الصمت هو تعبير لمن فقد القدرة عن الكلام ,أو فقد القدرة عن التعبير أو إبداء الرأي .
والضابط هو درجة فوق الآخرين ,من تعّلم أن يسيطر على الحالات,من يضبط النفس والتّصرف ,من يضبط الكلام والتّفكير فالضابط هو إنسان ذا ميزات تؤهله أن يضبط الأمور ويقود فئات من الناس في الحالات الصعبة ويعطي الحلول المناسبة في الطوارئ .
وأما صمت الضباط المتقاعدون فهو موضوع يحيّرني منذ فترة ولم ألقى له جواب ولهذا قررت اليوم أن أكتب ما يجول دواخلي في هذا الموضوع علّ صوتي يصل لآذان من تدربوا وتعلموا ليقودوا المجتمعات التائه.
أنتم أيها الضباط تعلمتم في سلك الجيش أو الشرطة أو أية مؤسسة أخرى القيادة, والتصليح والتصحيح.
تعلمتم التصرف وقت السلم والحرب,تعلمتم قيادة المركبات الأرضية البحرية والجوية .
تعلمتم وتتقنون حق المعرفة الجريمة والعقاب, تعرفون التصرف مع مجرمو الشوارع والحارات,مجرمو السياقة والسرقات,وتجارة المخدرات,الكحول والممنوع,الإرهاب والتخريب وكنتم السباقون لذلك تحت علم الدولة لابسون الزي الرسمي.
دافعتم عن الحدود الدولية,آزرتم الشعوب المحتاجة,دافعتم عن المجتمع المدني والقروي ولم تتنازلون.
دافعتم عن أولاد غيركم غير آبهين,خاطرتم بحياتكم في سبيل وظيفتكم,وراتبكم, وأيضاً في سبيل تأدية الواجب,وعلى مر السنين لم ترفضوا أمراً وواجباً .
واليوم إين أنتم ؟
فبعد وصولكم للتقاعد,خلعتم عن أجسامكم الزي الرسمي ورميتم مراتبكم,وتخليتم عن وظائفكم والمامكم بالامور وبقيتم مع الراتب الشهري .
قبعتم في بيوتكم,أغمضتم عيونكم,والأخطر من هذا إمتنعتم عن الكلام ولازمتم الصمت,ولم تعدوا القيام بما فعلتموه بإسم القانون وحتى ولو بإسم الضمير.
هل أنتم راضون عما يحدث حولكم,في شوارعكم,في مدارس أطفالكم,وفي حارات بيوتكم؟
هل أنتم راضون عما يتفشى بيننا من عادات زائفة؟
هل أنتم راضون عما يجري في وقتنا هذا لشاباتنا وشبابنا؟
هل ضميركم راضٍ؟؟
لماذا هذا الصمت المميت ؟لماذا اللا مبالاه ؟
نعرف جيداً ونفهم موقفكم عندما كنتم تخدمون العلم والوظيفة وإمتنعتم من التدخل بالامور السياسية والحياتية الاخرى وأما اليوم فما المانع ؟إين أنتم يا ضباطنا الأعزاء ؟
العلم الطائفي يناديكم,طفلنا الجائع التائه يناديكم,تحصيل طلابنا بالمدارس يناديكم,شوارعنا المرعبة تناديكم,المدمنون على السموم ينادونكم,المظلومون ينادوكم, مجالسنا وأحوالنا تناديكم,وبيوتنا وعائلاتنا التائهه تناديكم.
هل من مجيب ؟
نريد أن تقودوا مجتمعنا,ونريد أن تستعملوا مهاراتكم في تصليح مجتمعنا,نريدكم أن توصلونا لشاطئ الآمان.
نريد أن نمشي وراءكم فقودونا.
أنتم من يعلم بمصدر مشاكلنا,وفحواها,وأنتم العارفون بالحلول ونحن الشعب نبحث عنكم.فلما هذا الصمت؟
فيا ضباطنا المتقاعدون,الواجب الطائفي يناديكم هل من مجيب؟ أخوكم د.عمار مرزوق.