لا تدع الحشرات تهزم عزيمتك!!!
2012-10-31 11:04:40

مع إننا نعيش في عالم لا تعترف أبجدياته بالمشاعر، بل بالمنطق والعقل وحسابات الربح والخسارة ولو على حساب البيت والأولاد، وكأن دنيانا كلها أصبحت أبجديات المصلحة في تحقيق صفقات ضيقة.

عندما وضعت القلم بين السبابة والإبهام.. لكتابة هذا المقال، احترت أي عنوان هو الأنسب أكثر.." في ناس تأكل الحصرم وفي ناس تأكل العنب" وبين عنوان " لا تدع الحشرات تهزم عزيمتك"!! والاثنين في نفس المصب.

 أهم الأشياء التي لا يستغني عنها أي من بني البشر، الدعم والتشجيع ، باعتقادي إن كلمات التقدير والتشجيع حاجة بشرية مهمة إن لم تكن من أهم الاحتياجات البشرية ، والتشجيع هو مزيج بين الدعم والثقة الذاتية ، فمثلاً تشجيعك لشريك حياتك في أن يخطو خطوة ما ، هو دعم نفسي ومعنوي كبير له ، وأن تشجيعك لزميلك في العمل هو تشجيع من الدرجة الأولى، وأن يقوم مسئول كبير بتقديرك هذا مثلج للصدر...

في الكثير من المؤسسات في الوسط العربي.. نلاحظ ان العمل يقع على بعض الأشخاص يعملون ليل نهار من أجل إنجاح هذا النشاط وتلك الفعالية وبالكاد راتبه يكفيه.. ولكنه يعمل دون حساب لأنه يشعر بالانتماء والرؤية الثاقبة من أجل المصلحة العامة.

 إن معظمنا يملك طاقة أكثر مما قد يظهر ذلك للناس، لكن قلة الشجاعة والتشجيع قد تقف حائلاً وحاجزاً دون اتخاذ قررات جريئة وخطوات تظهر هذه القدرات، والتشجيع بشكل عام إن كان للموظف الصغير قبل الكبير وحتى لشريك الحياة ،ستكون بمثابة شحنة كبيرة من الإبداع والعطاء من خلال الشجاعة لتي نزرعها في داخلنا، ولكن "المصيبة"، أن يأتي موظف راتبه أكثر بضعفين من راتبك ولا ينفذ المطلوب منه  بالأساس، وخلال الدوام يتحول الى حشرة نقالة من زاوية الى أخرى  وكأنه بحاله وموقعه يملك كل شيء وهو بالكاد يساوي حشرة وحتى لا شيء.

للأسف هؤلاء رسالتهم في العمل فارغة، فمنهم من ديوان الى أخر لا تنتهي أشغالهم عن القيل والقال لأنهم ليسوا أصحاب رسالة يحيون لها وينشغلون بها.!

الناس ليسوا نسخة واحدة مكررة متماثلة في ملامح النفس ومشابه البدن.. فهم مختلفون طولاً، وقصراً، نحافة وسمنة.. ولكن ما أقصد قوله أن الموظف أو العامل في أي مؤسسة يجب أن يتقن عمله على أكمل وجه أن يعمل على الأقل بانتماء. وللموظف أقول: احذر من الانانية او نسب الاعمال اليك ولا تقلل من شأن من شارك معك في العمل. لذلك علينا أن نثقف أنفسنا على روح الانتماء والعمل ولا ندع تلك الحشرات ان تحوم حولنا. وكما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ )).

أن أهم عوامل النجاح في العمل؟ أن يجد المرء لذة واستمتاعا في عمله، لذا فهو يقضي الساعات المقررة لعمله دون أن يشعر بمرورها ويكون إحساسه متفائلا ومعطاء.. وليس فقط الدائرة المادية الضيقة على حساب الآخرين..

ولكن للأسف يبدو أن حياتنا تدور في فلك المصلحة الشخصية، ومهما حاولنا ان نحسن من صورة حياتنا نجد ان معظمنا يتعامل في حياته بعقلية موظف مصرف!!.

إذاً فما هو الحل في حياتنا وقد مضت مسرعة في طغيانها المادي؟ ما الذي يمكننا أن نذخره اليوم، كي نجده غداً في حياتنا أولاً وفي الآخرة عند رب العالمين ماذا أضفنا الى رصيدنا ونسحب منه عندما نحتاج؟؟

عزيزي القارئ اعمل ما تستطيع بما لديك من امكانيات في أي مكان تكون فيه، واهتم بإنجاز الإعمال العادية البسيطة كما لو انك أنجزت  اعمالا عظيمة.

إن أشد ما نحتاجه للتغلب على هذه التوافه هو أن نحول مجرى اهتمامنا نحو وجهة أخرى من الرؤية والزمن المتبقي أن نتقي الباري عز وجل..  وأن نجعل المحبة ترسوا على شاطئنا وتبحر في معنى المعاملة الإنسانية التي تتوجها معاني الحب الذي يجعل للحياة طعماً، ولوناً ورائحة، ودائماً أرددها أن دفء القلوب يفوق بصدقه دفء الجيوب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق