د. سلمان خير
كان ذلك منذ زمن بعيد عندما تعارفنا للوهلة الاولى وأرسينا معا اواصر الصداقة الصادقة وتعاقدنا على الاحترام المتبادل حتى اضحينا صديقين حميمين نستبشر خيرا عندما يرى احدنا الاخر , وكأنه يخاطب نفسه ويقول ها قد اتى اخي العزيز .
كنت قد عاينت مدى تضحياتك ومحبتك لمجتمعك وشعبك وبالأخص لمعارفك وأصدقائك منهم , وأدركت مدى تفانيك في عملك الدؤوب في عالم الصحافة , بالذات عند امتلاكك وسائل ارسال اوصلت صوتك العذب من وراء الاثير الى ألاف المستمعين المرهفين لتلقي ارسالاتك الخيرة الباعثة في نفوسهم الراحة والطمأنينة , وبعدها ايضا عندما خطيت في قلمك مئات الاخبار والخواطر المميزة والمفيدة .
اقولها جليا , للوهلة الاولى كدت لا اصدق ذلك الخبر المشئوم الذي زف الي بوفاتك , وكأنني كغيري من أصدقائك بحثت عن تدارك الخطأ في نقل ذلك الخبر التعيس , سيما وانك ما زلت في ريعان شبابك , وعهدتك في تمام الكمال من الصحة والعافية , إلا أن والأسف الشديد سرعان ما تبين انه صحيح , ومع شدة الواقعة الاليمة وهولها وقساوتها معا , إلا أننا نؤمن تمام الايمان بالباري عز وجل ولا نعترض على مشيئته , بل على يقين أن كل ابن امرئ وان طال نحبه يوما على الة حدباء محمول , وكما قال اباؤنا واجدادنا : " كانت الدنيا لناس قبلنا سكنوا فيها واخلوها لنا , سوف نسكنها من بعدهم قليلا ونخلوها كما خليت لنا " .
يا ايها الاخ العزيز : كن على يقين انك ستبقى حيا في نفوسنا , ودائما وأبدا سوف نذكرك بالمحبة والخير .
اطلب من الباري العلي القدير ان يبعث الصبر والسلوان الى اهلك وذويك , وبالذات الى ابنائك وزوجتك وأبويك وأخوتك . رحمك الله وأسكنك فسيح جناته , ان لله وإنا اليه راجعون .