سهرات أو حفلات عشاء الشيخ الدكتور فايز عزام
2012-08-01 23:22:41

 دعانا جارنا أو قريبنا أو صديقنا وزوجته الى تأهيل ابنهما. وهما يحبان الجمعات والضيوف والسمعة الطيبة وشوفة النفس. حالهما متوسط وحسابهما مديون.
في سهرة الليلة الأولى، ليلة الأحد، قدمت  قهوة سادة ومشروبات غازية ومكسرات وتبولة.
في الثانية قدمت فواكه ومعجنات.
في الثالثة قدم سفيحة وسامبوسك وفواكه مجففة. وكل سهرة تحسنت الضيافة والخدمة وتنوع النقل والأكل، وازدادت التكاليف.
في الليلة الرابعة قدمت كل هذه المقبلات والأطايب معا.
إما في السهرة الخامسة فقدمت فاكهة العرس وهي الكبة المقلية وبعدها العوامة والزلابة.
 وفي السادسة وجبة عشاء رز وكبة نية، وختمت بالكنافة.
إنا أحب الحلويات والاجتماعات والنقاش والمشاركة. فسهرت كل ليلة في ضيافته.  وشاركت في الأكل والحديث.
في اليوم الأول حضر أهل العرس الأقربون. ثم ازداد عدد الحضور يوما بعد يوم، لكنها الأغلب نفس الوجوه.
أهل الفرح يدعون والناس تحضر. هم يقدمون والناس تأخذ. والكل يضج ويشكو. لكن الامر مستمر رغم الشكوى والتذمر، وكأننا ننتظر الفرج من السماء. هل الشكوى حقيقية أم مجرد كلام؟ هل نحن مستاءون ظاهريا، راضون قلبيا؟
للسهرات فائدتها. فهي تؤلف بين القلوب وتنشر الإخوة وتزيد المحبة وتمكن العلاقات الاجتماعية. ولكن كل شيء زاد نقص. وكذلك المشاركة واجبة دينيا ودنيويا واجتماعيا. ولكن قد تنقلب هما ان زادت عن حدها.
كان للسهرات سابقا طعم أخر. فقد كان يقام في القرية عرس واحد في السنة أو في الشهر أو في الأسبوع. إما اليوم فتقام عدة أعراس في أسبوع واحد، أو يوم واحد. والكل مدعو والجميع محرج.
ان كنتم ممن يفتشون عن التغيير ويصبون الى الأصلح، فاني أقدم اقتراحا واعرض رأيا، لعل وعسى يدفع الأمور الى الأفضل. فمن كان لديه اقتراح آخر، فهو مدعو ان يطرحه. فلا بد للنقاش والمداولة والمحاولة إلا ان تثمر خيرا.
كان متبعا في السابق تقديم عشاء ليلة العرس، وفي اليوم الثاني يوم العرس يقدم غداء. واكتفى احدهم برأي جماعة من ذوي الرأي بتقديم غداء يوم العرس فقط. عارض البعض ولكن الامر أصبح مقبولا لايجابيته وجدواه.
وكم  عارض بعض الناس الصلاة على الجنازة في بيت الشعب. ولكن كان هناك من اتخذ هذه الخطوة الشجاعة، فأصبحت بديهية. وقد استن البعض عدم الدعوة العامة للخطبة، وعارض البعض كالعادة. ولكنها أصبحت مقبولة مشكورة.
وهناك أمثلة كثيرة أدت الى تغيير للأحسن. وأمثلة معاكسة. عادات قلدها الناس وصارت متبوعة مقبولة. فتعالوا نصبو الى الأفضل والأحسن والأوفر والريح والأكثر أدبا واحتشاما ورأفة بأحوال الناس وجيوبهم، ونقلده ونتبعه.
تصوروا مثلا:
لو اقتصرت الدعوة الى الأعراس والتأهيل على أهل القرية فقط. ولو قُلص عدد المدعوين واقتُصر على اقرب المقربين من الأقارب والأصدقاء والمعارف.
ولو أصبحت السهرة يومين بدل أسبوع.
