دع مشاعرك تعلن عن نفسها!! بقلم حسين الشاعر - شفاعمرو
2012-11-25 09:42:41

كثير منا يحتار بين اضلاع قفصه الصدري، حيث يخفي فيها مشاعره، منها مشاعر حلوة أو مشاعر أخرى،  والبعض يحاول مغازلة نفسه ويعوم على سطح البحر ويتقلب كأمواجه، وهنا نقع بخطأ بحق أنفسنا بكتمان الشعور الداخلي المتعلق بالبوح بالأحاسيس اتجاه من نحب أو نكره.!!.

أفلاطون ينصح  ويقول : اذا رغبت ان يدوم احترامك وحبك ومكانتك في الحياة عليك أن تحسن أدبك وسلوكك وأن تعبر عن مشاعرك التي تسكن قلبك من المشاعر والأحاسيس الجميلة.

وأعظم  من قول أفلاطون قول سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم قال:

(اذا أحب احدكم اخاه فليخبره).

أن لغة المشاعر في مجتمعنا، أصبحت اللغز المباشر وقد تزف بداخلها البشائر  منها السارة والضارة...ولكن علينا أن نعبر ما يدور في جوارحنا حتى لا نصاب بسكة قلبية حادة لا سمح الله.

على سبيل المثال: كثير من الأزواج والزوجات يدمنون الصمت تجاه عواطفهم، وكما قال أحد زملائي  عن زوجته، " انها تعرف انني أحبها" ، ولكن  باعتقادي أن المعرفة شيء، والبوح بما يدور في جوارحها شيئا أخر تماماً.

 كذلك وبشكل تلقائي نقول اننا نحب الله، ولكن لا نرتجم ذلك الى الفلاح والصلاة وربما بعمل الخير، فكيف سنعبر عن حبنا بدون عمل وبوح صريح مع الله ومع البشر.

الحب يحتاج الى اعتراف وبوح وحتى تأكيد لتفجر ينبوع الأحاسيس الراكدة في عمق الفؤاد وترسلها عبر اللسان لتستمتع بها الأذن.

 والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا كان يقول:  لزوجته عائشة، " أحبك كعقدة الحبل" ثم يخبرها بين الحين والآخر (أن العقدة على حالها) أي انه لا يزال يحبها كأول الأمر، هذا حاله مع زوجته، ولا يختلف حاله مع اصحابه.

فمن نحن حتى لا نعبر عن مشاعرنا.. ان قلوبنا كقارورة عطر مغلقة ، لن نستفيد منها، الا اذا فتحناها وتنسمنا من عبقها.

صحيح إن مجتمعنا قد تربى على الصمت وكتم المشاعر، ربما نظراً لضغوطات العمل وتوتر الحياة من حولنا، ولكن هذا لا يعني ان نعيش بدون مشاعر ونبقى في روتين الحياة....

قد يظن البعض ان المشاعر هي الحب فقط،  فهو مخطئ باعتقادي ليس دائماً المنتصر هو الحب بكل هذه المشاعر... فهنالك الاحترام، التقدير، المودة وتبادل لغة المشاعر والأفكار وغيرها...

أن الشعور من اهم مكونات التفاهم وتحقيق الذات.. وينتصر فقط اذا ما رعيناه وده، وحفظنا عهده ولم نتركه لعواصف الأيام تعبث فيه.

وتجربة الذات مع الأخر تجعلك تنتعش في داخلك مغارف الكلام ولغة العيون وينتصر فيك الشعور، ولكن حين نعيش له فقط،  قبل ان نعيش به، ونعطيه قبل أن نأخذ منه، حين نؤمن أن الأهم من الوقوع في أي شعور.. هو الحفاظ عليه.....

وأخيراً الحياة لا تقاس بنبض القلوب.. فهناك من قلبه ينبض ليعيش فقط، وتبقى مشاعره بوريده متجمدة حتى تعفنت أضلاعه الداخلية.

عزيزي القارئ لا تخجل افتح  قلبك بالشعور والإيمان، وانثر منه على اذن وقلب ممن تحب، ودع حبك ومشاعرك تعلن عن نفسها...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق