صلة الرحم بين الجنة والنار!!
2012-11-04 12:11:17

 أن النسيج الحياتي في مجتمعنا، مركب وأحياناً معقد في حياكته الدنيوية بمختلف مضامينه الاجتماعية أولاً، وعليه تترتب بقية الأشغال والأعمال وتنمية العلاقات، وتقوية أواصر الاجتماع الإنساني بين أفراده، وهذا ظاهر بجلاء في تشريعات الأسرة إن كانت إسلامية أو غيرها...بين أبناء العائلة الواحدة وبين البيت الواحد، وبين الآباء والأبناء وبين الأخوة والأخوات...والتي تسمى بصلة الرحم.

الأعياد فرصة كبيرة لإعادة النظر في الدائرة الأولى بين البشر، بهدف تقديم الإحسان إلى الأقارب في القول والفعل، ويدخل في ذلك زيارتهم، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، ومساعدة المحتاج منهم، والسعي في مصالحهم لتصل ما طلبه الباري عز وجل في كتابه العزيز.

إن بعض الناس قد لا يروق لهم هذا الكلام لأنهم مقصرون، ولكن بإمكانهم ان يستيقظوا من سباتهم العميق.. وقد رأينا مصداق هذا الحديث في دنيا الواقع ، فقاطع الرحم غالباً ما يكون تعباً قلقاً على الحياة ، لا يبارك له في رزقه ، لا يستقر له وضع ولا يهدأ له بال.

والله تعالى يصل واصل الرحم ويقطع قاطعها، وعن عائشة رضي الله عنها قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (صلة الرحم متعلقة بالعرش وتقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله).

وهذا واقعنا الضعيف نستخف بصلة الرحم وننسى إننا بحاجة الى رحمة الله والى رزقه.. ولكن قاطع صلة الرحم ،لا يدري من أين تأتيه الضربات ويأبى الله إلا أن يزيغ بصرَه ويضعفه حتى يتلاشى، فيعيش حياته في ظلمات موحشة..

 حيث تنطبق عليهم الحكمة القائلة " البعد عنهم غنيمة"، وأتذكر مقولة دونتها في زاوية من ذاكرتي للكاتب الأمريكي الشهير مارك توين عندما قال: " بعض الناس يزينون المكان بحضورهم، والبعض الآخر بانصرافهم".

ومن جانب آخر يأتي العيد والبعض منا يقاطع أخيه وجيرانه وأبناءه و.. لذلك علينا ان نحرص على التوفيق والإصلاح بين المتخاصمين، امتثالا لقوله تعالى: "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ".

أن قاطع الرحم ملعون في كتاب الله : ولا يفعل مثل هذا الجرم إلا الإنسان الذي قسا قلبه وقلت مروءته وانعدم إحساسه بالمسؤولية .

تذكر عزيزي القارئ أن صلة الرحم من أسباب دخول الجنة وتبعدك عن النار.. وصلة الرحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه وسبب للبركة في الرزق والعمر.

كل الناس يحبون أن يوسع الله لهم في الرزق ، ويؤخر لهم في آجالهم لأن حب التملك وحب البقاء غريزتان من الغرائز الثابتة في نفس الإنسان ، فمن أراد ذلك فعليه بصلة أرحامه.. فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب .

ولكن للأسف أصبح من الأمور المعتادة أن نسمع في مدننا وقرانا، أن أحد الوالدين أضطر إلى اللجوء للمحكمة لينال حقه من النفقة أو يطلب حمايته من ابنه، وقائمة الأمثلة طويلة..

وأخيراً تذكروا.. إن الحياة هدية كريمة، ولكن الهدية تحتاج الى من يستحقها، وإن الذين تضحك لهم الحياة يبكون... ومنهم تبتسم لهم وهم يكشرون...  فهؤلاء لا يستحقون البقاء.. وإذا أردت أن يفرج الله عنك ما أهمك.. فلا تقطع صلة رحمك.. أن صلة الرحم جسر للنجاة في الدنيا والطريق الى الجنة... وواقعنا وما يدور حولنا اكبر برهان ....!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق