بالمال.. ابداً لن تشتري الصحة..الحب، الفهم والحنان ...
2012-11-18 10:00:50

لن أصدق أن إنساناً يكره المال، لأن كل واحد منا يطمح في داخله أن يمتلك أطراف الدنيا بين يديه، ويحقق أحلامه والبعض يضع أمله وغايته في الدنيا في المال. شاءت الظروف أن  اشارك أبان بحر الأسبوع في جلسة، بحضور عدد من رجال الأعمال وكلهم أصحاب شرك ومديري مصانع...ولفت نظري أن محور حديثهم خلال اللقاء  كان حول عن لعبة المال... سوى بعض الدقائق عرجوا فيها الى لعبة رياضية  وخاصةً عن مباراة  بيتار القدس واتحاد سخنين ثم مباشرة عادوا للحديث عن المال.. وفي نهاية الاجتماع تناولنا بعض قصصنا الحياتية...ولا أبالغ أن أغلبيتهم يعانون من مشاكل في "الموارد" الاجتماعية والعائلية..

صدقوني.. ليس أخطر من " لعبة المال" والتي تجبرنا أحيانا أن نتصرف على هواها ويصبح جل تفكيرنا واهتمامنا في الحصول عليه، ظانين في النهاية إننا سنمتلك السعادة التي نطمح إليها، وبذات الوقت لن يستطيع أحدكم أن ينكر أن للمال أهمية كبيرة وقوية.. وانه يدعم بلا شك من يريد أن يكون سعيداً ولكن لن يكون جوهر السعادة ومنبعها، وصدق المثل القائل" الصحة وهداة البال رأس المال".

 وصلتني رسالة هذا الأسبوع على بريدي الإلكتروني وقررت أن أشارككم بها لعل نستشف من حكمتها بعض التجارب والحكم ومضمون  الرسالة هذه الكلمات: "تعلمت ان المال يشتري لك الطعام ولكنه لا يشتري لك الصحة... تعلمت ان المال يشتري لك ساعة كبيرة ولكنه لا يشتري لك الوقت، تعلمت أن المال يشتري لك المعارف لكنه لا يشتري لك الأصدقاء المخلصين.. تعلمت أن المال يشتري لك سريرا جميلا لكنه لا يشتري لك النوم.. تعلمت أن المال يشتري لك منزلا جديدا لكنه لا يشتري لك راحة البال... تعلمت أن المال يشتري لك زوجة لكنه لا يشتري لك الحب، التفاهم والسعادة.... تعلمت أن المال يشتري لك الشهرة لكنه لا يشتري لك الاحترام والتقدير ..تعلمت أن المال يشتري لك الكتب والمعارف لكنه لا يشتري لك الفهم والثقافة والحكمة... تعلمت ان لا احد في هذا الكون سيمنعك أن تأخذ ما كتبه الله فأطمئن..."!!

 أعود الى رجال المال والأعمال.. فخلال اللقاء أعتصر قلبي من ألم، عندما سمعت احدهم، وهو في أعلى المناصب لم ينقصه من نعيم الدنيا شيء، فهو بعيون زملاءه وعائلته الأغنى والأسعد حظاً، ولكنه لا ينام، وقلبه يعتصر ألماً وهو ينظر الى الأطفال وقد حرم من الإنجاب...

والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بسر خطير من أسرار لعبة المال، من فقه وأحسن فهمه وإدراكه كان في السباق متصدراً، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام، "ومن كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله".

وكلما كان المرء منا شديد الثقة بالله، مطمئناً الى ان رزقه لن يذهب لغيره، وهذا ما أؤمن به شخصياً من فلسفة الرزق، لأنني أنظر للسعادة من مختلف الزوايا وليس الزاوية المادية فحسب.

عزيزي القارئ.. أياك ان تحب المال  وتتخذه هدفاً لك، بل اجعله في يدك فقط لأنه و سيله للمعيشة و لا تجعل نفسك أنت الذي بيده و أسيره.. لأن يوم القيامة "لا ينفع مال و لا بنون.. إلا من أتى الله بقلب سليم"، فالمعاملة سوف تكون بالحسنات و السيئات فقط . اللهم اجعل قلوبنا عامرة بحبك و نور الإيمان يارب العالمين .. آمين..

 كثير من الناس يعتقد أن كل الأشياء بالدنيا نستطيع أن نشتريها بالمال.. وهذا خطأ باعتقادي... لأن الحب، الأصدقاء، الابتسامة، الحنان، الضحك، الصحة، العافية، التفاؤل والأمل، النوم والذكريات الجميلة... لن تشتريها بالملايين.

لذلك علينا دائمًا ان نشكر الله، على نعمه الكثيرة على قلب ينبض، وعين ترى النور ويد وقدم تصرفان الأمور...

وإذا اردتم معرفة سر المال؟ بإمكانكم أن تسألوا من قطعت يده أو قطعت قدمه.. هل يستطيع شراءهما!!

وأخيراً أعجبتني مقولة للكاتب د. عبد الكريم بكار عندما قال: " إن رجلاً بلا مال هو رجل فقير، ولكن الأفقر منه... إذا أردنا أن نغوص في الأعماق، رجل ليس لديه إلا المال".

فالمال قد يكون نعمة.. وربما نقمة فاحذروا من لعبة المال... واحذروا من  أن تسيطروا على المال أو يسيطر عليكم.. وتذكروا أن الصحة ثروة.. تماشياً مع القول:" الصحة تاج على رؤوس الأصحاء" ...بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق