"عبير" ليلكي في اسقفية باقية
2012-11-09 09:47:17

نسمات شفاعمرية بقلم زايد خنيفس
كل شيء عبرة ورحيل طالبة في ادراجها الاولى نحو مسارح الحياة عبرة لمن غابت عنهم  او جهلوا سر الحياة ومعانيها في مشاهدها الحزينة والجميلة  , وما الحياة الا محطة نحو عوالم اخرى , وانتفاض الطالبة عبير من مكانها سباقة كما كانت في الصفوف الاولى لتمثيل دورة الاسعاف عبرة  وسرها باق مع خالقها وطريق النحل سر الورد ومروج الازاهير وعبيرها الاتي من بلاد اصرت صفحات الحياة تخليدها على اوتار قيثارة تعرف الحزن وتعرف الفرح , وعبير طالبة من اسقفية حملت معاني الماضي ورسائله في بيارق تعرفها اشرعة السفن باتجاه ميناء حطت في دوائره قوارب من عادوا  من سفرة قاسية ...
ما اقسى مشهد السقوط في منتصف الطريق وما اقسى مشهد اسدال ستائر حريرية عن المشهد الاخير لفصول قصة صبية حلمت في مستقبلها وسقطت فجأة احرف احلامها  , قاسية هي الحياة في غالب مشاهدها وسرها بانها سائرة ولا تنتظر احد في محطاتها الدامية .. وعبير صبية من بلدي لا تفارقها ولا تغادرها ملامح الفرح المعبئ في الحنين  لاسقفية رسمت ماضيها على جدرانها القديمة وفضلها على كل وجوه المدينة وزي طلابها ليلكي يشبه البر القريب والربيع الاتي  والفصول البعيدة وعبير اسمها خالد ما دام ابناء صفها ومدرستها يحفرون زملاءا في ذاكرة الاحباب واليوميات والشهادات المعلقة .. وعبير صبية من بلدي ترفض مغادرة صفها فجرس المدرسة لا يقرع لمن حفروا الذاكرة ..
ام السحالي .. وعندما يصنف البشر
دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية لاجتماع عقد امس الخميس في  الحي الشفاعمري " ام السحالي " وكانت الجلسة تلقائية وتحت قبة الشمس والهواء والنسيم الاتي من التلال القريبة , وشفاعمرو امام عيناك تحن لحيَها المنسي في يوميات من ادعوا النضال والوطنية  ,وحضر اللقاء قادة ورؤساء ومسؤولين وطحن الافكار ما زال طاحونة والفرق شاسع بين  انياب فكي  المستوطنين في الجهة المقابلة لحي سهر اهله ليلا خوفا على بيت بنوه بعرق جبينهم وليس من مشاريع وزارة الاسكان والقروض المسهلة , وتبادل الرؤساء في جلسة ليست الاولى منذ الهبة الاولى عام 1998 حيث اعتقل العشرات من ابنائنا وسط انزال عبر الطائرات والغازات السامة وكبر الطفل الصغير في الحي المنسي واصبح عريسا منذ الهبة الاولى وكل ذنبه بانه حلم بعروسه وطفله وكل ذنبه بانه اختار " براكية " مربعة لتحقيق حلمه والمسافة قصيرة بين " براكية " باحجامها الحديدية و "فيلاتهم"  وبيوتهم باشكالها الفخمة ينعمون بداخلها بكل الكماليات , والبشر في هذه المسافة يصبحون صنفين : الاول حرقته الشمس وصار جبينه اسمر والثاني ابيض كالثلج وطريقه معبد واشارات وارصفة وبيوت مرقمة وعنوان مدرسة وروضة والاول اطفاله يبحثون في الصباح عن مدرستهم وبستانهم و"ام السحالي "تبقى لوعتنا وضعفنا .. فسلام لك ابا غازي وكل الاخوة والاهل والاطفال في الساحات باقون
مصلحة.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق