الحاجة . فينشأ لنا رجلٌ قويٌ صاحب قرار , قوي الإرادة مهيئٌ لمشواره المستقبلي , باحثٌ ٌ مكنونات وخفايا الحياة العصرية ليبدأ مرحلةً جديدة في حياته يبغيها كل شاب  جادٍ وباحثٍ عن عروس المستقبل التي يريدها أن تكون ذكية ومتفهمة . كما يريدها أن تتحمل المسؤولية وأعبائها . تساعده وتشد من أزره في معركة الحياة اليومية لتصبح تلقائية تخفف عن زوجها أعباء الحياة ومطباتها .
وقد أكدت أستاذة علم الإجتماع البريطانية " ليندا جونسون " على الأمور التي يتوقعها كل رجل من زوجته فمثلاً تعتمد القوة في التعبير والمواجهة , مبتسمة خفيفة الظل , بعيدة عن النكد ,
عفوية  تلقائية وذكية .
كما تنصح هذه الباحثة المرأة بالتجديد والمفاجآت والمحافظة على المفاهيم الأدبية التي اضحينا نفتقدها في عصر العولمة الصاخب ولنحافظ بقدر الإمكان على الإحتشام في اللباس ومعاني السُتر . مكثرين من الإطراءات المنطوقة , مرادفات تعبّر عن الثناء والتقدير لما فيها من تواصل قوي للمحبة والإحترام بين أبناء المجتمع الواحد .
ولنسعى جميعنا بأن تكون لغة المحبة لغتنا جميعاً في مجمل تعاملنا مع من حولنا . فمجتمعنا بحاجة الى الكثير من تعابير الإطراء والتشجيع , ولتكريس وقت خاص لنتعلم بألّا نقاطع بعضنا في الجوارات اليومية , فالقدرة على الإصغاء أو التكلم لهوَ فنٌ تعبيري ضروري في حياتنا. فلنقدم الخدمة ويد العون والمساعدة لكل من يحتاجها حتى لو كانت خارج نطاق بيتنا . فليتعداه الى خدمات تطوعية لمجتمعنا الكبير , وليكن التعبير عن المحبة بطريقة ملموسة كأن يعانق كلٌ من الأب والأم أولادهم , أو أن يرتب أحدهم على كتف شخص يحتاج للمشاركة الوجدانية لينخرط في مجتمعه وبين محبيه .
فالخير والبركة أرصدة واقية ودروع لصدور كافة أفراد مجتمعنا ودعواتنا الى الله عز وجلّ أن يحفظنا , يحمينا وعائلاتنا , والعناية الربانية  ترعانا ودروب مستقيمة نسير عليها  وليبقَ الحلم أبداً بوابة الأمل ...

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق