"اللقاليق" بقلم: نزيه حلبي
2012-08-03 10:33:02

تناهى إلى مسامعي مصطلح جديد في اللغة العربية وهو مصطلح "اللقلقة"، وجمعه "لقاليق" ومفرده "لقلوق"، هذا المصطلح نادر الاستعمال؛ لكنه موضوعي لكثرة الأشخاص الذين ينطبق عليهم هذا المصطلح. قد يكون هذا المصطلح صفة يتحلى بها البعض، وربما صفة ينعت بها البعض جراء تصرفهم. وقد يكون مرضا سياسيا أو اجتماعيا أو مجموعة أمراض اجتمعت جميعها في شخص واحد، وكونت مرض المعايير المزدوجة التي تتسم بالنفاق والتملق.
في كل مجتمع هناك فئة من الأشخاص التي تعيش في الحضيض، وتكتمل سعادتها عند رضاء أسيادها عنها، قد يكونون من علية المجتمع ومن مثقفيه، أو من ابرز الأشخاص فيه، لكن لسبب ضعف شخصيتهم أو لطباعهم الغريبة، يذلون أنفسهم ولا يستطيعون العيش كغيرهم محترمين، بل تحت أقدام أسيادهم.
هذه المجموعة هي عبارة عن مجموعة من الذين ينحنون ويسجدون تحت أقدام أسيادهم، ويقومون بتقبيل أحذيتهم، (بغض النظر عن مقاس الحذاء). ويبدون الولاء المندلق لهم، فقط ليرضوا عنهم. فتراهم يبيعون الغالي بالرخيص من اجل إثبات ولائهم.
هذه المجموعة عاجزة عن التفكير الحر، وتفتقد إلى الجرأة والشجاعة، ويبقى "اللقلوق" بعيداً عن الساحة، منزويا في أركانها نائياً بنفسه عن فضح شخصيته المهزوزة، غير القادرة على اتخاذ مكان رفيع لها في المجتمع.
أما "اللقلقة" السياسية فهي أبشع أنواع "اللقلقة"، لان بعض المنتخبين قد اختاروا "اللقلقة" نهج لهم، كونها الأمر الوحيد الذي يبقيهم على كراسيهم، ولأنها الطريقة الوحيدة التي بواسطتها يشعرون بنوع من السمو والزهو.
هؤلاء "اللقاليق" يعانون من الغرور والاعتداد بالنفس، فهم يستخفون بثقل المسؤولية، ويحاولوا الظهور في مظهر المحترمين بين أفراد المجتمع، ففي المناسبات المختلفة نلاحظ بأنهم يرفضون الجلوس بين العامة، ويندفعون دائما إلى الجلوس في الصفوف الأولى، أو بين أصحاب المناسبة (بغض النظر عن نوعها)، لكنهم يعلمون في قرارة أنفسهم بأنهم منبوذون وبان المجتمع يحتقرهم، لكن هناك فئة تجاريهم وتتملق لهم!!
ونلاحظ أيضا بان أولئك يسعون وراء الشكليات والمظاهر الخداعة الكذابة، وينجرفون وراء "لقلقة" اللسان، خاصة عند حضور أسيادهم ، حيث يبدؤون بتمجيد أسيادهم وبتعظيمهم، من أخمص قدميهم حتى قمة رأسهم، لكي ينالوا رضائهم. وهناك الكثير من أنواع "اللقلقة" البعيدة عن مجتمعنا العلماني والمتطور!!      
طبعا توافقوني الرأي، بان هذا المصطلح نادر الاستعمال ولا يمت إلى مجتمعنا بصلة، فانا متأكد بأنه بعيد عنا كل البعد، ولا يوجد بيننا شخص تنطبق عليه هذه التسمية!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق