(مقطوعة رومانسيّة)
فضاء رحيب، وهل نملك صدورا، وبصيرة قيدَ أُنملة من رحابته؟ وهو الفضفاض الذي يرفُل بسحر الكون، والنّجوم، والمجرّات اللّألاءة واللّؤلئِيّة. هوذا الفضاء الفضّيّ، عندما تسطع فيه الغزالة السّارحة في السُّدُم اللّانهائيّة، وهي ذُكاء الّتي ترسل شعاعاتها العسجديّة البلّوريّة على الطّبيعة الفتّانة بما فيها من جبال الورود، وأنهار اللّقالق، وسفوح القبّرات والزّراعي، وبساتين الهزارات، وكروم الرّقاطي، وبحيرات البجعات، وبحار النّوارس والبطاريق! وهكذا نجدها مصدر الفوائح الذّكيّة، والزّكيّة الصّائكة من جِنانها المعلّقة! ذُكاء تنوّر هذا الفضاء الأثيريّ، فلا تملّ، ولا تكلّ، لا تمنّن، ولا تجهّم وجنتيْها الشّفقيّتين القانيتيْن أحيانا، والسّاطعتين أخرى. وجْنتاها الطّلْقتان المختالتان، ليس تصنّعًا، ولا تكلّفًا، بل جمال عفويّ تلقائيّ، وهو الذي يدوم ويستديم. فلا تمنّنْ برهة ولا هُنيهة، ولا لحظة، ولا رمشة عين!
كلّ علم جليلْ كلّ حبّ جميلْ
يُهضَم الضَّلِيلْ ويُهزم الضِّلّيلْ
فالشّمس الدّليلْ والقمر السليلْ