ألانتقاد البناء والانتقاد ألآخر بقلم د.نجيب صعب-ابو سنان
2012-06-18 18:58:24

حياتنا أليومية مليئة وزاخرة  بالانتقادات البنّاءة والانتقادات الأخرى , وهذا ألأمر قد يحدث في كثير من الأحيان لدى أناس مسئولين ويهمهم ألأمر كما هو لذاتهم , وكذلك لدى أناس ينتقدون فقط من باب ألانتقاد ولا توجد أية خانة في قاموسهم ألاجتماعي للانتقاد البنّاء وهؤلاء في موقع يدعو إلى الحزن والشفقة.
    فكل إنسان مهما كان هذا الإنسان , وكل أمريء مهما كان هذا المرء , مهما عمل ومهما تقدم , ومهما تسلم من مناصب , ومهما جمّع من ثروات وأموال  بدون  أدنى شك معرضاً للخطأ , وقد يتصرف في بعض ألأحيان بشكل عفوي أيضاً بأمر لا يليق به  وهذا أمر وارد أيضاً , إلا أنه قد لا يصدر عن قصد , أو عن رغبة ونيّة للمس بالغير مهما كان هذا ألغير في موقفه وتصرفاته في بيته , في عائلته , في محيطه وربما في مجتمعه ,والانتقاد في هذا السياق قد يكون بنّاءاً من أجل ألإصلاح ومن أجل التحسين وكذلك من أجل الحياة ألأفضل والعلاقات ألأحسن .
    والمنتقدون البناؤون في هذه العجالة هم قليلون حقاً لأنّ ألأمر يتطلب الكفاءة , يتطلب المسؤولية, يتطلب ألأمانة ويتطلب أيضا البناء الموضوعي من هذا ألانتقاد أو ذلك , ويترتب أن يكون بعيداً كل البعد عن الغايات الشخصية عن ألأهداف والمآرب السياسية , بعيداً  عن الحسد والغيرة التي تقتل صاحبها قهراً بذاته دون أن يمسه أحد لأنه هو هو كذلك.
    والناقدون فقط من أجل ألانتقاد وعادة هم هؤلاء الذين يجلسون في غالب ألأحيان دون سُمّار لوحدهم نتيجة أفكارهم , نتيجة ألأوهام التي يحلقون فيها , ويبنون حسب أهوائهم انتقادات في غالب ألأحيان لا تمت للموضوع الذين  يقصدونه بالمرة , وإنما يطلقون  انتقاداتهم لأغراض عديدة ومتنوعة , تارةً تنبع من جهلهم للأمور وهذا يشكّل القسم ألأكبر من ألحالات , وتارة يصدر هذا ألانتقاد عن ضغينة في ذاتهم تجاه ألآخرين , أو قد تصدر أيضاً نتيجة حسد قاتل لأن الحسد مرض فتّاك يفتك أولا بصاحبه  وربما يصدر ألانتقاد غير البنّاء أيضا عن مركب نقص يمتلكه هذا المرء ويحتفظ به لوحده  دون أن يتنازل عنه مهما كلّفه الثمن , وقد يصدر ألانتقاد غير البنّاء أيضا من باب ضعف الشخصية , لأنّ هذا المرء أو ذاك يحاول في هذه الحالات أن يحط ما به في ألآخرين من انتقادات تأتي وتنبع بدون شك من أجل ألانتقاد ليس ألا .
    وفي نظري أيها القرّاء ألأعزاء : الذي يعمل ,  ينتج , وينجز, ويتطور ويتقدم ويتأثر أيا كان هذا المرء وأياً كانت هويته ألاجتماعية ألطائفية والسياسية , تحصنه كفاءته , وتدعمه إرادته القوية التي لن تتزعزع أبدا  أمام كل طارئ لأنها أمينة , صريحة , صادقة في عزمها وتحترم ألغير كما تحترم نفسها , هذا المرء حقاً يجب أن نقول له ونهمس صادقين في أذنه عبارة " يا جبل ما يهزك ريح " , لأنّ جميع ألأقوال الصادرة من أجل ألانتقاد فقط وما سبق ذكره  ستصطدم كلّها بإرادة قوية متينة محصنة  وتعود راجعة إلى من حيث أتت .
 فلهؤلاء نصيحتي مستقبلا , وألا فلهم رأيهم ولكل رأيه , وللمنتقدين البنائين في المجتمع ولدى أفراده كيان لا غبار عليه , وكرامة لا تشوبها شائبة , وكلمتهم مسموعة , ورأيهم مقبول لأنهم يقولونها صراحة دون تخفي ودون تستر وراء أسماء مستعارة  التي أن دلّت على شيء تدل فقط على الجبن والضعف وانعدام الشخصية .
وأخيراً لا بدّ من كلمة للجميع: لا يصح إلا الصحيح, والمجتمع يستحق من كل أعضائه الصراحة والعمل المشترك الدءوب للنهوض به نحو ألأفضل وضرب كل ألأمور ألأخرى غير المجدية جانباً, لأن في ذلك معاً يمكن أن نصل إلى ما نصبوا إليه.    

   
.
   


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق