طويت جريدة حياتي وقررت نعي نفسي!! بقلم: الإعلامي حسين الشاعر - شفاعمرو
2012-09-22 01:57:50

اعرف أن العنوان يحمل في طياته شؤم بعكس تفكيري وعقلي وحتى لساني لمن يعرفني ويقرأ مقالاتي وتدركون مدى روح التفاؤل التي أتمتع بها والتي تسكن في ذهني، كعادتي قرأت جميع الصحف الأسبوعية وتناولت العناوين تألمت لبعضها وبنفس الوقت تأملت، فقررت أن أمسك بجريدة حياتي لأتفقَّد فيها عناوين حياتي وأنعى نفسي ، وها أنا أَجول وأقلِّب الأوْراق، منها  فكلُّ شيء يسير على ما يرام ولكن بعض الأمور أَراها تتكرر!!، نفس الأحداث، و بعضها تدخلنا في دوامة الحياة الصعبة..

حياتنا أصبحت حالة طوارئ ، وكأنك تجلس على قنبلة زمنية ننتظر متى ستنفجر حتى "نفتك" من هذه الحياة!!.

حتى اصبحنا بحاجة الى من يخفف عنا العناء والتعب  ومن يتفهم احتياجاتنا ومتطلباتنا.. أصلاً إذا عرفنا نحن البشر ماذا نريد من الحياة ومن أنفسنا أولاً.

 قد يتساءل البعض منكم في صمت: مَن هو المسؤول عمَّا آلت إليْه حياتي؟ الجواب ليس بعيداً، نحن.. فكل شخص مسؤول عن كيانه وأين هو اليوم وماذا حصد وكيف استثمر نفسه ؟ وقد يعترضني البعض ويقول: لستُ أنا السَّبب!

في هذا المقال قد أكتب عن ضمير حي أو ضمير غائب وربما سيحاكي المقال كل قارئ حتى نقرر معا ان ننعى أنفسنا قبل مماتنا وأن نطوي صفحة من الحياة وبناء صفحات جديدة لحياتنا...

شخصياً وأنا أتأمل بأوراقي الشخصية فطويتُها ووضعتها بجانبي لأنها كثيرة وقسم منها دفنتها وكما يقال بلغة الحاسوب وضعت  Delete"" عليها، حيث أُحاول أن أدَّعي أني أسترجع ذكرياتي، فقررت ان أتذكر الأمور الإيجابية فقط..

الإنسان الإيجابي الفعال هو بطبيعته الحال إنسان مشغول لا يضيع الوقت ولا يعرف الفراغ بعكس هواية الكسالى والفارغين وساكني القبور!!

وهنا تعلمت من الحياة كيف أتعامل بهدوء وببرودة أعصاب أحياناً أمام ضغوط الحياة .

تذكر عزيزي القارئ لن يموت أحدنا وقد اتم قائمة أعماله ومن بقي خلفي سيتممها من بعدنا الأبناء والأحفاد.

إذاً تعالوا نتأمل بعض الإحصائيات التي قرأتها قبل فترة وجيزة نشرت في وكالة الأنباء الفرنسية تقول: إن استيقظت هذا الصباح وأنت معافي في بدنك فأنت أسعد من مليون شخص سيموتون في الأيام المقبلة من المرض.

إن كان في ثلاجتك أكل وعلى جسدك ثوب وفوق رأسك سقف فأنت إذن أغنى من 75% من سكان الأرض...

أحد الكتاب الذين أبحرت في كتباته ذات مرة قال: "الحياة لولا الإيمان فيها  لغز قد لا نفهم طعم الحياة ".

أن عقبات الحياة لا يجب أن تقابلها بضيق مهما ضاقت وليس بقلق مهما أظلمت الدنيا بوجهك، بل علينا ان نأخذها كدروس لليوم وبناء المستقبل هكذا انا، نعم طبقتها على نفسي وكل تجربة كانت مكسباً جوهرياً في تغيير مجرى حياتي.

ما زلت أتذكر مقولة دونتها في ذاكرتي تقول: " اذا سماؤك يوماً تحجبت بالغيوم أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم.... والأرض كذلك اذا ما توشحت بالثلوج أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج" .

نصائح سريعة للنجاح في تغيير مجرى الحياة وتحقيق النجاح:

عليك الاتكال على الله ورسوله، ثانياً لا تذرف الدموع على ما مضى، ثالثاً أجعل نفسك أكثر تفاؤلاً حيث المتفائل يتطلع الى السماء يرى حنان القمر والمتشائم ينظر نفس النظرة ولكن يرى في السماء قسوة الظلام. رابعاً إذا نجحت في أمر .. فلا تدع الغرور يتسلل الى قلبك، خامساً لا تخاصم الأخرين فالخصام يمزق حبل الصداقة.. سادساً تسامح مع الذين أخطأوا في حقك وقائمة النصائح طويلة..

وأخيراً عزيزي القارئ دورك في الحياة ان تحيا إيجابياً طالباً للتغيير إبتداءً من ذاتك، رافضاً أن تنجرف في شلالات الأخطاء ومزالق العيوب، وحاذر أن تقضي أيامك حزناً وأسى على الحياة التي كانت بخير أيام أباءنا وأجدادنا وصارت كالغابة اليوم.. فتأكدوا نحن في نعمة تستحق الشكر لله.. لا تقل فات الأوان بل قل آن الأوان سأرسم حياتي من جديد وأحقق أحلامي الواقعية وأعيش أفضل من الأيام التي مضت ، ونطوي صفحات الجريدة الحياتية وننعى أنفسنا من الماضي وننظر الى المستقبل بنظرات كلها ايمان وعمل وحب وأمل، بالرغم من الطيور البشرية الجارحة وبالرغم من الهم فشخصياً من الهم، أتعلم، ومن الذم، أتعلم، ومن المدح، أتعلم... فقررت طوي جريدة حياتي مرة أخرى وأن أبدأ بصفحات جريدة جديدة بيضاء...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق