الجاهلية جهل، وحِلم، وحُلم، وحكومات قبائل، وغزوات، واشتراكيّة، وحمحمات خيول، وسيوف، وعوالي

كانت لكم فيها الصحراء خياما مخضوضرة الواحات،  وملاذًا للسّاري الرّاهب المستأمن،  وفسحات حَرّ، ونباح ذئاب في صقيع الليالي

غادرها الأُزديّون، والسُّليْميّون، والهِلاليّون بعد حرب البسوس، مضرّجة، محاربين وأْد البنات، سارِين على سبل خيوط  ضوء الهلالِ

عشائر، وبطون، روافد شتّتْ في رحاب الأرض؛ شائدة صروح الحضارات، على ألحان  حُداة  قطار العِيس وشقشقات الجِمال

اخضرّت لكم ضحكة السّباسب؛ وعلى أكتافكم بحار من النّوارس الجَذلى، عابرين جبال الأيائلِ، عليها رفوف أحجالِ

فلماذا عدتم،  ورحتم تئدون البنات، حاجبِين النّور عن أحلم، وأغلى، وأحلى النّساء والصّبايا، مُشِيحين عن قاني  دمعها المِبلالِ؟

فلولا البنت الأمّ ما كان النّور ليراكم، وارفين هكذا،سارحين مارحين حاملين حجارة  الشّعر، والتّاريخ، وفلول انتصارات، مخفِضين صلافة المُتعالي

فألقوا المشرفيّات في أغمادها؛ ولا تهرّبوا الجهالة الجهلاء؛ راقئين عبَرات الكحيلة الكحلاء، ممطرة على الوشاح والشّالِ