ولو قلت فيها أصناف الطيبات والحلويات والمأكولات والمشهيات والمقبلات والمقليات والمحشيات.
ولو اتُفق ان من يأتي للسهرة لا يعود لحضور حفلة العشاء. بل يبارك ويؤدي واجبه وما عليه، ويأخذ واجبه وما إليه. ويمتنع أهل الفرح عن تشديد وتجديد الدعوة له لحضور العشاء،  بل يُفهم ضمنا ان من أتى للسهرة فقد قام بواجب المشاركة وكفى. ويشطب من قائمة المدعوين للحفلة، حتى يتطابق عدد المدعوين عدد الطاولات والوجبات والكراسي المعدة للضيوف، كي لا يذهب الأكل هدرا، وتقع جسارة.
وانقل رأيا سمعته من جملة من إخوان وأخوات، بعد تقديم نقليه ليلة العرس، قُدّمت فيها الوجبة الأولى والثانية والثالثة من حلويات وكبة ورز ولحم وتبولة ومعجنات وحشيات. سمعتهم يسالون ما المزيد.؟ لماذا لا يحضرون العروس وينهون العرس ألان؟ فقد اخذ الناس واجبهم كاملا بعد هذا الواجب الفاخر؟ وانأ أتساءل لم لا؟ أبقي أكل الرز ولحم العبور ولحم الدجاج واللسان والفقاعية مرة أخرى.؟
تصوروا أيضا:
 لو تنادى الناس على  هذا الرأي.
ولو قام بعض الأحرار الاخيار بالبدء بمثل هذه الخطوة.
ولو تنازلنا عن التفاخر والمباهاة بعدد الضيوف والكراسي وأنواع الأكل والنقل.
ولو امتنعنا عن تقليد الإسراف والمزايدة على بعضنا البعض.
قد سبق البعض الى اتخاذ مثل هذه الخطوات، ولكن للأسف لم تفعل فعلها ولم يكن لها اثر ملموس. فإلى متى؟
قلْع عادات تثقل على الناس، وزرع عادات تفيد الناس، ترك عادات مستهجنة وإتباع عادات مستحسنة، تحتاج الى قيادات دينية ودنيوية تسمع كلمتها، لا بالقوة والحرمان، بل بالهيبة والإقناع والقدوة الحسنة والاحترام وقبول خاطر الكبير والعاقل وصاحب الرأي.
كان في قرانا شيوخ رأيهم مسموع وخاطرهم مقبول. كان مجلس ختيارية وكان ديوان أو منزول تعرض فيه أراء وتناقش وتقبل بالرضا والاختيار.
فأين نحن اليوم؟
ان انعدمت هيبة القيادة التقليدية، وكذلك الشجاعة الفردية المثالية، فلتقم قيادة جماعية، كما قامت هيئات لمنع بيع الأرض للغرباء وللدفاع عن الأرض ورفض الدمج، وقبل رأيها وتبعها الناس. تبحث وتقترح. هذه الأمور الاجتماعية ليست اقل شانا من الأمور السياسية.
وان لم يستطع الرجال لها،  فلتقم الحركات النسائية التي سجلت لها نضالات ناجحة بتبني حل. وقد يأتي الفرج على أيديهن.
القرى الدرزية التي ما زال فيها زعامة دينية أو دنيوية لها ثقلها، مثل: يركا وكسرى وشفاعمرو ويانوح، فلتبادر الى خطة وخطوة تيسر ولا تعسر، قد تقتدي بقية القرى بها.
في كثير من القرى الإسلامية تجتمع القيادات وتتخذ قرارات في الأمور الاجتماعية والسلوكية وخاصة في أمور الأفراح، فتقبل وتنفذ. فأين نحن من ذلك؟؟؟!!!
صحيح ان الحكي هين. ولكن الرجال تُعرف بمواقفها وبأقوالها وتُمتحن بأفعالها.  والأفضل من يقيم الحد على نفسه أولا.
سأحاول جاهدا تطبيق هذا الاقتراح على نفسي. وعفا الله عما مضى.
نسال الله العون على السدق والتحقيق وحسن التوفيق.
مع اجمل التهاني والتمنيات
ابو شعيب

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق