ظاهرة التغرّب - بقلم : عزت فرح
2013-01-15 01:29:42

والحلق في الاذن والانف وغيرها ظواهر مرفوضة ويجب التصدي لها بكل قوة وحزم.
ويعتبر تقليد الشباب للغرب انسلاخا من الهوية, كما ان هذا التقليد الاعمى للغرب يعتبر طمسا للهوية والحضارة العربية.
ان اهم عوامل التقليد الاعمى تعود الى الامية والجهل، لان المجتمع المثقف فعلا واكرر فعلا لا اسما تقل فيه نسبة المحاكاة والتقليد، لان اعمال الاّخرين مهما كانوا تكون موضع دراسة وتمحيص.
اما الاحباط النفسي فيمكن اعتباره احد الاسباب والعلل للمحاكاة والتقليد—لان هذا التقليد يدفع الانسان المحبط للتقليد الاعمى خاصة لتقليد شخصية محبوبة لديهم فيقع المحبطون تحت تاّثير هذه الشخصية المحبوبة وينجذبون الى هذه الشخصية بكل وجودهم.
بالاضافة لما ذكر اّنفا, هؤلاء الشباب خاصة,يتعلمون بعض اعمال من يحبون بصورة لا ارادية وعن طريق المحاكاة والتقليد, وبدون ان يعلموا يريدون ان يصبحوا كالمراّة التي تعكس حركات من يحبون يمشون ويجلسون ويتكلمون ويضحكون مثل من يحبون ولانهم يحملون لهم مشاعر الحب والتقديس احيانا فانهم يقومون بقسم من اعمالهم دون ارادة او تفكير.
ظاهرة التغرّب
: العالم العربي والشرقي عامة نتيجة النجاح الذي حصل عليه الغرب في مجالات عديدة كالعلوم الطبيعية خاصة والفن بانواعه كالمسرح والسينما الخ...
لكل ما تقدم ولامور اخرى لا يتسع المكان لذكرهااضحى الغرب مركزا لجذب افكار واحاسيس الشعوب الشرقية والعربية التي نحن بصددها , نرى الشر قيين والعرب من ضمنهم قد سحروا
بالغرب لدرجة انهم اصيبوا بظاهرة التغرب- اي فقدوا القيمة العقلية والاستقلال الفكري امام الغرب. ان هؤلاء الشباب العرب قد فقدوا الاستقلال الفكري فهم يرون ان كل اّمالهم تنحصر في اتباع الغربيين دون قيد او شرط.
بناء على ما ذكر ونتيجة التطور العلمي والصناعي الحاصل في الغرب وبشكل خاص التطور الذي حصل في القرنين الماضيين_ تغيرت ظروف الحياة الزراعية الى المدنية الصناعية_ مما الزم الانسان معرفة زمانه ومتطلبات هذا الزمن الجديد والانسجام مع التطورات العلمية والتزوّد بما
يلزم من اجل الاستمرار في الحياة
الشرق والعرب اهم ما يعنينا في الامر ان يقوموا بالاقتباس الارادي باقامة الجامعات واعداد الظروف الملائمة واللازمة للشباب لكي يتعلموا علوم العصر ويطّلعوا على الثقافة الجديدة.
هل التسلّط على الطبيعة والتكنولوجيا والصناعة ضرورة للسعادة.
في بداية القرن العشرين ظهر للناس انهم لا يملكون احساسا بالسعادة, وان التسلط والسيطرة على الطبيعة لا يشكل شرطا للسعادة .
ان التقليد يجب ان لا يكون عشوائيا, بل يجب ان يكون تقليدا في اطار العقل.
ان التقليد الاعمى للغرب_ تحت عنوان (الحرية الفردية) يقود الى ارتكاب كثير من الموبقات كذلك فان عددا كثيرا من الرجال والنساء يتعرّضون للمساوئ الاخلاقية والشرور بفعل الغرائز والرغبات النفسية , ولسوء الحظ فان الفساد والضياع يزدادان يوما بعد يوم ويزداد معهما عدد المنجرفين, ولذلك فان التقليد الاعمى والعشوائي للغرب لا يقود الا الى الفساد والضياع
والاجرام والممارسات الرذيلة.
ان بعض رجالنا وشبابنا خاصة قد سيطر عليهم الغرب لدرجة ان عقولهم غدت مستعمرات غربية
واصبحوا كالعبيد لهم وصاروا يقلدون الغربيين في التصرفات والكلام والالبسة وتزيين الشعر والوجه, وصاروا يعتقدون ان هذا الانسجام والتقليد الكلي علامة من علامات الافتخار والثقافة.
وكثير من الشباب اضحوا كالغربيين يدمنون , فكثير منهم ينساقون وراء المخدرات والمشروبات
الروحية _ دون الالتفات الى الاّلام التي تلي اللذائذ الاّنية.
في الغرب العلاقات المحرمة لا تكون وفق ضوابط وقوانين العرف وتقاليد الشرق والا ما معنى الشرف لهؤلاء وهذا ما فهمناه وتربينا عليه في شرقنا العزيز .
ان الشباب العربي يقع بين الانبهار والانهيار.
نظرة فاحصة لشبابنا العربي في اسرائيل نجد الصورة القاتمة:
يضطر الشباب ان يدرسوا في الجامعات ولا جامعات عربية حتى اليوم بفضل ما نعانيه من تمييز
وكثير منهم يسكنون في المدن اليهودية اما يعملون في المطاعم او المحلات التجارية وغيرها من ورشات العمل المرهق.
قسم كبير يقضي من ثلاث الى ست سنوات خارج التجمعات السكانية , بحكم القرب والابتعاد عن البلدة والاهل, اضف الى ذلك الاف الطلاب في بلاد الغربة طلبا للعلم خاصة فيجنح البعض الى تقليد الشاب الغربي , فترى المظاهر المعيبة كالحلق في الاذن وغيرها لا يسمعون الا الاعاني الاجنبية ويتشدقون بالعبرية او الاجنبية في كلامهم وتراهم يقودون سياراتهم رافعين
صوت الموسيقى المنبعث من السيارة يشكل يدعو الى التقزز والقرف مما تسمع وترى , ويرتدون
الملابس الضيقة ولبس القصير والسدود وترى مدى تاثير هذه الشريحة على طلاب وطالبات الثانوية.
ان ضرورة معايشة الشباب للوسط اليهودي والاجنبي تجعلهم ينحرفون عن اخلاق الشرق وتصرفاته فهم يرتادون الحفلات الصاخبة والمخزية احيانا.
واود هنا ان انوّه انني لا اقصد التعميم لان هناك مجموعة لا يستهان من نسبتها تعتبر جدية ومثقفة
ولا تنتمي الى الفئة التي صوّرتها فاليها ارفع تحياتي واحترامي الشديدبن وبها افتخر وارجو ان تصبح اكثرية مطلقة.
حبذا لو ياّخذ شبابنا العادات الجيدة والعلوم النافعة من ابناء عمومتنا وحبذا لويبتعدون عن الموبقات
وسوء الاخلاق والتشبه العشوائي بالغرب .

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق