كان يا مكان في قديم الزمان رجل حالم,خياله واسع ,أحلامه غريبة بعيدة عن الواقع ,وأفكاره مأخوذة من أماكن لا وجود لها.وهذا الرجل يدعى توماس مور الذي جسّد كل ما حلم به في كتاب أسماه اليوتوبيا أي بلاد لا وجود لها,ومع الوقت حرّفوا التفسير للبلاد الفاضلة,أو البلد المثالية.وكان مقصد هذا الرجل من كتابه هو إصلاح الأخطاء الإجتماعية في بلاد الغرب وهذه التجربة ليست واحدة ووحيدة في تاريخ البشرية .
فقبله أفلاطون أقام جمهوريته المعروفة,والفارابي وصف مدينته الفاضلة,والصينيون بلاد الشمبالا وغيرهم كثيرون.وهنا,وفي بلادنا أقول اليوم وفي القرن الواحد والعشرون,العوذ بالله من غضب الله,والحمدلله على ما قدر لنا.فنحن اليوم بألف ألف خير.عندنا الحياة الاجتماعية بأحسن حال,والسياسية مثالية,والأخلاقية عالية جداً,والدينية أشرفها,والعائلية مقدسة.
نحن كبلاد الشمبالا في الصين ننعم من حياة جميلة ومثالية فالكل يحب بعضه بعضاً,لا كراهية بيننا ولا غضب عندنا .والاحترام سائد بيننا,الصغير للكبير والكبير للصغير,الابن يحترم أباه والأباء تحترم نساءها والكل يعيش في "بحبوحة لا مثيل لها".
فلا نرى في شوارعنا متشردون ,ولا مجرمون,ولا سراقون,وحتى أننا لا نرى مدمنوا المخدرات ولا تجارها,فشوارعنا نظيفة والحمدلله .
فالحياة الاجتماعية عندنا على أحسن حال,مناسباتنا راقية,فالأعراس ليست صاخبة,ومزعجة,ولا يوجد بها إطلاق نار,ولا أشكاليات .وترى التواضع في كل بيت وعائلة.
وأما أطراحنا فهي فخرنا وإعتزازنا يحسدوننا بها معزينا لأنها هادئة,وبسيطة,فأهل الفقيد عندنا يصومون عن الأكل إحتراماً للفقيد فلا ترانا نقدم المأكولات الشهية لأهل الفقيد بيوم دفنه ولا ترانا نأكل بفترة الحداد الا الزيت والزعتر لأننا نعتقد أنه إذا أصابنا فاجعة علينا أن نكبت شهواتنا على الأقل أربعين يوماً .
نحن الشعب العربي الاصيل ,لنا عاداتنا و تقاليدنا ونحافظ عليها بحرص شديد ونهتم بإيصالها للأجيال القادمة فلباسنا بقي متواضعاً ومحافظاً,فلم نأخذ من الغرب الموضة الفاحشة الفاضحة ولن نظهر أبداً بمظهرهم المتعري.صباينا محتشمات وشبابنا محترمون ونحن بعيدون كل البعد عن مجتمعهم الغربي.
عندهم الانهيار وعندنا الانبهار ,عندهم التفكك العائلي وعندنا إخوان ,فنحن بقينا على ما نحن فلا نعرف الطلاق على الإطلاق ,ولا نعرف الفضائح والإشاعات ولا الرذائل والمشاكل فنحن شعب اليوتوبيا .
أعيادنا اصبحت مهرجاناً عالمياً فلا الممنوعات تؤخذ ولا المفرقعات تستعمل ,العيد عندنا يلبس الحلة الجميلة فلا ضجيج ولا ترويج ,لا مضايقات ولا متفرقات ,لا سيارات يقودها الثملون المسممون, لا وألف لا ,فلا ظواهر سلبية في مجتمعنا إنما هي موجودة في مجتمعهم الغربي وبالتحديد في دول اوروبا ,هناك العيد ليس عيد والشعب غير راقي مثلنا وليس متحضر كما نحن نكون .فبعيدهم تعج مستشفياتهم بالمصابين بين فقدان اصابع يدين من المفرقعات وفقدان العينين من المتفجرات وأما عندنا فلا نرى سوى الورود والازهار وأطفال يلبسون الحلل الجميلة ومصافحات وعناقات بين الاصدقاء فنحن شعب راقي ,عربي اصيل لا نقبل الهمجية المتخلفة ونعمل دائماً على إظهار ايجابياتنا الاجتماعية .
فالاهالي وجميع الناس حارصون ويحرصون على الابناء والغوالي فهم ينهون ويمنعون كل من يريد اظهار رجولته من على ظهر التركترون الاصيل "العربي الاصيل"ونحن كأنجال عنترة بن شداد لا نمتطي الا الاصيل ,الكبير,الثمين,الذي بدويّه يعلن قدومه وضروسته من ابعاد وابعاد ويقلق منام كل العمال والموظفين الذين يأكلون خبز حياتهم من عرق جبينهم وهكذا نعلم من ضجيجهم انه قد أتى الفارس المغوار راكباً على تركتورونه الاصيل لينقذ مجتمعنا من الآفات والامراض الاجتماعية وينقذنا من الدمار. فنحن شعب اليوتوبيا ,وأرض اليوتوبيا,ومجتمعنا كما صوّره لنا الفارابي,وكما أسسه افلاطون ,وكما صوّروه لنا الصينيون في شمبالا .
فالحمدلله على هذا الوضع. بإرادتنا هذه أردنا ان نكون كذلك وبإرادتنا هذه نريد ان نبقى كذلك فنحن في بلاد اليوتوبيا فهنيئا لنا جميعاً.أخوكم د.عمار مرزوق .