القاتلُ أنتَ والمقتولُ بقلم د.منيرموسى
2012-08-17 12:49:54

يا فرات، أطفئْ سعير النّار في الهلال الخصيب، ويا برَدى، في شهر الصّوم الكريم الفضيلِ
 
كيف يصير ياسمين الشّام رمادا، والحرائر باكيات حواسر، ودخّنت، داجية دامعة، نار القبيلِ؟

كيف يستحيل حوض دجلة مأوًى لعصابات المارقين؛ غير فارقة بين تحريم وتحليلِ؟

يبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود؛ فيُضْحي
الصّائم رامضًا خاشعًا صابرًا، وحرَّ جوفُه من الغليلِ

لمن الدّبّابات والطّائرات؟ لمن أرتال الجحافل في كلّ زنقة، وعرقوب، وسبيلِ؟

لمن الإعدامات في الميادين، والأطفال مذعورون حفاة؟ هل تعِيدون جناية قابيل على هابيلِ؟

بين أزيز الرّصاص، وصواعق الصّواريخ مَن يسمع المسحراتيّة، قوموا كلوا، قوما نسحر قوما، على قرع الطّبولِ؟

يعجز البليغ عن وصف الفظائع! ضدّ مَن ؟ ضدّ ابن أمك، أمتك، أخيك، جارك، خليلك، حبيبك، سليل التّاريخ العريق العابق التّليد النّبيلِ ؟

زكاة الفطر، أو صدقة من الصّدقات، شعورًا مع الفقراء والمساكين، لا قتلهم في هذا الزمن المستعبد للمأفون الرّخيص الذّليلِ!

رأيتَ الهلال في شعبانَ، فكيف لم ترمِ السلاح؟ وفي شوّالَ كيف تعيّد، إذا لم تطأطئ هامة للرّحمن الرّحيم العليّ الجليلِ؟

في العواصم تعوم الشّوارع بالفوانيس؛ والشّموع الموكبيّة على ألحان التّراويح، والتّكبير، والتّهليلِ


يا باغيَ الخير، أقبِلْ، ويا باغيَ الشّر، أقصِرْ، حبّ الشّعوب ذِمامي، وشعبي نور عيوني، فاغٍ زهر حضاراته في الفضاء الرّحيب، قاهرًا للمستحيلِ  
 

 


 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق