بصراحة بقلم د.نجيب صعب ابوسنان
2012-06-28 12:40:28

    كلمة الصراحة تنطوي على الكثير من المعاني البناءة الصحيحة العميقة في مقصدها وجوهرها ويعود الأمر إلى الفعل من هذه الكلمة وهو صرح الأمر اي بيّنه ووضّحه, وصرح –صراحة او صروحة اي صفا الشيء خلص وبان , صارح اي جاهر او صارح واجه مواجهةً وأوضح ما في نفسه بوضوح وبصراحة تامة .
    هذه التعابير وهذه الكلمات إنما تجمّع مع بعضها البعض خلاصة واحدة وهي الصراحة هذه الكلمة التي لا تروق للكثيرين ممن يحاولون التهرب من الوضوح من الصحيح وقول الأمر أيا كان هذا الأمر بصراحة وبأمانة وإخلاص .
فالصراحة استناداً والى ما ذكر في الوضوح, البيان, الصفاء, الشفافية في القول والفعل, التصرف والتعامل بين الأفراد بدءاً من البيت , الى العمل اياً كان وألى جميع الأطر الفاعلة اجتماعياً تربوياً ثقافياً وحتى دينياً وسياسياً.
    فالصراحة أولا مطلوبة بشكل قاطع مع افراد الأسرة الواحدة ,الأب والأم  والأبناء والأقارب حيث انه ينبغي أن يتفاعل ابناء الأسرة  مع بعضهم  بكل صراحة  دون مواربة ودون تحايل وبدون غشاوات وتضليل مقصود وغير مقصود , عندها تكون العائلة في المسلك الصحيح من حيث الحياة اليومية المشتركة بين الأفراد , وربما يعطي ذلك زخماً كبيراً ودفعة موضوعية للأنجاز والعيش الكريم , وبدون ريب طوبى لمثل هذه العائلات والأسر التي تنتهج هذا النهج خطاً وقاعدة ونهجاً في الحياة  ولا شك أنّ هذه المجموعات مباركة وكثيرة وتعتبر من ركائز المجتمع .
    وكثيرة هي الأطر والنواحي التي لا يعتمد اربابها الصراحة في نهج حياتهم فيعيشون دائماً في الأوهام , على الصلف , التمويه, التضليل, الأكاذيب وقول عكس الحقيقة . وقد  يتفننون في ذلك ويتقنون التلاعب في الكلام وبينهم وبين الأقوال الصريحة والمصارحة والشفافية بون شاسع ,
 لا يمكن أن يرتكز الى تصرف مقبول , وهؤلاء نراهم في حياتهم اليومية وفي اسرهم ومع كل من يتعاملون معه تراهم مضطربين خاصة عندما يتحرك الضمير إذا حقاً وُجد  , وقولهم الصراحة كثيراً لأنهم لا يرغبون في المصارحة وقول الأمور بصراحة لأنهم هم مع انفسهم غير صريحين  فلا يبارك الله بهذه المجموعات , وحتماً انهم  سيعيشون منزوين منفردين متوحدين ليس باختيارهم وأنما نتيجة اعمالهم وتصرفاتهم , فهؤلاء عزيزي القاريء عزيزتي القارئة مضللون , خونة, مجرمون ليس فقط مع انفسهم وذويهم فحسب وأنما مع كل من يتعاملون معه ومع محيطهم ومجتمعهم  ! ! ! !
فصراحة القول والفعل والتصرف لا يضاهيها شيء في هذه الدنيا , ولا يمكن أن يهدأ الضمير الحي إلا بقول الصراحة وكذلك بالفعل بصراحة متناهية , فالصراحة في نظري هي نهج وصفة وعمل كل نتائجه خيّرة, كل نتائجة طيبة , كل نتائجه بناءة حتى ولو كانت غير مرضية في بعض الأحيان الا انها صريحة . . . 

     فالأنسان الصريح والحكيم الذي لا ينّم لسانه ببنت شفة الا وكانت صريحة  لا غرو فيها ولا تلفيق صادقة شفافة , ظاهرة للعيان ومقبولة ايضاً على السامعين , فخير للمرء اياً كان ومن الجنسين ان يكون صريحاً في اسرته , في تعامله , مع القريبين والبعيدين عنه , صريحاً فيما يقول , فيما يفعل , صريحاً ويصدق  في تأدية مهامه , صريحاً في فعالياته , صريحاً بمسؤوليته, ويقول الأمور وينفذها بصراحة دون خوف او وجل ويبتعد عن المراوغة , الغش المجاملة والتمويه والنهج الغامض او الموقف المايع , فلا يمكن الدوام الاّ للصريح, الصراحة مهما طالت الأيام ونجحت الأكاذيب لوقت ما فلا بد الا ان يذوب الثلج ويبان المرج وكذلك لا بد يوماً ان تنقشع الغيوم وتبان النجوم وبوضوح وبصراحة . 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق