الصديق.. ليس بوقت الضيق!!بقلم الإعلامي حسين الشاعر – شفاعمرو
2012-10-20 10:05:05

من منا يستطيع العيش بدون الأصدقاء!!.. أصدقاء يشاركونا في أحزاننا وأفراحنا ونأنس بهم ونؤنسهم، ونعطيهم ونأخذ منهم ، ومنهم من يكون سنداً  ونشكو إليهم قسوة الحياة ومنهم من يكون الطبيب بكلماته وبسماته ، ولكن الحكمة كيف ننتقي الأصدقاء لأن ليس كل صديق.. صديق!!.

 والصديق الوفي يجب أن يتحلى بسمات وصفات نركن اليه ونضعه في مصدر ثقة ومدفنا للسر، وأن يكون مخلصاً ووفياً، لا انكر أن هنالك الكثيرون تحلو بهذه الصفات ولكن في يومنا هذا بالكاد تلقاهم.

 إن كسب الأصدقاء دون خسارتهم فن إنساني عظيم لا يقدر عليه إلا قلة من الناس هنالك فئة من الأصدقاء هم ينتظرون مبادرة منا، ونحن ننتظر مبادرة منهم حتى تأت الصدفة فتجمعنا بهم لنجدهم أشد شوقاً للتلاقي.
 كما روت الأمثال عن الصداقة "أن الصديق وقت الضيق"، ولكن باعتقادي الصديق هو بكل وقت وفي أي ظرف.

ولكن من تجارب كل واحد منا يستطيع أن يكشف عورات أصدقاءه في الكثير من المواقف، أن الصديق الوفي يقاس بالموقف وليس بشكله وماله ومنصبه.

هنالك أصدقاء تعيش معهم أجمل اللحظات وهنالك فئة تعمل معهم.. ولكن يلدغونك مثل الأفعى.. يصورون انفسهم ملاك على الأرض.

والمصيبة في مجتمعنا اليوم هي الخلل في مفهوم الصداقة التي تتجلى وتتغير من حال الى حال حسب الظروف والأحوال كأحوال الطقس.. وبالذات أن البعض يتفنن في انتقاد الأخرين، ولكن لو نظرت لحالته تحتار من أين تبدأ؟؟،  لذلك علينا ان نقيم الأصدقاء لأن ليس كل صديق.. صديق وقد يختفي في أصعب الظروف، وكما يقال: " الصداقة المزيفة كالطير المهاجر يرحل إذا ساء الجو".

أما نظرة المجتمع للصديق فهي كذلك تتلون حسب أهوائهم.. والمؤسف منهم من يستغل الصداقة لمصالحه الضيقة، وعندها بإمكاننا أن نقول ان صـلاحيتهـم انتهت!!.. وأن النبض في قلبنا ليس بنبضهم.. وهنالك فئة من الأصدقاء ترى ذاتها فقط.. وتحسد الآخرين لذلك علينا أن نبتعد عن صغائر الناس الذين يقللون من شأن طموحاتنا، لأن عظماء الأصدقاء هم من سيجعلونك تشعر أنك قادر على تحقيق ما هو أكثر من طموحاتك.

 يقال ان اساس الدين هو المعاملة واساس وركنها الصداقة، المعاملة الإنسانية بين أبناء البشر، ولكن حينما نتحدث مع أشخاص متشائمين تختفي فينا روح الأمل  وتنتشر فوق رؤوسنا سحب التشاؤم واليأس.. بينما لو تحدثنا مع شخص يحب التفاؤل ويغرس الأمل لشعرنا إننا نعيش ونريد ان نحلق معه في آفاق الجمال ورؤية السحاب والغوص في اعماق البحر، هذا هو الصديق، الذي يبث فيك كل حسن ويلهب مشاعرك بكلماته وبكرم طباعه وأخلاقه دون مصلحة شخصية!!.

هناك أصدقاء نعرفهم قادرون خلال جلسة أو لقاء واحد أن يعكر الأجواء وصفو أيامك بآرائهم ويضيق صدرك بشكوكهم السوداء.. وهذا الصديق فهو كاره نفسه اولاً ويكره البشر..  لا يستفيد منه احد من يعرفه في معظم الأحيان وذلك بسبب سوء الظن فيهم وينجح في تشويه القيم وإنكار فضائل الأخرين..

هذا عدا عن المظاهر الخداعة.. وكم خدعنا في اشخاص... فلا يخدعنك يا صديقي ضحكة ضاحك، ولا مظاهر كاذبة وعش في الحياة ناظرا دائما للجوهر لا للمظهر. قال النبي صلي الله عليه وسلم: "خير الاصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه"

والحكمة أن تستفيد من تجربة مجربين ومتابعة أثارهم واكتشاف حسناتهم، وهي ايضاً فن معرفة الإنسان الأخر، وخبرة في التعرف على وجعه وفرحه، ومن بعض الأصدقاء نتعلم منهم من تجاربهم الناجحة والفاشلة على حد سواء.

الصداقة تحفة وتزداد قيمتها كلما مر الزمان ، ومن يحافظ عليها يصير غنيا.

ﺃﻟﺼﺪﺍﻗﺔ درجات وأنواع عديدة ومنها من يتحول الى حب وفي كثير من الأحيان تجد صعوبة  للعودة الى الصداقة، إلا أن هناك قواعد فى العلاقات الإنسانية لان ردود الافعال تختلف من انسان لإنسان وإدراكه لمفهوم الحب والصداقة كل على حده، لن أغوص في هذا السياق لأنه يحتاج حديث اخر .

وأخيراً.. معرفة النــاس ﻻ تقاس بالزمن أَو السنين ولكـن إذا فقدت الصديق الذي تبحث عنه، فجعل الكتاب صديقك وأجعل سيرة وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، بوابتك للحياة والكتاب العزيز جامعتك فهم أفضل أصدقاء في هذا الزمان، كي تنعم بالعيش بروح نقية بعيدة عن البغضاء والحقداء، وصحيح أن مياه البحر مالحة ولكن أعذبها في قلوب الصخور...وما من شدة الا الله فارجها، وما من دمعة الا من بعدها سرور...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق