أخي العزيز نعيم تحية وبعد، اعترف بأني أحببتك بصفتك معلمًا، كنت تتمتع بخفة الظل واستطعت أن تدخل إلى قلوب تلاميذك، انسجمت معنا نحن التلاميذ آنذاك وكنت تلعب معنا لعبة كرة القدم بإتقان، واحبتتك كشاعر وحفظت لك بعض القصائد وسررت عندما وصلت إلى اعلى الدرجات الاكاديمية في البلاد، وأحببتك مستقيمًا عندما كنت تقول ان توفيق طوبي وجمال موسى وتوفيق زياد وصليبا خميس و.. و هم من حافظ على تواجدنا وعلى حضارتنا ولغتنا في هذه البلاد.
 واليوم.. اليوم ماذا ستقول بعد أن عُينت سفيرًا لإسرائيل في اوسلو خاصة بعد أن تم تغيير التعيين من نيوزيلندا إلى النرويج بسبب شدة العداء لإسرائيل وعنصريتها هناك. هذا التعيين جاء من (البعيد) وزير الخارجية المهوّس افيغدر لبرمان الذي صرح برغبته في تدمير لبنان وضرب إيران وهدم سد أسوان، وبصفتك (غوي) في محاولة للتغطية على العنصرية بعد أن قام طلاب الجامعات في النرويج بعدة مظاهرات ضد الممارسات الإسرائيلية وبعد أن بينت الاستطلاعات بان سمعة إسرائيل هناك في الحضيض بسبب ممارساتها الوحشية وتهربها من العملية السلمية.
واضح يا نعيم بان الهدف من هذا التعيين هو تحويلك إلى شماعة تعلق عليها اسرائيل ثيابها الملطخة؟!! ولكن اعلم يا نعيم ان كل (كلور) العالم لن يغسل هذه الثياب؟!.
اخي نعيم.. "على قدر المحبة العتب كبير" فهل ستضحك على نفسك وتقول بأنك ضمن هذه المهمة داعية سلام؟ وهل مثل هذا الادعاء يسرب؟
هل بعد الالاعيب الإسرائيلية وركلها لكل المحاولات الدولية التي جاءت للمساهمة في العملية السلمية هناك من يصدق اكاذيبها؟
 هل بعد افصاح اسرائيل عن نواياها وتصريح المسؤولين بأنهم يريدون مفاوضة الفلسطينيين مئة عام، هل ما زال هناك انسان عاقل واحد على وجه الارض يؤمن بان إسرائيل تريد السلام؟
أخي نعيم.. أنعم الله عليك بكل خير.. كيف ستمثل إسرائيل هناك.. هل ستقول للنرويجيين بان العنصرية في اسرائيل نفذت حتى إلى الجهاز القضائي وبأنه على نفس الفعلة تُفرض على (الغوي) امثالي وأمثالك احكام اقسى من تلك التي تُفرض على اليهودي؟
فماذا ستقول لهم وهم ليسوا اغبياء ولن يشتروا بضاعتك التي ستغلفها لك السلطات الإسرائيلية لتكون "من برا رخام ومن جوا سخام".
هل ستقول للنرويجيين بان إسرائيل ابتدعت عشرات القوانين لنشل التراب من تحت ارجل العرب في هذه البلاد لإحداث الحفر التي تبغي دفنهم فيها؟
هل ستقول لهم بان سلطات المطار في اللد، بعد أن تذهب وتعود إلينا بالسلامة، ستقوم بنزع ثيابك لاجراء التفتيش عملا بالمقولة "اظهر (للغوي) الاحترام ولكن شك بنواياه دائما"؟!!
هل ستقول للنرويجيين بان اسرائيل تسرق المياه من الاراضي العربية المحتلة ومن الدول المحيطة بها؟
هل ستقول لهم بان الاحتلال قطّع الاراضي الفلسطينية وأقام عشرات الحواجز بين قرى ومدن الاراضي المحتلة؟
هل ستقول لهم بان الحوامل تترك على هذه الحواجز حتى تجهضن كبرنامج مخطط لإذلال الشعب هناك وذلك وفقًا لاعترافاتهم العلنية بدون أي خجل او رادع من الضمير؟
هل ستقول للنرويجيين بأنه يتوجب بناءً على ذلك تقديم حكام إسرائيل إلى المحاكمات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وعندها قد يزج قسم منهم في السجون والقسم الثاني سيرسلون إلى المصحات العقلية. وقد يكون هذا او ذاك قليلا على وزيرك "لبرمان".
هل ستقول للنرويجيين بان المستوطنين يقتلعون اشجار الزيتون المباركة ويتلفون المزروعات تحت حماية الجيش.
أخي نعيم.. لقد اظهرت سلطات الغدر الإسرائيلية انتماءك المذهبي (على الطالعة والنازلة) وكأن الامر منة علينا وقالت لنا بما معناه، ها نحن مقابل الارض التي لطشناها منكم عينّا منكم سفيرًا لنا في اوسلو. انه اسوأ أشكال الاستعمار، أن تُستغل الضحية في الدفاع عن جلادها لقد أظهرت سلطات الغدر انتماءك المذهبي هنا امعانًا منها في تفرقة الاقلية العربية فهنا نحن لسنا عربا وهي هناك.. في اوسلو ستقلب المعادلة رأسًا على عقب، لن يكن هناك أي ذكر لانتمائك المذهبي ستبرز انتماءك القومي فقط.. لتقول للشعب هناك: تعالوا واسمعوا أي حياة رغيدة يعيشها العرب في إسرائيل وقد شهد شاهد من أهله وها هو البروفيسور العربي يحدثكم عن تلك الحياة، سوف تلعب هذه السلطات على كل الحبال معتقدة باننا عبيد عندها، ستفرض عليك مهمتك التماهى مع هذه الألاعيب؟
هل ستقول لهم انها اعدت لنا، نحن ابناء الطائفة الدرزية برامج تعليمية خاصة متدنية مختلفة عن باقي برامج المدارس في البلاد كي ننجح في الامتحانات التوجيهية ونسقط في امتحانات الدخول إلى الجامعة كما قال زميلك البروفيسور اماتسيا بارعام من جامعة حيفا، وهكذا ترسم لنا المسار الذي يقود إلى العمل في أذرع الأمن.
هل ستقول للنرويجيين بان الشاب الدرزي الذي يخدم مرغمًا في الجيش يجد بعد ان يكون قد انهى الخدمة الاجبارية ان ارضه قد صودرت؟
هل ستقول لهم بان سلطات الغدر الاسرائيلية تسجن شباب طائفتك داخل منطقة سكنية محددة ولا تقوم بتوسيع الخرائط الهيكلية مما يدفعهم إلى العمار وفقًا لقانون الحياة والمواطنة الذي تتنكر له السلطات وتعاقب كل من مارس هذا القانون الإنساني المناقض لقوانينها.
هل ستقول للنرويجيين بان السلطات الإسرائيلية تمد الكهرباء لاقنان الدجاج عندهم في حين تمنع عنا الكهرباء مما يدفعنا إلى مخالفة قوانينهم ومد الكهرباء من عند بعضنا البعض او استعمال مولد كهرباني خاص مما يؤدي إلى حدوث المآسي وبالأمس القريب اختنقت اسرة كاملة من اهلك في عسفيا من جراء الغاز المنبعث من المولد الكهرباني. كيف ستغض الطرف عن كل ذلك، بربك كيف؟!! كيف ستتبنى موقف الدفاع عن كل هذه الممارسات؟ كيف سيسمح لك ضميرك المتقد وحسك المرهف أن تقول بان الوضع جيد وأنت تشاهد اهلك يختنقون؟
هل ستقول لهم بان شباب طائفتك يسجلون الرقم القياسي في الانتحار في هذه البلاد بسبب الاحباط والتي منها التناقض بين الانتماء والخدمة في جيش الاحتلال وغيرها من اشكاليات وهنا لا أحد يعيرنا اهتماما حتى من ابناء شعبنا الذين يأتون بالملامة بدلا من الاخذ بأيدينا؟! لقد تركونا فريسة سهلة بين مخالب هذا الكائن الغريب الذي يتستر في هيكل إنسان؟!
 أخي نعيم.. أنعم الله عليك بكل خير.. هل ستقول للنرويجيين بان شباب ابناء شعبنا من باقي الطوائف يقبلون للعمل في مختلف المصانع والورش بدون أن يخدموا في الجيش في حين ان الشاب الدرزي لا يقبل في اماكن عمل كثيرة بسبب تهربه من الخدمة في الجيش مما يرفع حالة البطالة الفقر والانتحار في وسطنا.
هل ستقول للنرويجيين بان شبابا من طائفتك يُقتلون وهم يؤدون الخدمة الاجبارية حتى داخل المعسكرات الإسرائيلية.
هل ستقول لهم إن هناك من الجنود من اختفى كليًا في ظروف غامضة ولم نجد له أي أثر. أم انك ستقوم بإخفاء كل هذه الحقائق ضمن مهمتك.
أخي نعيم، لقد وصلت إلى أعلى الدرجات الاكاديمية والأدبية كشاعر في أكثر من لغة، ولا ينقصك المال او الجاه فارتجع عن هذا الخطأ، لقد قيل "غلطة الشاطر بألف غلطة" فلا تستمر، إن من غلط ورد لا يُرد.. انه ليس فخرًا أن تُعين سفيرًا لدولة سارقة لاراضي مواطنيها الاغيار وحتى لمن يعتبر نفسه صديقها، باطشة مجرمة بحق كل من حولها.. آمل أن تعيد النظر في قبولك لهذه المهمة والله ولي التوفيق.

هذا خبر اترح ان تطوره وجعله مقدمة العدد إذا اردت
 عممت الشرطة بالأمس (الخميس) خبر وفاة فتاة تخدم ضمن ما يسمى الخدمة الوطنية، وقد لاقت حتفها اثناء رحلة استجمامية في شلالات الجولان، حتى إغلاق هذا العدد لم نعرف من هي الفتاة ومع ذلك نقدم لذويها أحر التعازي وقلوبنا تنزف المًا، ولكن بالمناسبة ننوه بأنه ليس صدفة أن الجيل الصاعد فاقد ثقته بالقيادة الدينية والقيادة السياسية التي لم ترمي بثقلها على المؤسسة من اجل عدم الغاء هذه الخدمة المشكوك في أمرها على الفتيات ونقول: هنا تحديدًا الامتحان الحقيقي .. ليس من البطولة أن نكون (قبضيات) على بعضنا البعض  ونتهرب من مواجهة السلطة التي تفرض اردتها علينا.
إن مثل هذه الخدمة للفتيات تضرب كرامتنا في الصميم،  تضرب قيمنا..  وهي بدون ادنى شك مقدمة للخدمة العسكرية، فاليوم في العيادة داخل البلد، وغدأ في المستشفي في المدينة، وبعد غد في عيادة المعسكر؟!!   اننا نهيب بأهلنا أن يكونوا بحجم المسؤولية الاخلاقية وان يأخذوا دورهم في التصدي لهذه الخدمة.. لقد فقدنا الارض.. فقدنا الحقوق.. ولم يبقى لدينا سوى شوية كرامة.. نرجو ان لا نفقدها